الثلاثاء 01 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

بروفايل

"بطرس غالي" الأب الروحي لـ"المجتمع المدني المصري"

بطرس غالى
بطرس غالى
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يعتبر د. بطرس غالى هو الأب الروحى والمؤسس الأول للحركة الحقوقية فى مصر، حيث أسند إليه الرئيس الأسبق حسنى مبارك مهمة تأسيس المجلس القومى لحقوق الإنسان، ليكون بمثابة هيئة مستقلة تابعة لرئاسة الجمهورية مباشرة، تعمل على مراقبة وترسيخ قيم ومعايير حقوق الإنسان فى مصر.
استطاع غالى من خلال المجلس ترسيخ مبادئ وثيقة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان أثناء توليه رئاسة المجلس بداية من ٢٠٠٣، واستمر فى ذلك بعد توليه المنصب شرفيًا فى ٢٠١١، وحاول غالى نقل تطبيقات حقوق الإنسان المعروفة عالميًا إلى الداخل المحلى.
كان رئيس القومى للإنسان السابق يرى أن مصر تحتاج إلى جهود مستمرة لتحسين أوضاعها ومعالجة السلبيات فى بعض قضايا الحقوق والحريات، إلا أن هناك حريات يمكن أن تكون ترسخت بالفعل مثل حرية الصحافة والتعبير، وأن المجلس القومى لحقوق الإنسان استطاع فى كثير من الأوقات تبنى قضايا هامة خلال مدة رئاسته، معترفًا بالفشل فى بعض القضايا الأخرى خاصة مع انغلاق مصر على نفسها فى هذا المجال على المستوى الدولى.
بحسب رؤية غالى فإنه لابد من تفعيل تخصصات حقوق الإنسان داخل كليات الحقوق فى الجامعات المصرية، خاصة أن هناك العديد من المعاهد المتخصصة الدولية فى القانون الإنسانى، ومن هنا كانت وفاة غالى حدثا جللا بالنسبة لاعضاء المجلس القومى لحقوق الإنسان وللمهتمين بالعمل الحقوقى بصفة عامة، ولهذا جاءت كلمات النعى فى بيان المجلس صادقة ولم تختلف عن مثيلاتها أيضًا فى بيان المجلس القومى للمرأة والمجلس القومى لشئون الإعاقة، الذين أكدوا أن وفاة غالى تمثل خسارة كبيرة للعالم.
جورج إسحاق عضو القومى لحقوق الإنسان اعتبر أن وفاة بطرس غالى خسارة كبيرة للمصريين والعرب وإفريقيا وللعالم أجمع، وقال إسحاق لـ «البوابة» إن الفقيد كان شخصية فريدة من نوعها استطاع أن يترك بصمة فى كل منصب تولاه، وكان يهتم كثيرًا بميثاق الأمم المتحدة وتطبيق حقوق الإنسان فى مصر ونقل مصر من الحالة المحلية إلى العالمية فى هذا المجال.
وكشف إسحاق عن حرص د. بطرس غالى على التواجد يوميًا فى مكتبه بمقر المجلس أثناء توليه رئاسة المنصب شرفيًا فى ٢٠١١، وأن غالى كان حريصا على نقل خبراته وتجاربه لكل من حوله، وأن يجعل للمجلس دورا حقيقيا وفعَالا للمحافظة على المواطن المصرى وترسيخ حقوقه بالمجتمع.
كما نعى حافظ أبوسعدة عضو المجلس القومى لحقوق الإنسان فى تصريحات صحفية وفاة بطرس غالى السكرتير العام السابق للأمم المتحدة، مؤكدًا الدور الهام الذى لعبه غالى فى مجال حقوق الإنسان، ويعد مشاركته فى مؤتمر فيينا عام ١٩٩٣ لتعزيز وحماية حقوق النساء والأطفال والشعوب الأصلية، أثناء توليه منصب أمين عام الأمم المتحدة- من أهم ما قدمه، حيث كان غالى ينسق قدرة منظمة الأمم المتحدة لاستحداث منصب مفوض سام لحقوق الإنسان، وتم إقرار المنصب بالفعل فى ٢٠ ديسمبر من نفس العام.
وفى نفس السياق قال نجيب جبرائيل، رئيس منظمة الاتحاد المصرى لحقوق الإنسان إن خسارة بطرس غالى ليست لمصر فقط بل للعالم أجمع فهو قامة دولية كبيرة، ويكفى أن مجلس الأمن وقف له دقيقة حدادا بعد علمه بوفاته.
ويضيف جبرائيل، أن أهم القضايا الحقوقية التى اهتم بها غالى هى القضية الفلسطينية خاصة أثناء مذبحة قانا، ووقوفه أمام الولايات المتحدة الأمريكية، بالإضافة إلى دوره فى النزاع العربى الإسرائيلى حيث كان مفتاح السر فى اتفاقية كامب ديفيد واسترداد طابا، مشيرًا إلى دوره البارز أيضًا فى فض النزاعات الإفريقية.
جدير بالذكر أن آخر البيانات الصحفية التى صدرت عن د. بطرس غالى كان بمناسبة مرور ٦٧ عاما على صدور الإعلان العالمى لحقوق الإنسان فى ١٠ ديسمبر ١٩٤٨، وطالب فيه بضرورة التذكير ببنود هذا الإعلان لجيل الشباب باعتباره الجيل الذى سيتحمل عبء الدفاع عن حقوق الإنسان والانتهاكات فى السنوات القادمة، مؤكدًا ضرورة محاربة العالم للإرهاب الذى ينتهك حق الحياة، من خلال التعاون الدولى القائم على أسس الحوار والتفاهم باعتبار أن هذه المشاكل والتحديات عالمية لا تصيب دولة أو منطقة ما وإنما تنعكس آثارها وتداعياتها على الشعوب كافة.
وطالب أيضًا دول العالم بأن تعلن عن إنجازاتها فى ملف حقوق الإنسان على مدى هذه السنوات الطويلة باعتبارها وسيلة فعالة للتذكير والتعريف دوما بمبادئ وقيم حقوق الإنسان، خصوصا للجيل الشاب المتطلع إلى المستقبل الآمن والسلام والاستقرار.