تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق
بعد كل ما جرى، والذي سوف يجري على أرض مصر من جانب فلول الإخوان وأنصارهم لا يمكن لأي عاقل مصري أن يصدق تلك الجماعة الإرهابية المحظورة أو أي عضو مازال ينتمي إليها، ولم يخلع رداء العار الذي يرتديه باسم هذه الجماعة حتى الآن، خاصة أن أي إخواني ثبت عليه قول “,”إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف“,” ولو لم يكن كذلك ما استطاع أن يعيش داخل هذه الجماعة ويرتدي ثوبها ويرفع شعاراتها، فالصادق ليس له مكان داخل تلك الجماعة، والدليل أن المنشقين عنها هم الصادقون.
والغريب أن الجماعة مازالت تفكر بعقلية الماضي وتتوهم أن المصريين ذاكرتهم ضعيفة وسوف يتسامحون معها ويغفرون لها دون أن تدرك أن المصريين جمعيًا الآن ينتظرون لحظة الثأر والقصاص العادل من قيادات ورموز وأعضاء تلك الجماعة من القتلة والملوثة أيديهم بالدماء.
فجماعة الإخوان التي سقطت في بئر الخيانة لهذا الوطن واستعدت الخارج عليه ووفرت للإرهاب ملاذًا آمنًا في سيناء وأطلقت ميليشياتها المسلحة في شوارع وميادين مصر الآمنة منذ سقوطهم من الحكم وحتى الآن، تتصور أن الشعب المصري مجموعة من السذج يمكن الضحك عليهم بكلمات معسولة وعبارات اعتذار إنشائية لفتح صفحة جديدة من التعايش مع هذه الجماعة الإرهابية.
والأغرب أن هناك عددًا قليلًا من المصريين وممن كنا نعتبرهم رموزًا وطنية يصدقون هذه الجماعة ويسهلون لهم تلك المهمة الخادعة ويفتحون أمامهم أبواب المصالحة دون أن يعلموا أن هذه الجماعة تناور بهذه الوساطات وتسعى لكسب مزيد من الوقت لتنظيم الصفوف وتجهيز الميليشيات المسلحة لضرب الدولة المصرية وتركيع المصريين مرة أخرى أمام المرشد.
فالجماعة بدأت طريق المناورات بالاستعانة بالخارج من أمريكا وأوروبا والاستقواء بماكين وآشتون وأردوغان وتميم، وعندما انكشف أمر هذه المناورات أمام المصريين وبعد طول انتظار، وكما قال الفريق السيسي، إننا انتظرنا 48 يومًا لفض اعتصامي رابعة والنهضة وليس 48 ساعة، ووقعت الواقعة وانطلقت جحافل الجماعة كالذئاب والثعالب والشياطين تعيث في أرض مصر فسادًا و حرائق وتدميرًا وقتلًا، وتحت المواجهة الأمنية الشاملة لشل ذراعها وضرب رأسها وإسقاط رموزها.
وقررت الجماعة السير في طريق المناورات وليس الوساطات وذهبت إلى الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل لكي تعتذر له عن حرق مكتبته بدلًا من أن تعتذر عن حرق الوطن، وتصدر مشهد للرأي العام أنها جماعة سلمية وليست إرهابية وتنكرت من التصريحات التي صدرت في هذا الاجتماع وكررت مزاعمها وأراجيفها بعودة الشرعية؛ لأن المناورة سقطت وانكشفت.
وفي ظل أحداث الدمار والقتل لإفساد فرحة المصريين بالسادس من أكتوبر قررت القيام بمناورة جديدة لعلها تنجح وتخيل على المصريين ووجدت من يمد يده إليها وهو المفكر الدكتور أحمد كمال أبو المجد، ودعوته للقيام بوساطة جديدة وأن يمهد الطريق أمامها للعودة إلى حضن الأم مصر التي لفظتها للأبد، وهي مناورة لإنقاذ الجماعة ورقاب القيادات من حبل المشنقة وإنقاذ التنظيم بعد أن تم حظر نشاطه وحل جمعيته والتحفظ على أمواله وممتلكاته.
المناورة الإخوانية الجديدة تأتي وسط تحركات وترتيبات على الأرض للاستمرار في مسلسل الفوضى ووقوع المزيد من الضحايا وتحت شعار “,”خراب مصر“,”، حيث تتوهم الجماعة أنها مازالت الطرف الأقوى الذي يستطيع أن يفرض شروطه على الدولة والشعب المصري وأن ممارسات صبيان وبلطجية وفلول الإخوان علمت الشعب المصري درسًا لن ينساه.
فجماعة الإخوان تراهن من خلال هذه المناورات على حدوث أي تغير في المشهد الراهن لصالحها سواء بعودة الضغط الخارجي أو بتحرك شعبي لمناصرتها، وهو بالتأكيد رهان خاسر؛ لأن الخارج اعترف بثورة 30 يونيو وأن ما حدث لا يمكن تجاوزه أو تغييره، والداخل الشعبي ساند 30 يونيو وأصبح يكره الإخوان، بل إن ما يدور أحيانًا على الأرض من مواجهات بين الإخوان والأهالي أشبه بلعبة عسكر وحرامية في حواري وأزقة مصر، فالإخوان هم الحرامية والأهالي هم العسكر.
فالمناورات الإخوانية تحت ستار الوساطات لن تفلح مع الشعب المصري ولا سبيل أمام الجماعة إلا بالانسحاب من المشهد السياسي كله جماعة وحزبًا وتنظيمًا وأفرادًا؛ لأن الضربة القادمة من الشعب إذا استمرت الجماعة في عنادها وتحديها للإرادة الشعبية، ستكون ضربة قاضية وسيجبر الإخوان على الانصياع بل والركوع تحت أقدام الشعب المصري.
أما مَن يُصدق الإخوان حتى الآن ويساعدونهم في تنفيذ خطة المناورات وهم قلة قليلة من المصريين، فنقول لهم لا عدول ولا عودة عن ثورة 30 يونيو، وأن وساطتكم مرفوضة من الشعب لأن الوساطة تكون بين خصوم شرفاء وطنيين مخلصين للوطن ولأرضه وترابه، ويقدسون هذا الوطن ويدافعون عن استقلاله وحريته وليس بين شرفاء وأعداء، بين مصريين وخونة.
مناورة الإخوان الآن من خلال كمال أبوالمجد ستلقى نفس مصير المناورات السابقة مع ماكين وآشتون وغيرهما، فلا مجال الآن أمام مصر في هذه اللحظة الفارقة من تاريخها أن تدنس أقدام الإخوان مرة أخرى قصور الرئاسة وقاعات البرلمان ومكاتب الوزارات ودواوين المحافظات؛ لأن مصر تحررت من الاحتلال الإخواني ولن يعود، كما تحررت من قبل من الاحتلال الإنجليزي ولم يعد، فيا أيها الإخوان مناورتكم مكشوفة ولعبتكم مفضوحة وجماعتكم محظورة ومنبوذة، فالعبوا غيرها أنتم ومَن يساعدكم ولن تفلحوا.