الأحد 29 سبتمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

الأخبار

"الطيب": التعصب للفتاوى الغريبة وراء انقسام الأمة

 د. أحمد الطيب شيخ
د. أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قال د. أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف: إن ما يَجب التنبُّه له شرعًا ضرورةُ، بل وجوبا، طلب الفتوى من أهل العِلم، المُلتزمين بمذاهب أهل السُّنَّة أصولًا وفروعًا، ومِمَّن لهم خبرة وبصر بمستجدات الواقع ونوازله، ويدركون خطر الآراء الخارجة عما أجمعت عليه الأمة، أو وقع عليه اختيار الجمهور من العُلَمَاء والفُقَهاء على مدَى أكثر من أربعة عشر قرنًا من الزَّمان، وأنْ نعلم أن التعصب لهذه الخلافيات والفتاوى الغريبة قد أسهم كثيرًا فيما وصلت إليه الأُمَّة الآن من انقسام وتنازع وفشل، وفتح الباب على مِصراعيه للتدخلات الخارجية، بمخطَّطاتها الماكرة لتعبث ما شاء لها العبث بأمور المسلمين.
وتابع في كلمته إلى المسلمين بآسيا والعالم الإسلامي، صباح اليوم الثلاثاء من جامعة شريف هداية الله بالعاصمة الإندونيسية جاكرتا: كانت النتيجة الكريهة لهذا الوضع أنْ صار بأسُنا بيننا شَديدًا. وليس أمامنا –مَرَّة أُخرى أيها السادة الأفاضل- إلَّا الاعتصام بحبل الله، والتمسُّك بما أمر به في قوله تعالى: ﴿وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ﴾ وذلك حتَّى لا يتحَقَّق فينا الوَعيد الإلهيّ في قوله تعالى: ﴿وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ، وأيضًا الوعيدُ النبوي في قوله ﷺ: «يُوشِكُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمُ الْأُمَمُ مِنْ كُلِّ أُفُقٍ كَمَا تَدَاعَى الْأَكَلَةُ عَلَى قَصْعَتِهَا، قَالَ: قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَمِنْ قِلَّةٍ بِنَا يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: أَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ، وَلَكِنْ تَكُونُونَ غُثَاءً كَغُثَاءِ السَّيْلِ، تُنْتَزَعُ الْمَهَابَةُ مِنْ قُلُوبِ عَدُوِّكُمْ، وَيَجْعَلُ فِي قُلُوبِكُمُ الْوَهْنَ. قَالَ: قُلْنَا: وَمَا الْوَهْنُ؟ قَالَ: حُبُّ الْحَيَاةِ وَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ».