منذ سنوات استمعت من توفيق عكاشة تفاصيل زيارته لإسرائيل، كان يتحدث بحماس منقطع النظير عما قاله وفعله هناك، وشاهدت عنده بعضا من الفيديوهات التي سجلها، ولما سألته: متى ستذيع هذه الفيديوهات؟ قال: سيأتى وقتها المناسب، ولا أدرى هل سيقدم عكاشة على إذاعة هذه الفيديوهات الآن على قناته الفراعين، بعد استقباله للسفير الإسرائيلى فى بيته، أم أن الوقت لم يحن بعد؟.
تعاملت مع ما فعله توفيق، على أنه انتحار سياسى كامل، عبرت عن ذلك بعنوان رئيسى فى الصفحة الأولى بجريدة «البوابة» أمس، وهذا هو موقفى السياسى والنفسي والإنسانى مما فعله، لكنى أعتقد أن ما فعله الإعلامى المثير للجدل، يحتاج إلى وقفات جادة، لسبب بسيط أن توفيق وكما أعرفه جيدًا ليس أهبل، فى الغالب نحن الذين نعانى من الهبل الكامل، لأننا نتعامل مع ما يفعله أو يقوله بسذاجة وسطحية طول الوقت.
فعليًا لا يحتاج توفيق إلى حركة يحصد من ورائها شو إعلاميًا، فلا تنقصه الأضواء، ولا يفتقد إلى الصخب الذى يثيره من حوله طول الوقت، ولو راجعنا ما جرى منه وعليه خلال الشهور الأخيرة، فسنتأكد أننا أمام رجل يتحرك فى قلب الأضواء وليس على هامشها أبدًا.
ما الذى جعله يقدم على هذه الخطوة التى يعرف هو مسبقًا أنها ستجعله فى مرمى السهام، سواء ممن يتعاملون معه بجدية، أو من هؤلاء الذين يرونه مجرد قرد بصديرى يحركه آخرون طبقًا لأجنداتهم ولما يريدون، كان يمكنه أن يذهب إلى السفير الإسرائيلى فى منزله أو مقر السفارة سرًا كما فعل ويفعل آخرون ويمضى الأمر بسلام؟ لكنه قرر أن يفعلها على الملأ، أن يدعو سفير الكيان الصهيونى إلى بيته، ويأكل معه عيش وملح، ويحتفى به احتفاء الضيف المرغوب فيه.
بعيدًا عن حالة الغضب المبررة جدا التى واجه أصحابها توفيق عكاشة، مهم أن نتوقف عند التوقيت والأداء، فلماذا فعلها الآن؟ ولماذا أقدم عليها بهذه الطريقة الفجة؟ ولماذا خرج متحديًا الجميع، وخرج ليتحدث ضاربًا عرض الحائط بكل ما كتب عنه، وكل ما قيل فى حقه، وكل ما يعد له من البرلمان والصحافة وتكتلات الرأى العام؟
هل لدى توفيق عكاشة معلومات بأن هناك اتجاهًا مثلًا لتقارب ما مع إسرائيل خلال هذه المرحلة؟ هل هناك من يريد جعل العلاقات أكثر طبيعية مع الكيان الصهيونى، ربما لأن المصالح السياسية وببراجماتية شديدة تقتضى ذلك، فالتقط هو الخيط، وقرر أن تكون المبادرة منه، وساعتها يمكن أن يكون عكاشة لدى جهات بعينها وطنيًا من الدرجة الأولى، فقد قدم نفسه كبش فداء من أجل تحقيق مصلحة البلاد العليا.
أعرف أن كثيرًا مما يقوم به توفيق فى حياته وعمله يحتاج إلى تحليل نفسى عميق، لكن هذا الموقف يحتاج إلى تحليل سياسى واضح، لكن ولأن التحليل السياسى يحتاج إلى معلومات دقيقة حتى يخرج دقيقًا، فإننى لا أعدكم لا بمعلومات دقيقة ولا تحليل عميق، قد تكون لدىّ بعض المعلومات، لكنها منقوصة، ولا يمكن الاعتماد على ما قاله توفيق نفسه عن دوافعه للزيارة ولا ما دار فيها من مناقشات، لأنها تدخل فى باب الهزل، أكثر من كونها معلومات تقوم على قدمين، وقد يكون هذا مقصودًا تمامًا لذاته ولأغراض أخرى كثيرة.
لكن يظل السؤال هو: ما الذى سيتبقى مما جرى؟
فى الغالب سيمر الأمر بشكل عادى، كما تمر أشياء كثيرة فى مصر دون أن ينتبه أحد إلى أنها حدثت من الأساس، كثير من الصخب والصراخ، جلسة عاصفة فى البرلمان، كتابات متفرقة فى الصحف، غضب فى الجلسات العامة والخاصة، ثم يعلو السكون مرة أخرى، ويتبقى مشهد برلمانى مصرى وإعلامى شهير، وهو يجلس مع السفير الإسرائيلى، فى بيته ويدعوه إلى العشاء، بعد أن قطع مسافة طويلة فى حراسة الدولة المصرية، التى لم تعارض أو تعترض على ما جرى، وليس بعيدًا أن يكون هذا المشهد مقصودا لذاته، وهو ما يجعل ظهور السفير الإسرائيلى طبيعيًا، ومن يدرى فقد يشجع ما فعله توفيق آخرين على أن يفعلوا مثله، وبذلك ينكسر الحصار عن التواجد الإسرائيلى الطبيعى فى مصر.
نحتاج بالفعل لمن يرد علينا: هل ما فعله توفيق كان بمبادرة خاصة منه، أم أنه فعل ذلك بتأييد ودعم واحتياج من الدولة المصرية؟.. وبالطبع لن نجد من يرد علينا.
تعاملت مع ما فعله توفيق، على أنه انتحار سياسى كامل، عبرت عن ذلك بعنوان رئيسى فى الصفحة الأولى بجريدة «البوابة» أمس، وهذا هو موقفى السياسى والنفسي والإنسانى مما فعله، لكنى أعتقد أن ما فعله الإعلامى المثير للجدل، يحتاج إلى وقفات جادة، لسبب بسيط أن توفيق وكما أعرفه جيدًا ليس أهبل، فى الغالب نحن الذين نعانى من الهبل الكامل، لأننا نتعامل مع ما يفعله أو يقوله بسذاجة وسطحية طول الوقت.
فعليًا لا يحتاج توفيق إلى حركة يحصد من ورائها شو إعلاميًا، فلا تنقصه الأضواء، ولا يفتقد إلى الصخب الذى يثيره من حوله طول الوقت، ولو راجعنا ما جرى منه وعليه خلال الشهور الأخيرة، فسنتأكد أننا أمام رجل يتحرك فى قلب الأضواء وليس على هامشها أبدًا.
ما الذى جعله يقدم على هذه الخطوة التى يعرف هو مسبقًا أنها ستجعله فى مرمى السهام، سواء ممن يتعاملون معه بجدية، أو من هؤلاء الذين يرونه مجرد قرد بصديرى يحركه آخرون طبقًا لأجنداتهم ولما يريدون، كان يمكنه أن يذهب إلى السفير الإسرائيلى فى منزله أو مقر السفارة سرًا كما فعل ويفعل آخرون ويمضى الأمر بسلام؟ لكنه قرر أن يفعلها على الملأ، أن يدعو سفير الكيان الصهيونى إلى بيته، ويأكل معه عيش وملح، ويحتفى به احتفاء الضيف المرغوب فيه.
بعيدًا عن حالة الغضب المبررة جدا التى واجه أصحابها توفيق عكاشة، مهم أن نتوقف عند التوقيت والأداء، فلماذا فعلها الآن؟ ولماذا أقدم عليها بهذه الطريقة الفجة؟ ولماذا خرج متحديًا الجميع، وخرج ليتحدث ضاربًا عرض الحائط بكل ما كتب عنه، وكل ما قيل فى حقه، وكل ما يعد له من البرلمان والصحافة وتكتلات الرأى العام؟
هل لدى توفيق عكاشة معلومات بأن هناك اتجاهًا مثلًا لتقارب ما مع إسرائيل خلال هذه المرحلة؟ هل هناك من يريد جعل العلاقات أكثر طبيعية مع الكيان الصهيونى، ربما لأن المصالح السياسية وببراجماتية شديدة تقتضى ذلك، فالتقط هو الخيط، وقرر أن تكون المبادرة منه، وساعتها يمكن أن يكون عكاشة لدى جهات بعينها وطنيًا من الدرجة الأولى، فقد قدم نفسه كبش فداء من أجل تحقيق مصلحة البلاد العليا.
أعرف أن كثيرًا مما يقوم به توفيق فى حياته وعمله يحتاج إلى تحليل نفسى عميق، لكن هذا الموقف يحتاج إلى تحليل سياسى واضح، لكن ولأن التحليل السياسى يحتاج إلى معلومات دقيقة حتى يخرج دقيقًا، فإننى لا أعدكم لا بمعلومات دقيقة ولا تحليل عميق، قد تكون لدىّ بعض المعلومات، لكنها منقوصة، ولا يمكن الاعتماد على ما قاله توفيق نفسه عن دوافعه للزيارة ولا ما دار فيها من مناقشات، لأنها تدخل فى باب الهزل، أكثر من كونها معلومات تقوم على قدمين، وقد يكون هذا مقصودًا تمامًا لذاته ولأغراض أخرى كثيرة.
لكن يظل السؤال هو: ما الذى سيتبقى مما جرى؟
فى الغالب سيمر الأمر بشكل عادى، كما تمر أشياء كثيرة فى مصر دون أن ينتبه أحد إلى أنها حدثت من الأساس، كثير من الصخب والصراخ، جلسة عاصفة فى البرلمان، كتابات متفرقة فى الصحف، غضب فى الجلسات العامة والخاصة، ثم يعلو السكون مرة أخرى، ويتبقى مشهد برلمانى مصرى وإعلامى شهير، وهو يجلس مع السفير الإسرائيلى، فى بيته ويدعوه إلى العشاء، بعد أن قطع مسافة طويلة فى حراسة الدولة المصرية، التى لم تعارض أو تعترض على ما جرى، وليس بعيدًا أن يكون هذا المشهد مقصودا لذاته، وهو ما يجعل ظهور السفير الإسرائيلى طبيعيًا، ومن يدرى فقد يشجع ما فعله توفيق آخرين على أن يفعلوا مثله، وبذلك ينكسر الحصار عن التواجد الإسرائيلى الطبيعى فى مصر.
نحتاج بالفعل لمن يرد علينا: هل ما فعله توفيق كان بمبادرة خاصة منه، أم أنه فعل ذلك بتأييد ودعم واحتياج من الدولة المصرية؟.. وبالطبع لن نجد من يرد علينا.