السبت 05 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة لايت

النفيخة.. مشروع 100 سنة مزيكا من مصر

حالة نوستالجيا تعيش جواها

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
"هننفخلك المزيكا في "جوب" سماعي هيشدك".. ربما يكون هذا الوصف مبتذلًا إلى حد ما، وأقرب إلى الغرابة في فحواه، ولكنه من ناحية أخرى من الممكن اعتباره كافيًا لوصف تلك الحالة التي تعيشها فور تجربتك سماع أحد تراكات "النفيخة"، والتي تجعل تعابير الاندهاش تعتلي على وجهك فور استطاعك التعرف على المقطوعة الموسيقية التي يلعبونها وتقول في سرك "ياااه"، ولكن في نفس الوقت هي ببساطة نفس جو أغنية من أغاني الزمن الجميل ولكن تم عزفها بواسطة "النفخ وبس".
النفيخة هو الاسم الذي اختاره عازف الترومبيت محمد سواح لوصف الحالة السماعية المختلفة التي يبتكرها مع أعضاء فريقه الستة، بخلق "مود" غير مألوف بالمرة لمقطوعات موسيقية تكاد تكون مألوفة واعتيادية للآذان الاستماع إليها، خاصة من مزيكا أيام زمان، وأغنيات الزمن الجميل، من إبداعات كوكب الشرق أم كلثوم وعبد الوهاب، والعندليب الأسمر وصولًا لذكريات روائع التسعينات وما أدراك ما التسعينات، وكل ذلك من المنظور اللحني الاستثنائي الذي تخرجه الآلات النحاسية، كالترومبون والترومبيت والتوبا، مع لمسة من هايبرة الإيقاعات على وقع البركشن والطبل والدرامز، لينتج في نهاية المطاف وجبة استماعية دسمة بمذاقاتها المتنوعة، ومضاف عليها بهارات من روعة "شدة" الانتباه المرفقة بـ"الشو" المقدم بشكل حي أمامك، لتتردد في ذهنك جملة "مش دي أغنية كزا.. ازاي كده؟"، أي ببساطة تعود لتستمتع بسماع أغنيتك القديمة المفضلة ولكن تعيشها بحالة مزيكا جديدة.
"كلنا خريجين الكونسيرفاتوار، وكنا شلة صحاب جمعتنا المزيكا".. بمثل هذا الوصف المختصر وصف سواح بدايات تكوين النفيخة، منذ عدة سنوات، عندما التقى أعضاؤها في وصلة صداقة عند دراستهم للموسيقي في معهد الكونسيرفاتوار، وتحولت الفكرة من مجرد "قعدة مزيكا" لشلة أصحاب، إلى مشروع موسيقي غير اعتيادي، يجمع بين ترومبيت مصطفى جمال وترومبون أحمد إسماعيل وأمير إبراهيم، وبركشن خالد السايس ودرامز سامح شعبان، وبصمة التوبا للياباني مساكي اوكاجيما، رغم أن ميلاد البروجكت لم يظهر للنور سوى من قرابة السنتين، بعد الاستقرار على شكله النهائي، ومحتواه الموسيقي، وهو "لعب" أي نوع مزيكا أو تجسيد حالة أي أغنية عن طريق الآلات النحاسية فقط، في تجربة لم يخضها أي من الباندات الموسيقية في ساحة المزيكا المستقلة بمصر، ليعتبر النفيخة بذلك أول باند يخلق لنفسه أيقونة مزيكاتية جديدة، اعتبرت بادئ ذي بدء مغامرة ف يحد ذاتها نظرًا لصعوبة تنفيذها، والإرهاق المصاحب لكثرة البروفات لتخرج الموسيقى بشكلها النهائي والخاطفة لإعجاب كل من سمعها.
الفكرة العامة التي بنى عليها المشروع تجسدت بين سطور جملة "100 سنة مزيكا من مصر".. وضع الباند رؤيته الحالمة لإعادة تقديم كلاسيكيات الموسيقى المصرية خلال القرن الماضي و"نفخ" فيها روح موسيقية جديدة وعصرية، مع إضافة لمسة من لمسات التجديد في طريقة العزف ومزجها بـ"شو" استعراضي جماعي وليس فقط "تراك مزيكا تسمعه"، أشبه ماتكون لموسيقى تصويرية لجو من "النوستالجيا" المستوحاة من إبداعات أيام زمان، وخلال وقت قياسي تمكن النفيخة بالفعل من صنع قاعدة جماهيرية لا يستهان بها، مع انتظامه في تقديم وصلات احتفالية في مختلف الأماكن دون انقطاع، ويدخل في الوقت الحالي في" قوقعة" التحضير لمشروعه الموسيقي الجديد والأكبر من نوعه، وهو تحويل تلك الحالة التي ابتدعوها بالموسيقى إلى "عرض مسرحي موسيقي واستعراضي"، بإضافة بصمات التمثيل والاستعراض والملابس والإضاءة المبهرة، وتحويل الفكرة إلى ما يمكن وصفه بـ"العرض الكبير" المعتمد فقط على المزيكا بدون كلام، ومن المقرر ظهور أولى بشائر البروجكت المرتقب خلال موسم الصيف، مع تحضيره لمفاجأة سماعية مختلفة على التوازي مع نفس المشروع، ولكنها تعتمد على حد وصفهم "على البهجة"، بتقديم "اوفر دوز" من السعادة المفرطة عن طريق المزيكا "المنفوخة" بالآلات النحاسية، وانتهى بالفعل الباند من وضع التصورات النهائية لكلا المشروعين، على أن يفاجئ بها الساحة الجماهيرية بسلسلة حفلات جديدة خلال البضعة أسابيع المقبلة.