ما يدور حولنا ويتجاهله إعلامنا عن عمد أو عن جهل لهو خطيئة لا تغتفر، خاصة إذا كانت المسألة أمنًا قوميًا كقضية حلايب وشلاتين، وحين يتناول إعلامى ملفًا بهذه الخطورة ويوجه رسالة لرئيس دولة شقيقة كالسودان، اتفقنا مع سياسته الداخلية التى يدير بها بلاده أو اختلفنا، ويقول له على الهواء مباشرة «هى نقصاك»!!
فلا نستعجب أن يطل علينا محلل سياسى سودانى ليقول لنا إن النزاع على حلايب وشلاتين أصبح فى الشارع السودانى مسألة شرف.
نعى جيدًا حجم المؤامرة على بلادنا ومحاولات فصل حلايب وشلاتين عن السيادة المصرية، ففضلا عن كونها جنة الله فى الأرض، كما وصفها البعض، فحلايب وشلاتين ليست موضوع أرض ذات سيادة مصرية فقط بل هى عمق استراتيجى مهم لمصر، كونها تجعل حدود مصر الجنوبية على ساحل البحر الأحمر مكشوفة ومعرضة للخطر وهو أمر يهدد الأمن القومى المصرى أيضا.
مصر تقع فلكيًا بين دائرتى عرض ٢٢ و٣٢ شمال خط الاستواء، ويقع مثلث حلايب وشلاتين فى دائرة عرض ٢٢ شمال خط الاستواء، وهى ذات الحدود التى حددتها اتفاقية الحكم الثنائى بين مصر وبريطانيا عام ١٨٩٩ فالأمر محسوم بحكم الواقع.. ولكن ما إن وصل الأمر لنوع من أنواع المقايضة إما أن تموت عطشا أو أن تموت برصاصة، فالأمر يحتاج لنوع جديد من المعالجة، ففى استكمال لنصوص المؤامرة وفى الاجتماع الذى عقد الأسبوع الماضى بالخرطوم لمناقشة البنود المقترحة للعقد المنتظر توقيعه لتنفيذ الدراسات حول تأثيرات سد النهضة، قدمت الشركات الفرنسية خرائط للحدود بين مصر والسودان تظهر وقوع حلايب وشلاتين داخل الحدود السودانية، وبالطبع رفضت مصر توقيع العقد.. ولايزال مسلسل اللف والدوران والتآمر على بلادنا مستمرًا، فإذا وقعت مصر العقد فهذا اعتراف ضمنى بأن حلايب وشلاتين سودانية.. وبعيدا عن كارثة سد النهضة والتى تناولنا جانبا منها فى مقال سابق.. فإن قضية حلايب وشلاتين لا تزال مدرجة فى قوائم مجلس الأمن، ولكن طرفى القضية، المصرى والسودانى، لم يطلبا تحريكها وتجاهلا القضية لسنوات طويلة نظرا للعديد من القضايا المشتركة بين البلدين أهمها مياه النيل وسد النهضة، وقبل اللجوء للتحكيم الدولى وتصاعد الأزمة لتهديد مصر من الجنوب أيضا، وفى حال تصريحات سودانية سمعناها أن قضية حلايب وشلاتين أصبحت فى الشارع السودانى قضية شرف، نقول إنها إذا وصلت لهذا الحد فأنا أعيب على إعلام افتقر سياسة الموضوعية والحنكة فى التعامل مع الأزمات المختلفة، فالعار أن يطل علينا إعلامى يتناول هذه الأزمة فيوجه رسالة لرئيس دولة السودان قائلًا «هى ناقصاك» بلغة الحوارى التى لا ترتقى أبدًا لمستوى الحدث.
فأعتقد أن إعلامنا يجب أن يكون له دور مهم فى معالجة القضية وتناول الموضوع بشكل مهنى، والاستعانة بضيوف من طرفى الأزمة، السودان الشقيق ووطننا الغالى مصر، وتناول القضية بشكل راق لتقريب وجهات النظر، والتأكيد على أننا شعب واحد والتحديات واحدة.. بالإضافة لدور الدبلوماسية الشعبية الغائب، والذى كان له دور فعال عقب ثورة ٢٥ يناير فى تقريب وجهات النظر بين مصر والبلدان المختلفة، فأرى أننا بحاجة ماسة لوفود وبعثات الدبلوماسية الشعبية لتعاود التواصل مع القبائل السودانية لإعادة تقارب وجهات النظر، طالما لم تستطع الدبلوماسية الرسمية أن تؤدى دورها كاملا، فأؤكد أننا فى أمس الحاجة للتقارب بين الشعوب العربية لا في تبادل السباب والاتهامات العلنية.
وإعلان السودان الأخير باستعدادها التدخل البرى بسوريا أعتقد أن له ثمنًا وهو حلايب وشلاتين، فإذا لم نتدارك الأمر سريعًا وعلى كل المستويات وفى جميع الاتجاهات فلا نلوم إلا أنفسنا.
فلا نستعجب أن يطل علينا محلل سياسى سودانى ليقول لنا إن النزاع على حلايب وشلاتين أصبح فى الشارع السودانى مسألة شرف.
نعى جيدًا حجم المؤامرة على بلادنا ومحاولات فصل حلايب وشلاتين عن السيادة المصرية، ففضلا عن كونها جنة الله فى الأرض، كما وصفها البعض، فحلايب وشلاتين ليست موضوع أرض ذات سيادة مصرية فقط بل هى عمق استراتيجى مهم لمصر، كونها تجعل حدود مصر الجنوبية على ساحل البحر الأحمر مكشوفة ومعرضة للخطر وهو أمر يهدد الأمن القومى المصرى أيضا.
مصر تقع فلكيًا بين دائرتى عرض ٢٢ و٣٢ شمال خط الاستواء، ويقع مثلث حلايب وشلاتين فى دائرة عرض ٢٢ شمال خط الاستواء، وهى ذات الحدود التى حددتها اتفاقية الحكم الثنائى بين مصر وبريطانيا عام ١٨٩٩ فالأمر محسوم بحكم الواقع.. ولكن ما إن وصل الأمر لنوع من أنواع المقايضة إما أن تموت عطشا أو أن تموت برصاصة، فالأمر يحتاج لنوع جديد من المعالجة، ففى استكمال لنصوص المؤامرة وفى الاجتماع الذى عقد الأسبوع الماضى بالخرطوم لمناقشة البنود المقترحة للعقد المنتظر توقيعه لتنفيذ الدراسات حول تأثيرات سد النهضة، قدمت الشركات الفرنسية خرائط للحدود بين مصر والسودان تظهر وقوع حلايب وشلاتين داخل الحدود السودانية، وبالطبع رفضت مصر توقيع العقد.. ولايزال مسلسل اللف والدوران والتآمر على بلادنا مستمرًا، فإذا وقعت مصر العقد فهذا اعتراف ضمنى بأن حلايب وشلاتين سودانية.. وبعيدا عن كارثة سد النهضة والتى تناولنا جانبا منها فى مقال سابق.. فإن قضية حلايب وشلاتين لا تزال مدرجة فى قوائم مجلس الأمن، ولكن طرفى القضية، المصرى والسودانى، لم يطلبا تحريكها وتجاهلا القضية لسنوات طويلة نظرا للعديد من القضايا المشتركة بين البلدين أهمها مياه النيل وسد النهضة، وقبل اللجوء للتحكيم الدولى وتصاعد الأزمة لتهديد مصر من الجنوب أيضا، وفى حال تصريحات سودانية سمعناها أن قضية حلايب وشلاتين أصبحت فى الشارع السودانى قضية شرف، نقول إنها إذا وصلت لهذا الحد فأنا أعيب على إعلام افتقر سياسة الموضوعية والحنكة فى التعامل مع الأزمات المختلفة، فالعار أن يطل علينا إعلامى يتناول هذه الأزمة فيوجه رسالة لرئيس دولة السودان قائلًا «هى ناقصاك» بلغة الحوارى التى لا ترتقى أبدًا لمستوى الحدث.
فأعتقد أن إعلامنا يجب أن يكون له دور مهم فى معالجة القضية وتناول الموضوع بشكل مهنى، والاستعانة بضيوف من طرفى الأزمة، السودان الشقيق ووطننا الغالى مصر، وتناول القضية بشكل راق لتقريب وجهات النظر، والتأكيد على أننا شعب واحد والتحديات واحدة.. بالإضافة لدور الدبلوماسية الشعبية الغائب، والذى كان له دور فعال عقب ثورة ٢٥ يناير فى تقريب وجهات النظر بين مصر والبلدان المختلفة، فأرى أننا بحاجة ماسة لوفود وبعثات الدبلوماسية الشعبية لتعاود التواصل مع القبائل السودانية لإعادة تقارب وجهات النظر، طالما لم تستطع الدبلوماسية الرسمية أن تؤدى دورها كاملا، فأؤكد أننا فى أمس الحاجة للتقارب بين الشعوب العربية لا في تبادل السباب والاتهامات العلنية.
وإعلان السودان الأخير باستعدادها التدخل البرى بسوريا أعتقد أن له ثمنًا وهو حلايب وشلاتين، فإذا لم نتدارك الأمر سريعًا وعلى كل المستويات وفى جميع الاتجاهات فلا نلوم إلا أنفسنا.