السبت 23 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

زمن المسخ

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ننادى كثيرًا بتغيير ثقافة الشعب، وما تربى عليه طيلة عقود ماضية أدت إلى تدهور الأخلاق، وما أدى إلى تدهور كل معالم الحب والود، والأخلاق فى حياتنا اليومية.
مرت علينا عصور أخذت من طبقات الأرض الدنيا، لتضعها على السطح وأخذت من السطح لتدنيها إلى أسفل الأرض، فخالفنا ما خلق الإنسان عليه، بوجود طبقات بين الناس ولخبطت الطبقات، فأولاد الأصول أهينوا ومن لم يتربوا أصبحوا من نجوم المجتمع.
انتشرت الفيروسات اللا أخلاقية، وأصبحنا نتعرض لها ونصاب بمرضها نحن وأولادنا وأزواجنا، وبدلًا من أن نربى جيلًا جديدًا يبنى حضارة، أصبحنا نسقيهم من كأس الجهل، وأصبح المسخ بطلًا.
رأينا فى الأيام القليلة الماضية، مسخًا خرج علينا يتبنى أفكارًا تنشر ثقافه الشك فى نفوس الرجال نحو زوجاتهم، وتنشر الذعر بين من اغترب سعيًا للقمة عيشه فى بيته الذى تركه، ليجاهد فى سبيل الله نحو لقمة عيش حلال ويساعد وطنه وأهله.
فكافأناه بظهور هذا المسخ فى برامج وبرامج، لينشر مرضه بين آذان المستمعين، وينشر ثقافة الشك بين جموع الناس، ويستخدم الأعراض كسلمة يدوس عليها، طمعًا فى شهرة وما يعتقد أنه غالٍ.
أصبحت مواقع التواصل الاجتماعى منبرًا بديلًا من المنابر الإعلامية التى تعتمد عليها الدول والحكومات، ولها مريدون وتبث أفكارًا كثيرة ونحن لم نرب على أصول ديننا، وحكمة أجدادنا منذ عقود، فأصبح كثير من الأجيال لا يعلمون فن الاختيار بين ما هو مفيد وما يضر بهم، ولكن فى ظاهره مفيد، ومن هنا تبث السموم من هؤلاء الفسقة فى فكرهم وطموحاتهم، ويخرج علينا مسخ كهذا الذى لم ولن أذكر اسمه فى مقالى، لأنه لا يستحق أن يكون بيننا، ومكانه الطبيعى بيوت إعادة التأهيل لنعيد مرة أخرى تعليمه وتوعيته، وأن نخرج ما بداخله من قاذورات، ليتمكن من رؤية النور، وهذا لا ينطبق عليه فقط، بل لا بد من تطبيقه على كثير من الناس، ولا بد من دراسة مناهج كثير من الدول التى تحمى شعوبها من تلك الآفة المسماة بمواقع التواصل الاجتماعى.
ثورة ضد الشرور، ثورة ضد المرض النفسى، ثورة ضد آفات الفكر، ثورة ضد المسخ.
نحن أصبحنا نمثل ولا نؤمن بشىء، نؤدى ولا نوقن بأى شىء، فنعمل ما يخالف ما نقول.
فى قرية صغيرة فى الهند، قرر شخص ما فتح متجر للخمور مقابل أحد المعابد، فاعترض المتعبدون فى ذلك المعبد على مشروع متجر الخمور، فنظموا حملة لمنعه من العمل فى تلك المنطقة والرحيل بعيدًا، تضمنت تلك الحملة توقيع عريضة وتقديمها للبلدية، وكذلك الإكثار من الدعاء بأن يفشل المشروع أو يتعرض لمكروه ويقفل.
وعندما اقترب المشروع من الانطلاق وقبيل افتتاح المتجر ببضعة أيام قليلة، تعرض ذلك المتجر لصاعقة برق، فتدمر البناء واحترق بالكامل، قرر مالك ذلك المتجر أن يقاضى المعبد والمتعبدين فيه، حيث حملهم مسئولية دمار متجره الذى لم يفتح بعد.
قام بإعداد القضية والأوراق واتهم المتعبدين فى ذلك المعبد، بأنهم السبب وراء الدمار الذى حل بمتجره، وأن دعواتهم قد تسببت فى خسارته.
وفى ردهم على تلك القضية المرفوعة ضدهم، أنكر المعبد ورجاله مسئوليتهم عن الحادث أو صلة دعواتهم بما جرى، مؤكدين أنها لم تكن السبب فى دمار المتجر، وعندما مضت القضية فى طريقها داخل المحكمة، ووصلت إلى يد القاضى، وجاء موعد جلسة الاستماع والنطق بالحكم، نظر القاضى إلى المسألة وعلق قائلًا:
«لا أعرف كيف سأحكم فى هذه القضية، لكن يبدو من الورق الذى أمامى أننا لدينا مالك لمتجر خمور يؤمن بقوة الدعوات والصلوات، بينما لدينا معبد بأكمله مع متعبديه، لا يؤمنون بقوة تلك الدعوات والصلوات».
كن ثابتًا على مبادئك واجعل إيمانك مطابقًا لأفعالك ومواقفك.