الإثنين 25 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

جلالة الملك: ابتعدوا عن عرين الأسد

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
«استيقظى يا أمتى من قبل أن تتمزقى.. من قبل أن تتشتتى فى ظلمة الدرب الشقى.. فلتنظرى.. كل الشعوب توحدت إلا أنا.. كل الجهود تكاتفت إلا أنا.. نلهو وأعداء لنا متربصون.. يتآمرون.. يترصدون.. ويرصدون..ودائما نقول كنا.. نريد أن نكون.. يا أمتى».. هذه الكلمات للشاعر المثقف عبدالرحمن الأبنودى ولحنها المؤلف الموسيقى المبدع د/جمال سلامة، وهى من أروع الأغانى التى تعبر بحق عن معاناة أمتنا العربية، والتى حاول بها الأبنودى إيقاظ الضمير العربى، لتثبت الأحداث بعد نظره، وهو الدور المنوط بالمثقفين لحماية أوطانهم، بنقل رؤيتهم الواعية إلى الحكام ومشاعرهم الوطنية الفياضة إلى المحكومين ليصبح الكل فى بوتقة واحدة، ولكن تمر أعوامنا من سيئ إلى أسوأ ومن تباعد إلى فرقة إلى شتات.. ومن حلم القومية العربية والسوق المشتركة والوحدة الاقتصادية والسياسية إلى تناحر وتآمر وإسقاط بعضنا بعضا.. نساق إلى قدرنا المرسوم بأيدى أعدائنا، ونحن نعلم نهايته ولكننا نسير كقول الحق تعالى: «فأغشيناهم فهم لا يبصرون».. صنعوا الفتنة بين العراق والكويت ولم يلتفت الشهيد صدام حسين لكل النداءات المحذرة من خطورة اجتياحه للكويت حتى وصلت تحذيرات الرئيس مبارك إلى أكثر من عشرين تحذيرا ضرب بجميعها عرض الحائط وتسبب فى قتل الأخ لأخيه.. ورغم ندمه الشديد إلا أن الحكام مازالوا بعيدين عما يصلح الأمة أو يضمد جراحها، ما زالوا يفرقون بين الشعوب ويا ليتها لتحقيق مصالح ولكن لإهلاك الجميع.. فما فائدة الصراع السنى الشيعى المختلق والذى بدعواه تدور الحرب فى اليمن ويباد شعبه وتستنزف السعودية؟!.. وماذا يضير الأمة من اعتناق أى مذهب أو ديانة، أليست عقيدتنا كما فى القرآن الكريم: «لكم دينكم ولى دين».. لا ينكر أحد خطورة الأطماع الإيرانية ومحاولتهم إعادة الإمبراطورية الفارسية من خلال المد الشيعى، لأن المنتمين للمذهب الشيعى يفقدون الولاء للوطن مقابل الانتماء إلى الإمام وهو الولى الفقيه فى إيران والذين يعتبرونه مختارا من الله وبالتالى يمثله على الأرض!!.. فطبقا للدستور الإيرانى السيادة المطلقة على العالم والإنسان لله والذى يمثله الفقيه!!.. ولكن هل الحرب يمكن أن تعالج إخفاقنا فى مواجهة غزوهم لشعوبنا؟!!.. وما الذى جعل دولا عربية تنفق مليارات لإسقاط «الأسد» بيد معارضة مصطنعة لا تبغى مصلحة وطن بل مصالح ذاتية؟!..وعندما أخفقت المعارضة زرعوا الإرهاب بالدواعش لتستطيع الصهيونية العالمية التدخل بحجة ضرب الإرهاب وهم فى الواقع يقومون بتقويته ليظل صامدا؟!!.. فهل المليارات والدماء العربية المسالة أوقفت الشيعة أم زادتهم قوة بتفككنا؟!!.. والآن نرى التحريض لتوريط السعودية فى الحرب البرية على سوريا بجانب الأتراك أصحاب المصلحة الكبرى فى انهيار سوريا، ولكن ما الفائدة التى ستجنيها المملكة من خوضها تلك الحرب؟! وهل انقسام جيشها ليخوض حربين فى آن واحد فى اليمن وسوريا من مصلحتهم؟! أم المطلوب استنزافهم ليستطيعوا تنفيذ مخططاتهم فى دول الخليج؟! أليست خرائط التقسيم التى يريدونها معلنة أمام أنظارنا؟! هل تعتقد السعودية أن علاقاتهم القوية بالأمريكان ستجعلهم يقفون بجانبهم؟! ألم يكونوا حلفاء لشاه إيران وتآمروا عليه لصناعة الدولة الدينية التى تمكنهم من تنفيذ مؤامراتهم؟!.. فهم أصحاب المؤامرات وزارعو الفتن ومقسمو الغنائم لخدمة مصالحهم.. هل هناك من يجهل أن النظام الشيعى اختلق لضرب الإسلام بالخلاف والانشقاق.. أليس اليهود من صنعوا الخوارج؟.. وهل بعد مرور أكثر من ١٤ قرنا ينجح مخططهم ونحن مسلوبة إرادتنا عن حماية دين الله وخلقه!!.. الآن أصبح اللعب على المكشوف كما يقولون.. فالعديد من المراكز البحثية تحذر السعودية من التورط فى سوريا حتى لا تتحقق مخططات التقسيم ومحاولة إسقاط الأسرة المالكة.. فهل تستجيب؟!.. ألم يحاول الرئيس السيسى إقناعهم أنه لا طائل من الحرب ولابد من الجلوس على مائدة المفاوضات، فهل سيستغلون دعوة الرئيس بوتين للملك سلمان للتفاوض أم ستعيد السعودية سيناريو العراق الذى تحسرنا جميعا على ما آلت إليه فيه؟!.. تكاد قلوبنا تنخلع خوفا على المملكة ونحن نشاهد النيران تحاوطها ولا تمتد الأيادى للإطفاء.. هل نستطيع تحمل إسقاط المملكة فى التقسيم ولماذا نحن صامتون!!.. يستطيع الشعب العربى أن يسمع صوته لحكامه لإملاء إرادته بإيقاف الحروب وإهدار الدماء لحماية ما تبقى من أمتنا وكرامتنا.. علينا أن نناشد جلالة الملك سلمان ألا يقترب من تلك الحرب الملعونة المراد بها توريطهم وإضعافهم.. ألا يكفى استنزافهم ثرواتهم فى شراء السلاح حتى وصل الإنفاق على التسليح فى السعودية والإمارات فقط خلال عامين ٦٥ مليار دولار.. وهل انتفع الشهيد القذافى بالكم الرهيب من الأسلحة التى امتلكتها ليبيا!!.. وهل ستقف أمريكا مع السعودية ضد إيران اليد اليمنى لتنفيذ مخطط التقسيم؟!.. ألا يستدعى الأمر انعقاد قمة عربية لإثناء السعودية عن مشاركة تركيا التى فشلت فى دعم الجماعات الإرهابية والمرتزقة لإسقاط الأسد وتحاول خلق منطقة آمنة على حدودها الجنوبية مع سوريا بعد أن تلقت ضربات من الجيش السورى المدعوم بالقوات الروسية، والتى عرقلت إمداد المخابرات الأمريكية للدواعش والمتمردين بالسلاح.. وهل ستقف روسيا مكتوفة الأيدى أمام القوات السعودية وهي حليف قوى لإيران وسوريا؟!.. المشكلة معقدة منفصلة متصلة وفى كل الأحوال والاختيارات الخاسر الوحيد العرب..فقد ربح الغرب وإسرائيل المليارات من بيع السلاح والحصول على البترول بالفتات وبالسيطرة والهيمنة على أمة منذ زمن قريب عاشت آمنة مطمئنة فى رغد وهناء كانت تسمى الأمة العربية!!