الإثنين 06 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة البرلمان

عن مطرب الثورة

النائب عبد الحميد
النائب "عبد الحميد كمال"
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
محمد حمام الفنان الذي غنى للثورة .... ولم يرها .... متى نكرمه.
حين سُئل الفنان "محمد حمام" عن عيد ميلاده، قال اسمي (محمد سيد إبراهيم) الشهير "بمحمد حمام" المولود في بولاق، والأصل جزيرة أسوان وسويسي الهوى.
وحين توفى (محمد حمام) في 28 فبراير 2007 تحدث عنه الشاعر الكبير عبدالرحمن الأبنودي رفيق عمره وصديقه قائلا: "محمد حمام" يختلف عن أي مغن آخر في مصر لأنه ولد شاباً مناضلاً، مضى نحو خمس سنوات في الاعتقال بسبب إيمانه بقضية الشعب المصري، وهو لم يحدث لمطرب آخر ومغني، ذلك لأنه كان يؤمن بأن الغناء يصلح لأن يكون وسيلة نضال.
ويضيف الأبنودي، بدأت العلاقة والتعارف بيني وبين حمام بعد خروجه من السجن، وأحب الفنان كمال الطويل بشدة وقدمه في أحد البرامج التليفزيونية له، فأحدث حالة من الإعجاب الكاسح وتساءلت عنه الناس خاصة أنه ظهر عليهم ببشرته السمراء وآلة الإيقاع التي تشبه آلات الإيقاع الأفريقية وراح ينقر عليها بأصابعه مما لم يراه الناس في مصر من قبله.
ويضيف الأبنودي: استمرت صداقتنا وشهرتنا الأخوية إلى أن حدثت النكسة عام 67، ثم بدأت حرب الاستنزاف، وكنت قد اتجهت للإقامة على شاطئ قناة السويس. 
وكتبت هناك مجموعة أغنيات أهمها الأغنية الشهيرة: "يا بيوت السويس " التي لحنها الفنان إبراهيم رجب ضمن مشروع إذاعة صوت العرب التي كان يرأسها الأستاذ محمد عروق؛ ولأن الأغنية كانت تحمل التفاؤل بالنصر وكانت أحاسيس محمد حمام صادقة فتعلق الناس بالأغنية وصوت حمام الجميل، وغنت مصر كلها والسواسية "يا بيوت السويس.. يا بيوت مدينتي.. استشهد تحتك وتعيشي أنتي". 
أعمال حمام: 
ورغم أن "يا بيوت السويس" هي الأشهر للفنان محمد حمام إلا أن له إنتاجا كبيرا من الأغاني منها (سلامات – الأم – جدف يا مراكبي – قطر السفر) من أغاني التراث.
كما غني حمام: جميلة جميلة – يا عم يا جمال – صندلية – امبوه حبيبتي ليمونة)، بالاضافة لمجموعة من الأغاني المتميزة الأخري (الناس علي المنارة – بابلونيودا – عابر سبيل – الناياتي – قال اللي قال – ليلي ويا ليلي – غرد يا حمام – طير ياحمام وأطوحن – راجع – أرضنا لينا – غرباء – الليلة ياسمرا – والله لبكرة يطلع النهار يا خال – وأحكم بالعدل يا قاضي – آه باللي بالي).
كان محمد حمام أول فنان يغني ويقدم التتر للمسلسلات الإذاعية حيث قدم أغنية تمثيلية "الأم" التي كان يقدمها بصوته المملوء بشجن وكانت الجماهير تسمعها مع موعد التمثيلية الإذاعية الشهيرة التي كانت تذاع في الخامسة والربع وهي الأشهر في ظل مملكة الراديو، حيث لم يكن هناك اختراع التلفزيون. 
تقول كلمات الأغنية التي كتبها عبدالرحمن الأبنودي ومن ألحان ابراهيم رجب:
أمايا ..... يا أمه 
يا سكنه جوايا في الحتة اللي بيعلي منها ضحكي وبكايا
يا أمه .... أما يا أمه 
ابنك الغريب ع الدرب الغريب يا اما 
بتدور جروحه يا أمه على بيت الطيب 
ي أحن الأطبة عليه يا امه أمايا
يا شجرة منبتة جوه فروع الروح يا أما 
أمايا يا أماه ....
كما تعامل محمد حمام في البداية علي الملحق الجميل محمد الموجدي الذي قدمه أول مرة علي مسرح سينما قصر النيل في حفل أضواء المدينة ليغني: " يا عم يا جمال ياليه"، فلاقت قبولاً جماهيرياً عالياً وكتبت عنه الصحافة تقول: الفنان الذي غني للجمهور واضعاً يده في جيبه.
كما تقابل محمد حمام الشعراء عبدالرحيم منتصر ، مجدي بخيت ، سمير عبدالباقي ، عبدالرحمن الأبنودي ، وعدد من الملحنين العظام منهم محمد الموجي ، ابراهيم رجب ، حسن نشأت ، محمد= سلطان، عبدالعظيم عبدالحق. 
نجم الثقافة الجماهيرية : 
كما كان الفنان محمد حمام يطوف المحافظات في حفلات الثقافة الجماهيرية من خلال الأمسيات الفنية الرمضانية ليشارك الناس والجمهور احتفالاتهم وحبهم لشهر رمضان وأمسياته الفنية الجميلة. 
ابن النوبـــة: 
محمد حمام ابن النوبة وأسوان المعجون برائحة المسك والعنبر والكركاديه والبلغ الأبريمي ورائحته الجاوي والبخور الأسواني الجميل، ابن الجنوب، ومحمد حمام بعد الأشهر بعد الثلاثي الجميل من أبناء الجنوب المناضل المحامي زكي مراد، محمد خليل قاسم، صاحب "رواية شمندورة" وهي أهم رواية مصرية في الستينيات، والشيخ مبارك عبده فضل الأزهري النوبي، حيث كان الجميع مهموما بقضايا الوطن من خلال الحركة اليسارية الوطنية. 
كان محمد حمام محظوظاً حيث اكتشفه الكاتب الكبير لويس عوض والفنان الصحفي حسن فؤاد وشجعه وقدمه المفكر والمبدع الكبير رجاء النقاش. 
كما شارك حمام في مجموعة من الأفلام السينمائية منها فيلم: "ظلال في الجانب الآخر" للمخرج الفلسطيني غالب شعث، وهي جماعة السينما الحديثة التي انتجت فيلم أغنية "علي الممر" للمخرج علي عبدالخالق. 
كما شارك حمام بالتمثيل والغناء في فيلم "سفراء" من انتاج تونسي/ فرنسي مشترك، إخراج ناصر فطاري بالاشتراك مع سي علي قرري الجزائري. 
بالاضافة الي فيلم "الرحيل لا " كويتي / مصري / سوداني مشترك، من اخراج ماجد عبدالله، كما قدم حمام "سهرة نوبية" تلفزيونية من إخراج الفنانة مجيدة نجم. 
وقدم حمام عددا من المسلسلات التلفزيونية منها (وسط الزحام) (عابر سبيل) الركان الهادي والخروج من الجلد، إخراج أنعام محمد علي، ومسلسل شفليقة ومتولي. 
النيل والمولــد:
محمد حمام الذي رسمه الفنان جورج البهجوري وأحبه الفنان عدلي رزق، وشارك مع المقاومة الفلسطينية برفقة صديقه الفنان عدلي فخري المغني الثوري رحمه الله. 
وكان محمد حمام محباً للوطن مهموماً بقضايا ودفعغ فاتورة غالية 5 سنوات في الاعتقال ومؤيد لحركة البولسيرو المغربية وشارك في مؤتمر الأغنية الدولية من أجل السلام بموسكو مؤيداً لحركات التحرر الوطنية.
وفي حديث للفنان "محمد حمام" مع جريدة الشرق الأوسط قال: إن "الأغنية عندي هي جريدة سياسية .... " باعتبارها وسيلة للتعبير. 
كما شارك حمام في مهرجانات صحخية الأماتية الفرنية المعروفة بميولها اليسارية ... وذلك مشاركاً في دعم القضية الانسانية والاجتماعية ويغني حمام في أغنيته التي بشر فيها للثورة . 
والله لبكره يطلـــع النهار ياخاله والله للبكرة يطلع يا خـــال
وتبقـــي الدنيا عـــال والشمس تيجي من ورا الجبال يا خال 
باحلم يا خال بيوم معدول . يفرش ضياه ع الفلاحين . ويملا صوامعهم غلال ويبيض العجين بحلم أنا سنة ورا سنة يا خال. 
عمر لأضاع مني الحلم ولا أنتني يا خال . والله بكره يطمالع النار يا خالة والله لبكره يطلع النهار يا خالة وتبقي الدنيا عال والشمس تيجي من وره الجبال يا خال.
المرض والرحيل
داهم المرض حمام فأقعده فلي ظل تعتيم اعلامي وفي ظل تجاهل عن اذاعة أغانيه وأعماله الفنية حتي أغنيته (الأم) تم تجاهل أذاعتها فلي عيد الأم مارس من كل عام. 
حتي الفيلم التسجيلي الذي أخرجه وليد مسعود= لقناة النيل الثقافية من أعداد محمد حفني لا يتم اذاعته في ذكري مغني انجاز للثورة وبشر لها ولكنه لم يراها. 
في حفل تأبين الفنان "محمد حمام" القي الكابتن غزالي مؤسسة فرقة أولاد الأرض بالسويس قصيدة جاء في مطلعها.
يا بيوتا السويس يا بيوت مدينتي
بلبل نشيدك تعيشي انتي
وأخذ علي خاطري
غضبـان عليك ... منك 
غنيت ماكملتش 
والله بكره يطلع النهار منا كنت شايف غير كده 
طلع النهار مندار . حمامك كل موله شلال حنانك شل . ولسه جوايا حمام حبيبي مات قولولي أغني لمين. 
ويبقي "حمام" رمزاً للفنان المصري المنحاز لشعبه ووطنه ويبقي أن نطالب باطلاق اسمه علي أحد ميادين شوارع أسوان ويبقي أيضا أن نكرمه ونرد له الاعتبار باذاعة أعماله الفنية لأنه فنان انحاز بالثورة وبشر بها وغني لها ولكنه لم يرها.