السبت 23 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

"الإخوان" وبرلمان العصابة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
الحياة البرلمانية المصرية منذ عام ١٨٦٦ شهدت العديد من الأحداث البرلمانية الساخنة المليئة بالصراعات الحزبية وأيضا الصراعات بين الأنظمة الحاكمة من ناحية والبرلمانات من ناحية أخرى وتاريخ مصر البرلمانى حافل بالصفحات المضيئة والمشرفة وأيضا الصفحات السوداء إلا أن فترة جلوس نواب الإخوان على مقاعد الأغلبية داخل برلمان مصر فى الفترة ما بين ٢٥ يناير ٢٠١٢ حتى يوليو ٢٠١٢ تعد واحدة من أسوأ هذه الفترات وأحلك الصفحات البرلمانية السوداء، فلأول مرة تجلس عصابة وتشكل أغلبية البرلمان المصرى.
وبرلمان العصابة هو عنوان أحدث كتاب برلمانى وسياسى صدر مؤخرا يؤرخ لهذه الفترة من تاريخ البرلمان المصرى ويلقى الضوء على هذه الفترة بما فيها من أسرار وكواليس لتؤكد أنه برلمان عصابة حقا وصدقا ويكفى أن القسم الدستورى الذى أداه نواب العصابة الإخوانية تحت القبة لا قيمة له عند زعيم أو مرشد هذه العصابة ليعلنوا البيعة لهذا المرشد دون تفرقة بين نواب العصابة من ناحية ورئيس برلمان العصابة أيضا سعد الكتاتنى من ناحية أخرى.
فبرلمان العصابة الذى شهدته مصر خلال هذه الفترة وجلس عتاة الإرهاب الإخوانى ومنهم الهارب حاليا والمحبوس أيضا، اتفقوا فيما بينهم على الاستيلاء على مقدرات شعب مصر وتمثيله عنوة والحديث باسمه وعقدوا اتفاقا مع الطرف الآخر من العصابة ألا وهم السلفيون الذين وضعوا أيديهم فى أيدى عصابة الإخوان واقتسموا الغنائم ورئاسة اللجان البرلمانية وقاموا بمهمة التشريع وإصدار قوانين ترسخ وتجسد لحكم العصابة وما أدراك ما حكم العصابة؟
ففى عهد برلمان العصابة جلس على مقاعد لجنة الأمن القومى مجموعة من المعتقلين السابقين الحاملين شهادات مسجلين خطرا وسوابق ليس لكى يحفظوا أمن مصر القومى بل لتبديد أمنها القومى وبيع الأسرار لأعداء مصر وخيانتها، كما جلس على مقاعد اللجنة التشريعية محامو الجماعة وهم محامو الشيطان الذين شرعوا قوانين لصالح العصابة وتطاولوا على رموز مصر الوطنية والعسكرية وأصبحت قاعة البرلمان المصرى المقدسة أشبه بمغارة على بابا والأربعين حرامى وجلس داخلها ٤٠٠ حرامى وليس «٤٠ حرامى».
فبرلمان العصابة هو كتاب يشهد على مآسى هذه الفترة من تاريخ مصر البرلمانى، وأن خيانة القسم الدستورى كانت أسرع مما يتوقع أحد ممن وثق فى هذه العصابة ومنحها الثقة، واحتكرت السلطة والمال وظهر داخل برلمان العصابة نائب التجميل الذى أطلق كذبة كبرى حول إصابته فى حادثة ليثبت أنه أجرى عملية تجميل وأيضا نائب الفتاة الذى اختلى بطالبة داخل سيارته تأكيدا على أن العصابة صاحبة فضائح أخلاقية.
فبرلمان العصابة فتح أبوابه لاستقبال الإرهابيين والقتلة الذين خططوا أو شاركوا فى قتل الرئيس الراحل أنور السادات وجلسوا فى القاعة التى شهدت تكريم السادات بطل الحرب والسلام، إلا أن الله سبحانه وتعالى كان لطيفا بشعب مصر فحرم المعزول الإخوانى والرئيس المصرى الوحيد من دخول تلك القاعة وإلقاء خطبة من فوق منبرها ليتأكد الجميع أن برلمان العصابة جاء لكى يرحل ولا يستمر ويحمل لقب البرلمان اللقيط فى عمر الحياة البرلمانية المصرية.
فالجماعة الإرهابية بالعديد من الأحكام القضائية ثبت أنها عصابة من الأشرار والبلطجية وعتاة الإرهاب وأن برلمانها كان برلمانا للعصابة الإخوانية انصاعوا لتعليمات زعيم هذه العصابة ومرشدها الأعلى الذى رفض أن يتخلى نواب العصابة عن البيعة والطاعة والولاء له عندما قال لرئيس هذا البرلمان إن القسم الدستورى لك بينما البيعة فهى لك وعليك وظل الكتاتنى رئيس برلمان العصابة المحبوس حاليا والوارد اسمه على قوائم كيانات الإرهاب متمسكا بالبيعة لزعيم ومرشد العصابة.
فبرلمان العصابة الإخوانية انكشف منذ اليوم الأول من تشكيله عندما قبل أعضاء العصابة الدخول لأبواب البرلمان فى حماية ميليشيات الإخوان وليس فى حماية رجال الشرطة المصرية لأنهم يعلمون أن رجال الشرطة لا يحمون أفراد العصابة، ولكنهم يقبضون عليهم ويطاردونهم كما شهدت قاعة برلمان العصابة هجوما شديدا على رجال الأمن والشرطة ووضع الخطط للتخلص منهم حتى يتمكنوا من ممارسة مهمة السرقة والنهب من أموال الشعب المصرى.
فكتاب «برلمان العصابة» هو وثيقة من الوثائق المهمة التى تكشف حقيقة برلمان الإخوان والسلفيين وحقيقة الديمقراطية الزائفة داخل هذا البرلمان وحقيقة الصفقات المشبوهة بين العصابة وحلفائها، ويقدم العديد من الوقائع والوثائق الدامغة على فترة برلمان العصابة منذ تشكيل هذا البرلمان حتى موعد حكم المحكمة الدستورية العليا بعدم مشروعية ودستورية هذا البرلمان والحكم عليه بالحل بل بالإعدام.
فبرلمان العصابة للإخوان والسلفيين شركائهم وحلفائهم أصبح يمثل وصمة عار فى تاريخ البرلمانات المصرية ونقطة سوداء فى تاريخ الحياة النيابية يسعى كل مصرى لنسيان هذه الفترة وشطب برلمان العصابة من سجلات الحياة النيابية المصرية خاصة أن جميع أفراد برلمان العصابة الآن إما محبوسون فى قضايا عنف وإرهاب أو هاربون من العدالة خارج مصر حتى عاد البرلمان لأصحابه وأهله أهل مصر وصناع وشركاء الثورة التى أطاحت بالعصابة الإخوانية.