الأحد 24 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

عبث الأقدار في دولة الأديان

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بين الإبداع والسلطة فارق شاسع آخره تعظيم السلام أو الكفر بالقوانين المقيدة للحريات العامة والشخصية، هكذا تحول إبداع محفوظ من «عبث الأقدار» إلى «عجائب الأقدار» ومن قبله عبث الإخوانى المتخلف فى ميراث والده الفذ فى تاريخ السياسة والأدب إحسان عبدالقدوس، بل عبث فى ميراث جدته التى لم تنجنب مصر مثلها، فاطمة هانم اليوسف. 
فى زمن مضى قال الثائر الراحل زكى مراد، مصر بين خندقين، ومضى المعلم الذى لم أره مرة واحدة أو أتحدث معه، لكنه أصبح أيقونة أجمل من كل ما تحملونه فى جيوبكم.
وتمضى الأيام حبلى بثورة لا يعرف أحد من الأب أو حتى الأم، يأتى يناير ٧٧، تخرج مصر دون فيس بوك، تجبر الحاكم على التراجع، ويسقط عشرات الشهداء على رأسهم الأستاذ محمد مطاوع المثقف الجميل أمين تنظيم اتحاد الشباب التقدمى، لم يتاجر به أصحابه أو رفاقه من حزب التجمع، اعتبروها ضريبة دم، وتمضى السنوات ويكمن الشعب المصرى فى الدرة انتظارا لما هو آت، لكن السنوات لم تطل كثيرا، كلما سألنا قال الكبار ما زالت مصر حبلى، تماثل اليسار الثورى مع اليمين الرجعى، وفقا لفتاوى السلف أن الحمل ممكن عدة سنوات دون زنا.
وتصحو مصر على أخبار سجن كل نسائها قبل رجالها بكل الأطياف والملل، وما هى إلا أيام ويتم اغتيال رئيس الدولة الراحل أنور السادات، وتمضى الأيام، ويتم الإفراج عن الجميع ويستقبلهم رئيس الدولة الجديد، وتعيش مصر ثلاثين عاما من التدجين، نسبة إلى الداجن الذى أكل الآيات القرآنية.
عاش النظام فى سلام، والكل تعظيم سلام حتى كبر الولاد وظهرت أشياء لم نعرفها على شاشات خارج السيطرة، وكانت ٢٥ يناير، وانتهت برحيل الكبير، لكن أبدا لم يكن هناك أحد يستلم مكانه، الكل راح يحتفل فى أى مكان وكلها ثورة لم تكن، لم يكن اليسار الفصيل الوحيد المؤهل لاستلام التركة بحكم أنه دائما ضمير وليس من دعاة السلطة، هكذا انتهى الأمر إلى اتفاق بين العسكر والإخوان، لكن ما هكذا تورد الإبل يا سعد، وكانت بذرة غبية ترفع شعار «مصر إخوانية».
وكانت ثورة ثانية ولكنها ليست ثورة إنما انتفاضة أخرى، فضحت أكذوبة الإخوان، سقط مبارك بالحديد والنار والشهداء، أما الإخوان فقد سقطوا بشوية ضحك وفرفشة ونكت وأغانى ومزيكا.
لم تكن ثورات، مصر لم تعرف فى تاريخها ثورة اللهم ثورة نهر النيل..والآن يطمح البعض إلى ثورة ثالثة، وكأننا حققنا ثورتين من قبل.. طب ادونا أمارة انتو قاعدين فين دلوقت، ولا مالوش لازمة.
الجيل الثالث من «الطوق والإسورة»، هل تذكرون هذا الإبداع، خيرى بشارة ويحيى الطاهر عبدالله وشيريهان، ثلاثة أجيال متعاقبة دون أى نسمة تغيير.
هكذا كنا وما زلنا.
عايزين أمثلة؟ من أسبوع واحد، سبعة أيام، خد يا محمد.
قررت محكمة جنح مستأنف بولاق أبو العلا حبس الكاتب أحمد ناجى سنتين، وتغريم رئيس تحرير «أخبار الأدب» طارق الطاهر ١٠ آلاف جنيه، فى القضية رقم ٩٢٩٢ جنح بولاق أبوالعلا التى تتهم ناجى بخدش الحياء العام لنشره فصلًا من روايته «استخدام الحياة» فى عدد من مجلة «أخبار الأدب»، جريدة دولة وسبق نشر الرواية عام ٢٠١٤، لكنه عبث الأقدار أن يعثر على بعض من صفحاتها فى كيس فلافل الصباح ويقرر اشتغاله.
وكأن ناجى كان زمار ومخبى دقنه، وكأن كلمتين فى رواية قادرين على إسقاط أخلاق دولة، هبل رسمى نظمى، دولة ساقطة بفعل من فعل مرعوبة من كلمتين لم يعرف عنهم أحد إلا بعد القضية.
خذ عندك الرواية منشورة فى «أخبار الأدب»، لكن النيابة والمدعى ما علينا، أنا مش متضامن مع حد لكن أدفع عمرى اللى فاضل معكم ضد هؤلاء الجهلة الذين يقيسون الإبداع بمازوة الحلال والحرام، مع أن كل ما فى تاريخهم زبالة وزنا محارم وغلمان، ولا إيه.
أخيرا حكاية الطماطم والبقرة والبيضة، وهى فى نفس الأسبوع
«اليوم السابع» بالصور.. محافظة المنيا تصدر بيانا بشأن «بيضة» منقوش عليها لفظ الجلالة الأحد، ٢١ فبراير «بيضة» منقوش عليها لفظ الجلالة بالمنيا، حيث عثر الدكتور مدحت عبدالوهاب مدير محطة دواجن شوشة بمحافظة المنيا، على بيضة منقوش عليها «لفظ الجلالة»، وذلك أثناء عملية الفحص والمتابعة التى يقوم بها دوريا لإنتاج المحطة، قال الدكتور مدحت فى بيان رسمى للمحافظة، إنه يقوم يوميا بفحص ملايين من البيض، الذى يتم إنتاجه لمتابعة التغير على شكل البيضة، حيث يعطى ذلك إشارات بكون هناك مرض أو ما شابه ذلك، وأثناء عملية الفحص الدورى وجد تلك البيضة وقد نقش عليها بشكل واضح لفظ الجلالة، ولفت إلى أن ذلك يعد تأكيدا من المولى عز وجل على قدرته العظيمة جل شأنه، وقام مدير محطة دواجن شوشة بإهدائها للواء طارق نصر محافظ المنيا أثناء زيارته للمحطة، من جانبه، أبدى محافظ المنيا إعجابه واندهاشه منها، مؤكدا أن ذلك تجسيد لقدرة الله سبحانه وتعالى، فكل ما حولنا يسبح بحمده وعظمته.
الخبر مسخرة ولا يزيد على التبول فى دماغ أبناء القراء الذين قالوا: فلو أراد الله لطبع لفظه على كل خلقه.. وهل تلك البيضة أعظم من الكون حولنا إن عظمة الله تظهر فى البيضة نفسها وكل خلقه فلا داعى للجرى وراء أشياء بسيطة قد تجعل البعض يضحك علينا كمثل من ينبهر بضوء الشمس ولا يبالى بالشمس نفسها فلو أراد الله لطبع لفظه على كل خلقه. وأخيرا ثالثة الأثافى وفى نفس الأسبوع الممتد سنوات، لكنها ليست من شواشى الرب وإنما من صنع الدولة الجديدة، دولة قالوا عنها إنها دولة الأمناء، وما هم من أمناء، عبثوا وأطاحوا بكل ما هو جميل فى دولتنا الطيبة، هم ليسوا أبناء شياطين بل هم أبناؤنا ومن صنع أيدينا، يقتلون ويضربون ويهددون حتى الضباط اللى مشغلينهم، والعدد فى الليمون ٣٦٠ ألف أمين مسلح يجوبون البلاد من إسكندرية لأسوان، ولا أحد رشيد يدلنا أين المفر، أين المفر، أين المفر، حتى المقابر، سرقوها!!!!