كتبت قبل شهور أن محافظة الإسماعيلية ستكون الملاذ الآمن للمجرمين المتأسلمين الهاربين من نيران الجيش البطل فى سيناء، وقلت فى حينها إن الامتداد الجغرافى فى الإسماعيلية كظهير لسيناء مؤهل لاحتواء تلك العقارب السامة، المخابئ متوفرة فى المزارع والصحراء، وبالفعل استطاع الأمن الوطنى مداهمة أكثر من مزرعة بزمام جمعية العاشر من رمضان وتعامل مع الإرهابيين المختبئين داخلها بسلاحهم ومتفجراتهم. اليوم يزداد الخطر بفعل نمو العشوائيات بصورة سرطانية فى المدينة، الأسبوع الماضى فقط كان المحافظ، يرافقه مدير الأمن، على رأس حملة لإزالة عشوائيات المليونيرات الذى قسموا الأراضى الزراعية وباعوها كأرض مبانى، لا يتوقف جشع رأس المال ليؤسس بؤر توتر فى المدينة، السلوك العشوائى سواء كان فى الاعتداء على أرض الدولة أو مخالفة قانون البناء أو سيادة الرشوة والإهمال والتراخى، كل هذا قد يكون حاضنة للدواعش إذا أتوا، ولذلك نكتب مجددًا، فالإسماعيلية التى تراهن عليها مؤسسة الرئاسة لتكون نموذجًا حضاريًا وتنمويًا من خلال القناة الجديدة والأنفاق الجديدة تحتاج من الجميع بذل وإعلاء شأن دولة العدالة والقانون.
الجديد الذى برز مؤخرًا هو حالة الموات التى أصابت مدينة اسمها المستقبل وهى التى تقع على مدخل المدينة كملتقى بين البيئة الزراعية والصحراوية، ومفتاح من الممكن لو تمت إدارته بشكل جيد لكان لتلك المدينة شأن آخر، شاسعة المساحة تضم مخططات جيدة وطموحة بانتقال مركز المدينة إليها فى حالة نقل الموقف العمومى للنقل البرى إليها، والمدينة التى بنتها التعاونيات فى البداية قبل عشرين عامًا وحجزها الناس، يسكنها الآن الأشباح والإرهاب والمخدرات والبلطجة، غاب القانون ففتح أصحاب شقق الدور الأرضى غرفهم على الشارع لتكون محلات بالمخالفة للمخطط العام، والمصيبة هى أن هناك كلاما يتم تداوله بأنه لا مانع من ذلك طالما سيدفع المخالف حوالى ألف جنيه كغرامة عن كل غرفة ويتم تقنين الوضع، غاب القانون فتم احتلال الأرصفة كأسواق وأكشاك حديدية بل وصل العند مداه بأن تم تركيب عدادات كهرباء لبعضهم، غاب القانون فوقف الصبية والهاربون من التجنيد وأصحاب الأحكام الجنائية كقطاع طرق فى عز النهار.
كل هذا مفهوم وواضح طالما أن مدرسة التنمية القديمة ما زالت على حالها، وهى الاهتمام بالطرق الرئيسية التى يمر عليها الوزراء، وأن نزيح تراب البيت تحت السجادة، والسجادة فى مدينة المستقبل قد ضربت مجاريها وتراكمت قمامتها وانهارت بيارات الصرف، يقترب من المدينة، إن لم يكن قد وصل بالفعل، بذور المرض وبذور الدواعش، تلك البذور التى إذا نمت ستأكل فى طريقها كل أحلام الإسماعيلية بالمستقبل الواعد الذى فى مخيلة الرئيس السيسى.
وهنا فليسمح لى محافظ الإسماعيلية بالعتب، رئيس مصر لا يخجل من مطالبة الموسرين للمساعدة فى بناء البلد، والإسماعيلية برجال أعمالها، الذين نعرف جيدًا عنهم كيف صاروا مليونيرات، ليسوا أكبر من دعوة رئيس الجمهورية للمساهمة فى البناء، لنرفع شعارًا مؤقتًا لهم «اكفل صيانة مربع سكنى نشهد لك بالوطنية»، لا نريد منهم لافتات نريد صيانة ونظافة وعمران وتنمية وإزالة المخالفات، كل هذا يحتاج طواقم للعمل والمدينة لم تصل حتى الآن لتكون الحى الرابع للإسماعيلية، وعلينا ألا ننتظر حتى تصبح المدينة حيًا رابعًا، أدعو لمعسكرات عمل لشباب الأحزاب هناك، أدعو لتأسيس مكتب فرعى للمحافظ هناك ليقضى فيه يومًا أو يومين من الأسبوع هناك.
أعرف أن الحمل ثقيل والإمكانيات المادية محدودة ولكن اقتحام المشاكل ضرورة، وأن التفكير خارج الصندوق صار فرض عين، وحتى لا يكون كلامى مجرد كلام فى مقال عابر، عندى تصور شامل لبناء حى رابع دون أدنى تكلفة على الديوان العام، وبمنهج المشاركة الشعبية، طريق وحيد للتغيير، هكذا عهدنا دولة ٣٠ يونيو وهكذا نبنى البلاد.