تكاد كتابة عماد عطية فى هذا الموضوع تكون استعراضا لما كتبه عالم الأديان مارسيل إلياد فى كتابه اللافت للنظر «المقدس والدنيوي» وهو يكاد يخصص كتابه حول كيفية التعامل مع القضايا التى تثيرها مسألة تعددية الأديان والمذاهب فى المجتمعات الإنسانية، وهو الهاجس الذى يتجسد فى بحث العلاقات بين الجماعات المختلفة دينيا أو مذهبيا فى داخل دولة ما، وبين علاقة كل جماعة مع مثيلاتها خارج الدولة، ويتداخل عماد عطية فى الموضوع قائلا «ولا شك أن العلاقات الاجتماعية والسياسية الناتجة عن مجتمع متعدد الأديان والطوائف تختلف عنها فى مجتمع متماثل»، ويمضى بعد ذلك قائلا «إن مسألة تحقيق الوحدة الاجتماعية فى المجتمع المتعدد دينيا وطائفيا أصعب بكثير من مسألة العمل على تفتيت هذه الوحدة باسم الانتماء الديني» ويقول إن «الانتماء الدينى والإيمان بهذا الانتماء يفرضان النظر بأسلوب خاص إلى انتماء الآخر وإيمانه.. فهو يتطلع إلى الآخر من موقعه الخاص ويصبح الآخر فى نظره طائفة أخرى وتتمدد الذات لتتباعد عن حالة فرد مقابل فرد إلى طائفة مقابل طائفة، وبهذا يتصور الفرد أن طائفة هى التى تمثل الإيمان المطلق الصحة وتمتلك الحقيقة المطلقة، مقابل الآخر فتتعدد مواقع الآخر التى يؤمن هو أيضا بأن إيمانه هو الصحيح»، ومع تماهى هذا الإيمان بالمطلق.
ورفضه للآخر، فإن المؤمن ينحصر بإيمانه فى عالمه المقدس الذى ساهمت ديانته فى خلقه ويتمدد هذا العالم المقدس ليشمل المنتمين لدينه، أما من هم خارجه فهم ينتمون إلى عالم آخر، مجهول هو عالم الظلمات المدنس، ويدفعنا ذلك بطبيعة الحال إلى البحث عن سبيل يُمكّن هؤلاء وأولئك من العيش المشترك فى مجتمع متعدد الديانات وموحد التوجه نحو عيش مشترك ويدفعنا هذا إلى حتمية التفتيش عن كل الوسائل الممكنة للتوحد والتفتيش فى الديانات ذاتها والفلسفة الاجتماعية أيضا بحثا عما يمكننا من العيش المشترك» (ص١٣٨).. ويقول عماد عطية مؤكدا «فى الحقيقة لا يمكن تصور الأساس الدينى بمعزل عن الأساس الاجتماعى إلا من الناحية النظرية، لأنه لا وجود عملى للدينى إلا فى الاجتماعى ولا وجود اجتماعى بدون الديني» (ص١٣٩).. أما تصور إمكانية الفصل بين الاجتماعى والدينى فهو «ناتج عن محاولة إقحام الدين فى المجالات التى لا تتفق مع قدسيته مثل السياسة أو من فهم متشدد خارج عن إطار الفهم الصحيح للدين».. ونعود إلى عماد عطية ليفاضل بين التشابكات فيقول «الأساس الدينى يشكل علاقة الذات بالخالق وهى علاقة تعبد وطاعة ورجاء بالخلاص الأبدي، أما الأساس الاجتماعى فهو يفترض أن الإنسان وجد قبل الدين وأن تعدد الديانات والمذاهب خاضع لتعدد الظروف وتغير العصور، وبالتالى فإن الدين يتناسب من خلال التفسير والتأويل مع ظروف الحياة الاجتماعية المستجدة» (ص١٣٩).. ويأتى رفض الآخر من انغلاق البعض على عالمهم الدينى الخاص والإغراق فى تصور أن ذاته هى التى فهمت مكنون الدين، وإذ تتناقض ذاته مع الواقع، فالواقع خاطئ وكفر وهو دار حرب وبهذا يمكن أن تفهم الإرهاب المتوحش، فطمأنينة الإرهابى لا تأتى إلى ذاته إلا من خلال توحشه المضاد للآخر الذى لا يخضع للفهم الذى يحاول هو فرضه على المجتمع ككل.. وإذ نعود إلى عماد عطية نقرأ له «إن عالم المتطرف هو عالم المشاركين له فى الدين الواحد والمجتمع الذى يبنيه هو مجتمع المؤمنين بما يراه، وما هو خارج هذا الإيمان يجب أن يكون خارج هذا المجتمع فهو كافر وفى أحسن الأحوال ذمى، ويتجسد الإيمان عند هؤلاء فى إقامة مجتمع المؤمنين ويتمازج الاثنان معا فى كل واحد وما عداه هو الآخر الكافر».. وهذا هو الفارق الحاسم بين ممارسة الدين كعقيدة إيمانية وبين تحويل الإيمان به إلى بنية اجتماعية ومجتمعية تنحصر فى هذا النوع من الإيمان الديني.. ويقول «إن المخرج هو الإيمان بضرورة بلورة مجتمع واحد موحد «أيديولوجيا» تتبلور فيه علاقات إنسانية واجتماعية، فالدين كظاهرة إيمانية اجتماعية نشأ وانتشر عبر تطور المجتمع الإنسانى وسيظل يتطور بتطوره، ولا يمكن فهمه إلا عن طريق ربطه بالظروف الاجتماعية التى نشأ ضمنها وفهم كيفية تفاعله مع البيئة والزمان والمكان» (ص١٤٥).. وهو يؤكد ضرورة «أن يعى المجتمع المختلط دينيا وطائفيا حقيقة احتياجاته وأن يتقن أساليب التعامل بين مكوناته وأن يبدع طرق تعامل تتجاوز الاختلاف الديني»، وهنا يلجأ عماد عطية إلى الشيخ عبدالله العلايلى الذى يقول فى كتابه «أين الخطأ - بيروت ١٩٧٩» «إن المشاركة فى العيش تفرض نوعا من التكيف الدينى المتبادل قلما تجده فى المجتمعات الموحدة المذهب».
وهكذا يمكن للمجتمع أن ينجو بنفسه من كارثة التأسلم المتوحش التى لا علاقة لها بصحيح الدين.
ورفضه للآخر، فإن المؤمن ينحصر بإيمانه فى عالمه المقدس الذى ساهمت ديانته فى خلقه ويتمدد هذا العالم المقدس ليشمل المنتمين لدينه، أما من هم خارجه فهم ينتمون إلى عالم آخر، مجهول هو عالم الظلمات المدنس، ويدفعنا ذلك بطبيعة الحال إلى البحث عن سبيل يُمكّن هؤلاء وأولئك من العيش المشترك فى مجتمع متعدد الديانات وموحد التوجه نحو عيش مشترك ويدفعنا هذا إلى حتمية التفتيش عن كل الوسائل الممكنة للتوحد والتفتيش فى الديانات ذاتها والفلسفة الاجتماعية أيضا بحثا عما يمكننا من العيش المشترك» (ص١٣٨).. ويقول عماد عطية مؤكدا «فى الحقيقة لا يمكن تصور الأساس الدينى بمعزل عن الأساس الاجتماعى إلا من الناحية النظرية، لأنه لا وجود عملى للدينى إلا فى الاجتماعى ولا وجود اجتماعى بدون الديني» (ص١٣٩).. أما تصور إمكانية الفصل بين الاجتماعى والدينى فهو «ناتج عن محاولة إقحام الدين فى المجالات التى لا تتفق مع قدسيته مثل السياسة أو من فهم متشدد خارج عن إطار الفهم الصحيح للدين».. ونعود إلى عماد عطية ليفاضل بين التشابكات فيقول «الأساس الدينى يشكل علاقة الذات بالخالق وهى علاقة تعبد وطاعة ورجاء بالخلاص الأبدي، أما الأساس الاجتماعى فهو يفترض أن الإنسان وجد قبل الدين وأن تعدد الديانات والمذاهب خاضع لتعدد الظروف وتغير العصور، وبالتالى فإن الدين يتناسب من خلال التفسير والتأويل مع ظروف الحياة الاجتماعية المستجدة» (ص١٣٩).. ويأتى رفض الآخر من انغلاق البعض على عالمهم الدينى الخاص والإغراق فى تصور أن ذاته هى التى فهمت مكنون الدين، وإذ تتناقض ذاته مع الواقع، فالواقع خاطئ وكفر وهو دار حرب وبهذا يمكن أن تفهم الإرهاب المتوحش، فطمأنينة الإرهابى لا تأتى إلى ذاته إلا من خلال توحشه المضاد للآخر الذى لا يخضع للفهم الذى يحاول هو فرضه على المجتمع ككل.. وإذ نعود إلى عماد عطية نقرأ له «إن عالم المتطرف هو عالم المشاركين له فى الدين الواحد والمجتمع الذى يبنيه هو مجتمع المؤمنين بما يراه، وما هو خارج هذا الإيمان يجب أن يكون خارج هذا المجتمع فهو كافر وفى أحسن الأحوال ذمى، ويتجسد الإيمان عند هؤلاء فى إقامة مجتمع المؤمنين ويتمازج الاثنان معا فى كل واحد وما عداه هو الآخر الكافر».. وهذا هو الفارق الحاسم بين ممارسة الدين كعقيدة إيمانية وبين تحويل الإيمان به إلى بنية اجتماعية ومجتمعية تنحصر فى هذا النوع من الإيمان الديني.. ويقول «إن المخرج هو الإيمان بضرورة بلورة مجتمع واحد موحد «أيديولوجيا» تتبلور فيه علاقات إنسانية واجتماعية، فالدين كظاهرة إيمانية اجتماعية نشأ وانتشر عبر تطور المجتمع الإنسانى وسيظل يتطور بتطوره، ولا يمكن فهمه إلا عن طريق ربطه بالظروف الاجتماعية التى نشأ ضمنها وفهم كيفية تفاعله مع البيئة والزمان والمكان» (ص١٤٥).. وهو يؤكد ضرورة «أن يعى المجتمع المختلط دينيا وطائفيا حقيقة احتياجاته وأن يتقن أساليب التعامل بين مكوناته وأن يبدع طرق تعامل تتجاوز الاختلاف الديني»، وهنا يلجأ عماد عطية إلى الشيخ عبدالله العلايلى الذى يقول فى كتابه «أين الخطأ - بيروت ١٩٧٩» «إن المشاركة فى العيش تفرض نوعا من التكيف الدينى المتبادل قلما تجده فى المجتمعات الموحدة المذهب».
وهكذا يمكن للمجتمع أن ينجو بنفسه من كارثة التأسلم المتوحش التى لا علاقة لها بصحيح الدين.