سوريا الجريحة، لقد أضعناها بيدنا لا بيدى عمرو، وهنا أقصدنا نحن العرب، تركناها لحلفاء الشيطان يفعلون بها ما يريدون، حتى تحولت إلى أنقاض دولة، فأصبحت مدنها العريقة المعبقة بالتاريخ، تسكنها الأشباح والغربان بعد أن كانت جزءًا من بلاد الشام التي أفرزت لنا أرقى وأهم الإبداعات الثقافية والفنية والشعرية والحضارية.
لقد رصد "المركز السورى لبحوث السياسات" ـ هو مؤسسة بحثية مستقلة ـ في أحدث تقرير له، أن حجم الخسائر الاقتصادية التي تكبدها الشعب السورى منذ بداية النزاع حتى نهاية عام 2015 بلغت نحو 254 مليار دولار، وهو مبلغ كان كفيلًا بأن يحقق الرفاهية للشعب السورى، لكن الأهم من الوضع الاقتصادى المنكوب للدولة الجريحة، هو ما حدث لأهل سوريا من مأساة بشرية مروعة، فقد أكد التقرير أن حجم الخسائر البشرية الناتجة عن النزاع المسلح وصل بنهاية عام 2015 إلى ما يقارب من 11. 5% من سكان سوريا، وتوزعت النسبة ما بين قتلى وجرحى، كما تراجع متوسط العمر بشكل صادم من 70 عامًا سنة 2010 إلى 55 عامًا في 2015.
وأكد التقرير أن نحو 45% من السكان اضطروا إلى مغادرة سكنهم بحثًا عن الأمان والظروف المعيشية المعينة على الحياة، حيث بلغ عدد النازحين داخليًا نحو 6 ملايين نسمة، علمًا بأن كثيرًا منهم اضطر إلى النزوح مرات عديدة بين أكثر من منطقة، وكانت الحرب تطاردهم في كل مكان يصلون له، في حين قدر عدد اللاجئين الذين غادروا البلاد نحو 3 ملايين شخص، وقدر التقرير معدل الفقر في سوريا بنحو 85% لعام 2015، بينما بلغ عدد مَن يعيشون في فقر مدقع نحو 70% من السكان، وهم الذين يعيشون حياة بؤس وعوز شديدين وأصبحوا غير قادرين على تأمين الحد الأدنى من احتياجاتهم الغذائية الأسياسية، ووصل الأمر في بعض المناطق إلى حدوث حالات وفاة بسبب الجوع.
ويزداد الوضع سوءًا في مناطق النزاع والمناطق المُهجرة، حيث بلغت نسبة البطالة، بحسب التقرير، أكثر من 53% بنهاية عام 2015، وفقد أكثر من 14 مليون شخص المصدر الرئيسى للدخل، وتشرد الملايين، وقتل وجرح ما يزيد على مليون ونصف المليون سورى، وأصبح حال الأطفال وكبار السن أكثر بؤسًا وأشد فقرًا.
وتعجب التقرير من المنظمات والقوى الدولية، التي تدافع عن حقوق الإنسان، في حين تركوا سوريا "مفرومة" بين سندان القتل ومطرقة اللجوء السياسي، الذي لا يقل بأى شكل من الأشكال عن القتل، خاصة أن البعض منهم يهاجر بطرق غير شرعية بحثًا عن الأمان وهربًا من الموت، وهو الهروب الذي يروح ضحيته العشرات من أبناء سوريا موتًا في البحر، أو قتلًا برصاص حرس الحدود للدول التي يهاجرون إليها.
إن الوضع في سوريا أصبح مؤلمًا للغاية لكن لا أحد في المجتمع الدولى يتحرك أو يهتز له جفن لما يحدث في سوريا، بل أراهم راضين عما تتجه له سوريا بحدوث تقسيم لأرضها إلى ثلاث دويلات، لتكون إسرائيل هي الرابح الأكبر من التفتيت السورى.
المخطط الذي يُحاك لسوريا وينفذ الآن، هو نفس المخطط الذي كان يراد لمصر أن تقع فيه، لكن الله سبحانه وتعالى حمى بلادنا مما أصاب أشقاءنا في سوريا، بوجود جيش قوى لدينا، متماسك، استطاع أن يحمى البلاد من شر التقسيم والفوضى اللذين يعمان سوريا وليبيا واليمن والعراق، ومن قبلها الصومال والسودان.
إن المخطط الصهيونى ما زال مستمرًا في القضاء على القوى والجيوش العربية، مدركًا أن الجيوش العربية كانت متمثلة في الجيش المصرى والسورى والعراقى، فاستطاع تدمير اثنين من أهم الجيوش في المنطقة، ولم يبق إلا الجيش المصرى واقفًا صامدًا أمام كل المخططات، فهل نفيق من غفلتنا ونعمل على وحدة بلادنا ونتمسك بها، وفى نفس الوقت نعمل على وحدة سوريا وعودتها كما كانت في الماضى؟.. نتمنى من الله ذلك.
لقد رصد "المركز السورى لبحوث السياسات" ـ هو مؤسسة بحثية مستقلة ـ في أحدث تقرير له، أن حجم الخسائر الاقتصادية التي تكبدها الشعب السورى منذ بداية النزاع حتى نهاية عام 2015 بلغت نحو 254 مليار دولار، وهو مبلغ كان كفيلًا بأن يحقق الرفاهية للشعب السورى، لكن الأهم من الوضع الاقتصادى المنكوب للدولة الجريحة، هو ما حدث لأهل سوريا من مأساة بشرية مروعة، فقد أكد التقرير أن حجم الخسائر البشرية الناتجة عن النزاع المسلح وصل بنهاية عام 2015 إلى ما يقارب من 11. 5% من سكان سوريا، وتوزعت النسبة ما بين قتلى وجرحى، كما تراجع متوسط العمر بشكل صادم من 70 عامًا سنة 2010 إلى 55 عامًا في 2015.
وأكد التقرير أن نحو 45% من السكان اضطروا إلى مغادرة سكنهم بحثًا عن الأمان والظروف المعيشية المعينة على الحياة، حيث بلغ عدد النازحين داخليًا نحو 6 ملايين نسمة، علمًا بأن كثيرًا منهم اضطر إلى النزوح مرات عديدة بين أكثر من منطقة، وكانت الحرب تطاردهم في كل مكان يصلون له، في حين قدر عدد اللاجئين الذين غادروا البلاد نحو 3 ملايين شخص، وقدر التقرير معدل الفقر في سوريا بنحو 85% لعام 2015، بينما بلغ عدد مَن يعيشون في فقر مدقع نحو 70% من السكان، وهم الذين يعيشون حياة بؤس وعوز شديدين وأصبحوا غير قادرين على تأمين الحد الأدنى من احتياجاتهم الغذائية الأسياسية، ووصل الأمر في بعض المناطق إلى حدوث حالات وفاة بسبب الجوع.
ويزداد الوضع سوءًا في مناطق النزاع والمناطق المُهجرة، حيث بلغت نسبة البطالة، بحسب التقرير، أكثر من 53% بنهاية عام 2015، وفقد أكثر من 14 مليون شخص المصدر الرئيسى للدخل، وتشرد الملايين، وقتل وجرح ما يزيد على مليون ونصف المليون سورى، وأصبح حال الأطفال وكبار السن أكثر بؤسًا وأشد فقرًا.
وتعجب التقرير من المنظمات والقوى الدولية، التي تدافع عن حقوق الإنسان، في حين تركوا سوريا "مفرومة" بين سندان القتل ومطرقة اللجوء السياسي، الذي لا يقل بأى شكل من الأشكال عن القتل، خاصة أن البعض منهم يهاجر بطرق غير شرعية بحثًا عن الأمان وهربًا من الموت، وهو الهروب الذي يروح ضحيته العشرات من أبناء سوريا موتًا في البحر، أو قتلًا برصاص حرس الحدود للدول التي يهاجرون إليها.
إن الوضع في سوريا أصبح مؤلمًا للغاية لكن لا أحد في المجتمع الدولى يتحرك أو يهتز له جفن لما يحدث في سوريا، بل أراهم راضين عما تتجه له سوريا بحدوث تقسيم لأرضها إلى ثلاث دويلات، لتكون إسرائيل هي الرابح الأكبر من التفتيت السورى.
المخطط الذي يُحاك لسوريا وينفذ الآن، هو نفس المخطط الذي كان يراد لمصر أن تقع فيه، لكن الله سبحانه وتعالى حمى بلادنا مما أصاب أشقاءنا في سوريا، بوجود جيش قوى لدينا، متماسك، استطاع أن يحمى البلاد من شر التقسيم والفوضى اللذين يعمان سوريا وليبيا واليمن والعراق، ومن قبلها الصومال والسودان.
إن المخطط الصهيونى ما زال مستمرًا في القضاء على القوى والجيوش العربية، مدركًا أن الجيوش العربية كانت متمثلة في الجيش المصرى والسورى والعراقى، فاستطاع تدمير اثنين من أهم الجيوش في المنطقة، ولم يبق إلا الجيش المصرى واقفًا صامدًا أمام كل المخططات، فهل نفيق من غفلتنا ونعمل على وحدة بلادنا ونتمسك بها، وفى نفس الوقت نعمل على وحدة سوريا وعودتها كما كانت في الماضى؟.. نتمنى من الله ذلك.