الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

ما أكرمهن إلا كريم وما أهانهن إلا لئيم

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
نساء مصر هُن الشرف والعِرْض، ما أكرمهن إلا كريم وما أهانهن إلا لئيم ملعون فى الأرض والسماء ليوم الدين، ونحن آسفون عن أى سفيه خاض فى عرضكن أو أساء إليكن، ولتعلَمن أنه خاض فى عرضنا وشرفنا أجمعين.
نساء مصر هُن أصلها وحضارتها وسبب بقائها ومن لا يدرك ذلك فهو جاهل بالتاريخ على مر العصور، وعندما يخرج علينا سفيه يطعن نساء الصعيد فى شرفهن قائلا إن نسبة كبيرة منهن يخُنّ أزواجهن، والزواج لهن بيزنس، أقول له (قطع لسانك قبل ما تمس امرأة شريفة عفيفة وتخوض فى عرضها)، قال تعالى «مَا يَلْفِظُ مِن قَوْل إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ»، وقال رسول الله (ص) «إن الرجل ليتكلم بالكلمة لايرى بها بأسًا يهوى بها سبعين خريفًا فى النار»، و«إن الرجل ليتكلم بالكلمة ما يتبين فيها يَزِّلُ بها فى النار أبعد مما بين المشرق والمغرب». وقال (ص) لمعاذ بن جبل «ثكلتك أمك يا معاذ وهل يُكَبُّ الناس فى النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم»، وقال (ص) ««اجتنبوا السبع الموبقات، قيل وما هى يا رسول الله؟ قال: الشِّرْك بالله والسحر وقتل النفس التى حرم الله إلا بالحق وأكل الربا وأكل مال اليتيم والتولِّى يوم الزحف وقذف المحصنات الغافلات»، أى اتهام النساء العفيفات فى شرفهن بالفاحشة يُعَد كبيرة من الكبائر تتساوى والشِرْك بالله. وجاء فى جزاء القاذف «وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاء فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُون»، فقدأوجب الله تعالى على من قذف مسلمة عفيفة محصَّنة سواء قذفًا صريحًا أو تعريضًا بعقوبة دنيوية وأخروية؛ أما الدنيوية: ثلاث عقوبات (الجَلْد٨٠ جلدة- عدم قبول شهادته مطلقا- الحكم عليه بالفِسق)، وأما الأخروية فهى اللعنة والطرد من رحمة الله، قال تعالى «إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِى الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ يَوْمَ تَشْهَدُعَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ»، أى أن الله تعالى يوضح مدى فظاعة وشناعة الأمر؛ اللعنة فى الدنيا والآخرة والطرد من رحمته واستحقاق العذاب العظيم وإقرار جوارحه عليه بما يُخْزِيه ويقطع حُجَتَهُ ويسد باب التنصل من ذنبه أمام الأشهاد يوم القيامة.
المرأة (الجدة- الأم- الأخت- الابنة- الخالة- العمة) التى نَدينُ لها جميعا أننا نحيا فى أمان، هى التى قامت بتربية وتنشئة العظماء وخير أجناد الأرض والشهداء، هى (فاطنة والحاجة تعلبة) يشهد لها التاريخ على مدار العقود والعهود، وأود أن أستشهد بقصتين واقعيتين حدثتا بالفعل كى ندرك عظمتها؛ قصة ماضية وقصة حاضرة:
■ الأولى: أم المصريين قاهرة الهكسوس (إياح حُتب) أى (القمر راضٍ)قالت لها أمها: لا تبكِى على أبيك أو زوجك، ابكِى على بلدك، قولى لابنك لن تكون ولدى حتى تحرر بلدى. مات زوجها الملك (سقنن رع) فى حربه مع الهكسوس فأقسمت ألا تتزوج حتى تحرِّر بلادها شجَّعت ابنها الأول (كاموس) حتى يقودالجيوش ومات هو أيضا فى الحرب وقدمت ابنها (أحمس) للقيادة وقالت له: لن أسمع منك كلمة أمى، ولن تسمع منى كلمة ابنى حتى نحرر أرضنا المقدسة. وبعد تحرير البلاد من الهكسوس استقبلها المصريون بهتاف (وحوى يا وحوى إياحا) المستمد من اسمها إياح بمعنى يا أهلا بالقمر والذى نردده فى قدوم شهر رمضان، إنها الملكة ابنة الملك زوجة الملك أم الملك، إنها أم المصريين إياح حتب.
■ القصة الثانية: نرى أم المصريين فى المنصورة، وقصة حقيقية جاءت على لسان ضابط جيش قائلا «عسكرى جيش من المنصورة نزل إجازة ولم يرجع لوحدته وتم تسجيله (غياب) حوالى ٣ شهور وبعد أن عاد وقام بتسليم نفسه الإجراء الذى يحدث أن المجند يقدَّم لمحاكمة عسكرية والعقوبة لا تقل عن قضاء نفس مدة الغياب فى سجن عسكرى، وطُلِب منى أن أحرِّر مجلس أقوال للعسكرى، سألته: عملت غياب ليه يا جندى محمد؟ (وفهِّمتُه لو عنده أسباب قهرية أو مرضية يذكرها لتقليل العقوبة المنتظرة) وأجاب: عملت غياب يا أفندم عشان كنت عايز أشتغل وأكوِّن مستقبلى وأصرف على أمى وأخويا ومكنتش بصراحة ناوى أرجع تانى الكتيبة.
-طب إيه إللى جابك؟ رجعت ليه؟
-أمى هى السبب فضلت ورايا لحد ما رجعت وسلمت نفسى يا أفندم، خاصمتنى وقاطعتنى وحلفت عليَّ وقالتلى إنت هربت م الجيش إنت مش راجل إرجع كتيبتك زملاءك هناك مش أرجل منك، ولما حاولت أخوِّفها عليَّ قلتلها أنا ممكن أموت هناك قالتلى إرجع برده وساعتها هتبقى شهيد وهارفع راسى وسط الناس كلها وهكون أم الشهيد لكن إنت جبتلى العار، أنا دلوقتى مكسوفة أمشى وسط الناس وابنى الكبير هربان من الجيش، وفضلت تزن عليا لحد ما جيت وسلمت نفسى تانى للوحدة.
بصفتى ضابط الشئون المعنوية والاجتماعية فى الكتيبة كلِّمت الست والدة المجند محمد فى التليفون وأكِّدت كلامه وقعدت تدعى للبلد والجيش، وقالت إن شاء الله أحمد ابنى الصغير أول ما يتم السن مش هخليه يتأخر على البلد أبدا.. هى دى الست المصرية، دى ست أرملة معندهاش غير ولدين والحالة المادية صعبة مؤمنة بالبلد والجيش وبتدعيلنا وبتدفع ابنها للعودة تانى لكتيبة مشاة فى سيناء».
المرأة المصرية التى يغيب عنها زوجها ليعمل ويعول أسرته فتحفظه فى غيابه وتربى أولاده خير تربية، المرأة التى يموت عنها زوجها فتنسى نفسهاوتغلق بابها وتنكفئ لتربى أولادها وتخرج للمجتمع المهندس والطبيب والضابط إلخ...
نساء مصر اللاتى خرجن ضد أعنف فئة فى المجتمع (الجماعة الإرهابية)لم يخشين أحدا ولم ترهبهن شراستهم أو أسلحتهم خرجن ليقلن لا، وفى كل مراحل الاستحقاق وقفن من الفجر بالطوابير، نساء مصر هن من أنقذ مصر من مصير مجهول.
وفى النهاية يخرج شخص سفيه ملعون له صفحة خاصة به على موقع للتواصل الاجتماعى للسخرية منها والتحقير من شأنها، ومؤخرا يظهر ببرنامج ليخوض فى عرض نساء مصر- ليس الصعيديات- بل الكل، يقذف المحصنات ويعتدى على شرف رجال مصر، وأنا أقول له نيابة عن الجميع: أنت أحقر وأقذر من أن نرد على أمثالك (جاتها نيلة إللى عايزة خلف على شاكلتك وعينتك)، فكل إناء ينضح بما فيه فمن يكن فى مكب النفايات ويحياَ حياته وسط القمامة لن يستطيع أن يرى سواها ولن يشم رائحة ذكية أبدا أو يرى شيئًا ثمينًا جميلًا محترمًا أصيلًا، والخنزير مكانه فى الوحل يتغذى على القذارة ويعجز أن يعيش فى مكان نظيف ولا يفارق الوحل فهو مصيره دائما، وأنا ضد أن نخوض نحن فى عرضك أو نسُبُّ أمك أو أختك أو زوجتك، فنحن نخشى الله تعالى ونخاف غضبه ولعنته ويكفيك أن تحمل كل تلك الذنوب واللعنات وما سوف تلقاه، فالله سبحانه وتعالى يسامح فى حقه ولا يسامح فى حق العبد، ويقتص العبد من الظالم ويأخذ حقه قبل أن يحاسبه الله.
وحسبنا الله ونعم الوكيل فى كل من خاض فى شرفنا وقذفنا واتهمنا، والله هو المنتقم الجبار العدل.