التنظيمات المتطرفة تسعى للقفز على السلطة من خلال إثارة الفوضى والقلاقل، وتستخدم طريقة التوحش من أجل الوصول لما تسميه التمكين؛ تضع تصورًا لذلك تسميه بإدارة فوضى التوحش، وتعتبر هذه المرحلة أخطر مراحل إقامة ما أطلقت علية الدولة الإسلامية؛ وهذه المرحلة باختصار قائمة على تكوين منطقة ارتكاز لها في حكم منطقة أو إمارة، منها تنطلق لشن هجمات على مناطق أخرى حتى تتمكن من السيطرة الكاملة، وتصبح لها الكلمة فيما أطلقت عليه مرحلة التمكين.
نجحت التنظيمات المتطرفة في قطع أشواط لها على طريق العنف في العديد من العواصم العربية وغير العربية، إلا أنها ما زالت تقف محلك سر في مصر رغم تاريخها الأسود والطويل في العنف سواء في فترة التسعينيات من القرن الماضي، عندما قامت الجماعة الإسلامية وجماعة الجهاد وجماعات أخرى صغيرة بشن هجمات واسعة ضد الشرطة الداخلية في مصر، أو الهجمات التي تشنها حاليًا تنظيمات مثل أنصار بيت المقدس والتي أطلقت على نفسها ولاية سيناء في هذا الجزء الغالي من الوطن.
هجمات تيارات العنف الديني لم تنجح في الانتصار على الدولة رغم تاريخ العنف الطويل والذي بدأ منذ السبعينيات من القرن الماضي، فما زالت هذه التيارات تعيش المرحلة الأولى من طريقه عملها العسكري، مرحلة النكاية والإنهاك، ويتلخص دورها إزاء هذه المرحلة في توجيه عمليات خاطفة وسريعة ومركزة على مؤسسات حيوية، كمحاولة لإنهاك الدولة وأجهزتها الأمنية، تهميدًا لإحداث حالة من الفوضى والارتباك، بعدها تدخل مرحلة الحكم وتكوين الإمارة ثم الدولة عبر مفردات صغيرة مثل سيطرتها على الموصل والرقة وبعض المناطق في ليبيا، وبالتالي نفس القدر من المحاولات في عواصم أخرى للوصول لمرحلة التمكين في نهاية المطاف.
تلعب تيارات العنف الديني على فكرة إسقاط مفهوم الدولة المركزية، فبقاؤها وقوتها مرهون بنجاحها في هذه المهمة، ولذلك تولي مهمة ضرب مؤسسات الدولة اهتمامًا شديدًا، معتبرة أن أخطر المراحل تلك التي تليها وهي إدارة هذه الدولة من توفير الطعام وإقامة قضاء والأمن وغيرها من مستلزمات الدولة.
نجحت الجماعات المسلحة في تحويل سيناء إلى ساحة حرب، من خلال توجيه ضربات متفرقة دون أن تنجح في تحويلها لإمارة ضمن مناطقها، ولن تنجح في ذلك رغم الدعم اللوجستي الذي يصل هذه التنظيمات عبر البوابة الغربية، كموقع جغرافي وعسكري مهم لها، ورغم الدعم المعنوي لتنظيمات دينية أخرى داخل الحدود؛ بدأت هذه التنظيمات بعمليات مسلحة للنكاية في الدولة وانتهت بنفس العمليات كطريق وحيد للنكاية دون أن تحقق حلمها في السيطرة وسط زحف أمني نجح في توجيه ضربات قاتلة لهذه التنظيمات في مصر وعقولها المدبرة في الخارج.
الدولة المصرية تدرك تمامًا أن معركتها ليست مع مجموعة مسلحة أو تنظيم يناوئها، وإنما مع العقول التي تحرك هذا التنظيمات، ومن هنا كانت استراتجية توجيه الضربات لهذه العقول في الداخل والخارج، مع الفطنة لضرورة ضرب الأيدي العاملة في التنظيم لخطورتها هي الأخرى.
معركة الدولة مع التنظيمات المتطرفة تأخذ خطين، مواجهة هذه التنظيمات أمنيًا وفكريًا، ومواجهة أخرى من نوع آخر له علاقة ببناء مؤسسات قوية داخل الدولة، وهي تدرك أن هذا البناء كلما كان قويًا كلما كان ذلك على حساب فكرة انتشار التنظيمات المتطرفة، وكلما أخذت الدولة مساحات أكبر في قلوب وعقول أبنائها كلما ساعد ذلك في انزواء الفكر التكفيري للأبد.
المعركة في سيناء ليست سهلة ولكنها تمثل مرحلة فارقة، فمعركة الدولة الحقيقية ليست في المواجهة العسكرية، وإنما في مواجهة منابع التطرف الحقيقي الذي تستمد منه الأكسجين بهدف البقاء فترة أطول، وبناء مؤسسات تستطيع مواجهة خطة هذه التنظيمات في نشر التوحش.
هجمات تيارات العنف الديني لم تنجح في الانتصار على الدولة رغم تاريخ العنف الطويل والذي بدأ منذ السبعينيات من القرن الماضي، فما زالت هذه التيارات تعيش المرحلة الأولى من طريقه عملها العسكري، مرحلة النكاية والإنهاك، ويتلخص دورها إزاء هذه المرحلة في توجيه عمليات خاطفة وسريعة ومركزة على مؤسسات حيوية، كمحاولة لإنهاك الدولة وأجهزتها الأمنية، تهميدًا لإحداث حالة من الفوضى والارتباك، بعدها تدخل مرحلة الحكم وتكوين الإمارة ثم الدولة عبر مفردات صغيرة مثل سيطرتها على الموصل والرقة وبعض المناطق في ليبيا، وبالتالي نفس القدر من المحاولات في عواصم أخرى للوصول لمرحلة التمكين في نهاية المطاف.
تلعب تيارات العنف الديني على فكرة إسقاط مفهوم الدولة المركزية، فبقاؤها وقوتها مرهون بنجاحها في هذه المهمة، ولذلك تولي مهمة ضرب مؤسسات الدولة اهتمامًا شديدًا، معتبرة أن أخطر المراحل تلك التي تليها وهي إدارة هذه الدولة من توفير الطعام وإقامة قضاء والأمن وغيرها من مستلزمات الدولة.
نجحت الجماعات المسلحة في تحويل سيناء إلى ساحة حرب، من خلال توجيه ضربات متفرقة دون أن تنجح في تحويلها لإمارة ضمن مناطقها، ولن تنجح في ذلك رغم الدعم اللوجستي الذي يصل هذه التنظيمات عبر البوابة الغربية، كموقع جغرافي وعسكري مهم لها، ورغم الدعم المعنوي لتنظيمات دينية أخرى داخل الحدود؛ بدأت هذه التنظيمات بعمليات مسلحة للنكاية في الدولة وانتهت بنفس العمليات كطريق وحيد للنكاية دون أن تحقق حلمها في السيطرة وسط زحف أمني نجح في توجيه ضربات قاتلة لهذه التنظيمات في مصر وعقولها المدبرة في الخارج.
الدولة المصرية تدرك تمامًا أن معركتها ليست مع مجموعة مسلحة أو تنظيم يناوئها، وإنما مع العقول التي تحرك هذا التنظيمات، ومن هنا كانت استراتجية توجيه الضربات لهذه العقول في الداخل والخارج، مع الفطنة لضرورة ضرب الأيدي العاملة في التنظيم لخطورتها هي الأخرى.
معركة الدولة مع التنظيمات المتطرفة تأخذ خطين، مواجهة هذه التنظيمات أمنيًا وفكريًا، ومواجهة أخرى من نوع آخر له علاقة ببناء مؤسسات قوية داخل الدولة، وهي تدرك أن هذا البناء كلما كان قويًا كلما كان ذلك على حساب فكرة انتشار التنظيمات المتطرفة، وكلما أخذت الدولة مساحات أكبر في قلوب وعقول أبنائها كلما ساعد ذلك في انزواء الفكر التكفيري للأبد.
المعركة في سيناء ليست سهلة ولكنها تمثل مرحلة فارقة، فمعركة الدولة الحقيقية ليست في المواجهة العسكرية، وإنما في مواجهة منابع التطرف الحقيقي الذي تستمد منه الأكسجين بهدف البقاء فترة أطول، وبناء مؤسسات تستطيع مواجهة خطة هذه التنظيمات في نشر التوحش.