هكذا حدثتنى إحدى الصديقات الليبيات حين تجاذبنا الحديث عن الوضع بليبيا، والتى أكدت لى «أن ليبيا على وشك الدخول فى حرب، وأن سيف الإسلام سيحكم، وأن ليبيا هترجع قريب وح تسمعى بالشى هذا قريبا جدا».. كانت تلك كلماتها نصا.
صديقتى محقة ليبيا على أبواب حرب فعلا، فالإعداد لهذا التدخل يجرى على قدم وساق منذ أن صرحت بهذا منذ العام تقريبا وزيرة الدفاع الإيطالية، بالإضافة لتحذيرات مدير وكالة الاستخبارات العسكرية الأمريكية من تمدد تنظيم داعش الذى هو فى الأساس صناعة أمريكية خالصة، وذريعة تتذرع بها أمريكا لإسقاط الدول، ثم شن الحرب عليها كما فعلت من قبل مع تنظيم القاعدة.
نعلم أن داعش يتمدد بليبيا وسط صمت دولى مطبق عن حجم وحقيقة الانتهاكات، وعن الدعم المادى المقدم لداعش من دول غربية وعربية أيضا، اللهم إلا من بعض تصريحات يطلقها المسئولون سواء فى أمريكا أو فرنسا أو بريطانيا، والتى تصب فى صالح التدخل العسكرى الغربى بليبيا.
ولا ندرى لماذا وإلى متى وتحت أى مسمى يتم حظر الأسلحة عن جيوش الدول لمنعها من حماية مواطنيها ضد أى اعتداءات، ثم يتحدثون عن تمدد الإرهاب بكل وقاحة؟! فى حين يبقى الإرهاب يقظا ويأتيه الدعم من كل صوب.. غربيا وعربيا للأسف.
٥٠٠٠ مقاتل من داعش يتمركزون الآن بـ«سرت» الليبية، ليبيا لا تبعد كثيرا عن إيطاليا، والسيناريو القادم عمليات إرهابية بإيطاليا، تكون بداية الشرارة لقصف ليبيا، واحتلالها غربيا تحت مسمى مكافحة الإرهاب.
ولا ندرى كيف لأفراد أن يصبحوا فجاة تنظيما يملك كل هذه القوة والإمكانات؟ وأين دور مجلس الأمن فى محاسبة الدول الداعمة له؟ فهذه الدول وحدها من تستحق العقوبات.
وفى الوقت الذى تبحث فيه وزارة الدفاع الأمريكية خيارات التدخل العسكرى بليبيا، وفى الوقت الذى لم تبق فيه إلا مصر بالدول العربية الوحيدة التى مازالت تملك بفضل الله زمام أمورها لتكافح الإرهاب على جبهتها الداخلية، وتأمين حدودها الغربية مع ليبيا، ويؤكد رئيسها ضرورة تقوية الدولة الليبية ومؤسساتها، ورفع حظر التسليح عن جيشها، ويحذر من أى تدخل أجنبى بليبيا، وفى ظل عمل السيسى لعدة لقاءات مع مسئولين بليبيا آخرها رئيس مجلس النواب الليبي.
فأنا أقول وأؤكد لصديقتى الليبية الغيورة على وطنها، إن الغرب لم يدخل دولة عربية إلا وقد تركها دمارا.
تجنبوا الحرب واسعوا لتشكيل حكومة وفاق وطنى، واسعوا شعبيا لتعزيز اتجاه الدولة.. هكذا العقل يتحدث والوقائع تحكم.
وأن تعود ليبيا وسوريا والعراق واليمن لهو أقصى أمانينا.. الدب الروسى يسعى جاهدا فى هذا الاتجاه، ومصر لم تتخل عن دورها العربى، بالرغم من كل جراح الوطن الذى يسعى جاهدا أن يتعافى من الخائنين والمتآمرين والفاسدين، أشقاؤنا الوطنيون بليبيا.. الكرة فى ملعبكم اسعوا للم شمل بلادكم، ودعم حكومة وفاق، فوحدكم قادرون على تخطى الأزمة، ومعكم من حكام العرب ممن لم تلوثهم الخيانة.. وستعود ليبيا بإذن الله.