السبت 23 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

ورَحَلَ أبو البنات

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بقدرِ التكريم الذى ينالُه أحدُ شهداءِ القوات المسلحة المصرية فى الحرب على الإرهاب فى سيناء الغالية، بقدرِ ما تكونُ الذكرى مؤلمةً للوطن ولأهله وأسرته ورفقائه فى السلاح، فقد قامَ الدكتور رضا فرحات محافظ القليوبية واللواء أركان حرب أحمد إبراهيم قائد قوات حرس الحدود الثلاثاء الماضى بتدشين اسم الشهيد العميد أحمد عبدالنبى عطوة قائد الكتيبة ١٠١ بالعريش بالقوات المسلحة على مدرسة «الخانكة الثانوية بنات» بمسقط رأس الشهيد بمدينة الخانكة بمحافظة القليوبية، وذلك تخليدًا لذكراه والتضحية بدمائه الزكية دفاعًا عن أرضِ الوطن وتلبيةً لرغبةِ أهل الشهيد.
ويُعَدُ الشهيدُ العميد أحمد عبدالنبى واحدًا من أبرز الضباط المتميزين بقوات حرس الحدود، حيث نفذَ على مدار تاريخه المشرف عديدًا من المهام والبطولات فى تأمين حدود مصر، بالإضافة إلى دوره البارز كقائدٍ للكتيبة ١٠١ فى العريش، خلال العملية الشاملة «حق الشهيد»، لاقتلاعِ جذورِ الإرهاب والتطرف، وتطهيرِ سيناء من البؤر الإجرامية، حتى لبى نداءَ ربِه خلال إحدى المهام القتالية.
ومن المفارقات اللافتة أن الشهيدَ حصلَ على ترقيةٍ استثنائية من رتبةِ «عقيد» إلى رتبةِ «عميد» قبيل استشهاده بيومٍ واحد تقديرًا لجهوده المخلصة والقتالية فى خدمة الوطن، ولم يعلم بترقيته هذه قبل استشهاده هو وأربعة من رجاله فى مدرعته التى استهدفتها قوى البغى والضلال والإرهاب.
ومن المفارقاتِ أيضًا أن الشهيدَ البطل خلف من ورائِه أربع بناتٍ وزوجة مُحِبَة له، ولكنه خلف أيضًا من ورائِه رجالًا صَدَقوا ما عاهدوا اللهَ عليه من رفقاءِ السلاح لن يتركوا حقَه، وسيظلون أوفياءً له، ويواصلون جهودَه فى مكافحةِ الإرهابِ الأسود الذى يريدُ أن ينالَ من مصرَ وقواتِها المسلحة الباسلة وشرطتِها الساهرة ومواطنيها الشرفاء الذين لا يعميهم الحقدُ الأسود والكراهيةُ البغيضة للوطن الذى طالما أحبه المصريون وعشقوه وضحوا بكلِ رخيص وغالٍ لكى يعيشَ حتى ولو ضَحَيْنَا بأنفسنا نَفْسًا نَفْسًا من أجله.
وقد ألقى اللواء أركان حرب أحمد إبراهيم محمد قائد قوات حرس الحدود فى الاحتفالية كلمةً مؤثرةً والدموعَ تملأُ مُقْلُتَيْه أكدَ فيها على دور الجيش والشرطة فى حماية الجبهتين الداخلية والخارجية، وتوفير الأمنَ للمواطنين، مشيرًا إلى أن القوات المسلحة تُقدمُ أرواحها فِدَاءً لهذا الوطن، وأضاف أن الإرهابَ لا يهزمُ الأوطان وسننتصرُ على هؤلاءِ الجبناء بفضلِ تضافرِ كل الجهود، وأضافَ أن القواتِ المسلحة لن تنسى دورَ الشهيد وأداءَه المتفانى من أجلِ القضاءِ على الإرهاب أثناءَ عملِه بقوات حرس الحدود.
وقد قدمت زوجةُ الشهيد تحيةً إلى القواتِ المسلحة لدورها الكبير فى إلقاءِ القبض على الإرهابيين الذين استهدفوا زوجَها ورفاقَه، وقد رَثَت زوجَها بكلماتٍ أبكت الجميعَ ممن حضروا الاحتفالية جاء فيها «هو الشرفُ لكلِ إنسانٍ رآه، هو الضميرُ الحى الصاحى اليقظ، هو الشهيد، هو الأملُ فى يومٍ جديد، وفى يوم قلت له خليك معانا إحنا محتاجين لك.. قال أنا مش بتاعكو أنا بتاع ربنا، كنت بقوله خليك هنا معانا ومتروحش سيناء، قال لى سيناء دى عشقى ودنيتى».
وهكذا ينضمُ العميدُ أحمد عبدالنبى إلى سجلِ العزةِ والفَخَر من الشهداء فى مركز ومدينة الخانكة بمحافظة القليوبية، الذى أشرُفُ بالانتماءِ إليه، لعل أقربهم هو ما حدث يوم الأحد الماضى عندما استشهد ضابط الشرطة النقيب إيهاب إبراهيم جورجى وثلاثة من عناصرِ الشرطةِ السرية عند مهاجمة إحدى البؤرِ الإجرامية فى قريةِ «سرياقوس» التابعة لمركز الخانكة، كما أسفرت الواقعة عن إصابة ثلاثة من رجال الشرطة.
كما لا تستطيع مدينةُ الخانكة أن تنسى ابنَها البطل ضابط الأمن المركزى النقيب محمد جودة الذى أصابته إحدى رصاصاتِ الغدر عند وصوله هو وجنوده فى الدقيقة الأولى قبل فضِ اعتصامِ ميدانِ النهضة، وتمَ تكريمُه بإطلاقِ اسمِه على إحدى مدارس المدينة، كما لا تنسى ابنَها الشهيد الشاب إسلام بكير الذى استشهد يومَ جمعةِ الغضب فى ثورة ٢٥ يناير.
وفى هذه المناسبة أدعو الرئيس عبدالفتاح السيسى بمناسبة «عام الشباب» إلى إعادة اسمِ الشهيدِ الشاب «إسلام بكير» إلى المدرسةِ التى سُميت باسمِه كأحدِ شهداءِ ثورةِ ٢٥ يناير، وتمَ رفعُ اسمِه من عليها بعد ثورة ٣٠ يونيو دونَ إبداء أى أسباب، لأن مِصْرَ يجبُ أن تكونَ وفيةً لكلِ أبنائها مِمَن قدموا أرواحَهم فداءً لها.
رحمَ اللهُ شهداءَنا الأبرار، وحقنَ دماءَ المصريين، وخلصَنا من دُعَاةِ الحقدِ والكراهية، وألهمَنا الثباتَ عند مواجهةِ موجاتِ الإرهابِ الأسود.. إنه سميعٌ مُجِيب.