السبت 05 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ملفات خاصة

شهادات خاصة لتلاميذ "بطرس غالي" عن "الموسوعة التي غابت"

بطرس غالي
بطرس غالي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ولد بطرس غالى فى عائلة قانونية وتوارث منها حب القانون، حيث كان جده بطرس نيروز غالى، رئيس وزراء مصر من ١٩٠٨ إلى ١٩١٠، حيث كان نيروز غالى أول من قام بتحضير القوانين المختلطة بالاعتماد على القوانين الفرنسية، فاشتغل مع قدرى باشا فى ترجمة تلك القوانين، ثم شارك فى اللجنة التى تأسست فى عام ١٨٨٤ برئاسة نوبار باشا، وعضوية قناصل الدول فى مصر، لتعديل هذه القوانين.
وكأنما الوراثة لعبت دورها فى عائلة غالى، حيث درس الحفيد «بطرس غالي» القانون فى كلية الحقوق بجامعة القاهرة فى عام ١٩٤٦، وحصل على دبلومة فى الاقتصاد والعلوم السياسية من جامعة باريس، وعلى درجة الدكتوراه من فرنسا أيضاً فى عام ١٩٤٩، وتدرج فى المناصب الوظيفية من أستاذ للقانون الدولى والعلاقات الدولية فى كلية الحقوق بجامعة القاهرة فى الفترة من ١٩٤٩ إلى ١٩٧٧، كما عمل مديرًا لمركز الأبحاث فى أكاديمية لاهاى للقانون الدولى لمدة عام من ١٩٦٣ إلى ١٩٦٤، وعمل أستاذا زائرا بكلية الحقوق فى جامعة باريس منذ ١٩٦٧ وحتى ١٩٦٨، وألقى محاضرات فى القانون الدولى والعلاقات الدولية فى جامعات بإفريقيا وآسيا وأوروبا وأمريكا اللاتينية وأمريكا الشمالية.
كما أصبح غالى عضوا فى لجنة القانون الدولى من عام ١٩٧٩ إلى عام ١٩٩١، وعضوا سابقا فى لجنة الحقوقيين الدولية، كما كان عضوا فى اللجنة السياسية والمكتب المركزى للاتحاد الاشتراكى العربى، وعضوا فى معهد القانون الدولى، والمعهد الدولى لحقوق الإنسان، والجمعية الإفريقية للدراسات السياسية، وأكاديمية العلوم الأدبية والسياسية بباريس.
يقول أحد طلابه د. محمد حسين، أستاذ القانون بكلية الحقوق جامعة القاهرة: «إن د. بطرس غالى كان يهتم بالثقافة والاطلاع فى كل المجالات، وكان أستاذا رائدا فى مجال القانون والسياسة، كما تميز بالدقة والتأنى، ويعتبر موسوعة قانونية متحركة وخبيرا فى العلاقات الدولية والإفريقية».
ويستطرد «د. حسين» حديثه لـ«البوابة» قائلاً: «لقد تعلمنا من د. غالى الكثير من المبادئ القانونية والدراسات السياسية فى الكلية»، ويحكى موقفاً حدث معه شخصياً، أنه أثناء تولى غالى رئاسة القسم بالكلية، قام بالاجتماع مع جميع المعيدين للاستماع لما يفكرون فيه، واختار د. حسين تحضير دراسته فى السياسة عند عمر بن الخطاب، وعلى الرغم أن «غالي» يدين بالمسيحية، إلا أنه تفاجأ بفرحته، وقال له: «عظيم، أنا عندى كتب كثيرة فى المكتبة»، وطلب غالى من تلميذه الحضور إلى المنزل لاختيار ما يشاء من الكتب التى يحتاجها فى هذا الشأن، خاصة أن مكتبة الكلية لا توجد بها كتب كثيرة فى هذا الوقت.
فى نفس السياق، يقول د. أحمد مهران، أستاذ القانون العام ومدير مركز القاهرة للدراسات السياسية والقانونية: «إن بطرس غالى كان قيمة قانونية وسياسية واسعة الأفق، واستطاع الوصول إلى منصب الأمين العام للأمم المتحدة، ليضيف إلى الشخصية المصرية الكثير، واستطاع من خلال منصبه فتح ومناقشة الكثير من القضايا العربية والإفريقية والإقليمية ووضع حلول لها».
وأضاف: «إن فترة توليه منصب رئيس المجلس القومى لحقوق الإنسان، جنب المواطنين الكثير من الانتهاكات، حيث كان يهتم بترسيخ حقوق الإنسان بمفهومها العالمى الدولى فى مصر»، مؤكدا أن تاريخه وكتاباته القانونية والسياسية ستكون عنوانا كبيرا لترسيخ وجوده فى الحياة، واسترشادا لأجيال قادمة من الشباب والقانونيين والسياسيين.
فى نفس السياق، كان لـ«غالي» اهتمامات فى مجال الكتابة والصحافة، حيث كان أول من أسس مجلة السياسة الدولية الفصلية بجريدة الأهرام، كما كتب فى العديد من الدوريات الدولية والعربية فى مجال القانون والشئون الدولية والعلوم السياسية، ومن أشهر كتبه: «المدخل فى عالم السياسة ١٩٩٠، طريق مصر إلى القدس عام ١٩٩٧، ستون عاماً من الصراع فى الشرق الأوسط، أحاديث سياسية، ١٩٩٠، خمس سنوات فى بيت من الزجاج عام ١٩٩٩، خطط السلام والتنمية والديمقراطية عام ٢٠٠٣، بانتظار بدر البدور فى ٢٠٠٥، بين النيل والقدس، يوميات دبلوماسى مصرى فى ٢٠١٣». حصل بطرس غالى على جوائز وأوسمة من ٢٤ بلدا، حيث مُنح دكتوراه فخرية من معهد الدراسات السياسية بباريس عام ١٩٩٢، وجائزة كريستيان أ. هيرتر التذكارية المقدمة من مجلس الشئون العالمية ببوسطن عام ١٩٩٣، ودكتوراه فخرية من جامعة لوفين الكاثوليكية ببلجيكا، كما مُنح جائزة «رجل السلام» المقدمة من مؤسسة «المتآزرون من أجل السلام»، ومقرها إيطاليا فى العام ١٩٩٣. وحصل الدبلوماسى الراحل، على شهادة فخرية من كلية السلك الخارجى التابعة لجامعة جورج تاون، بواشنطن فى العام ١٩٩٤، ودكتوراه فخرية من جامعة بوخارست فى العام ١٩٩٤.