الجمعة 03 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

ما عدنا نحتمل الصبر يا وزير الداخلية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
مرت خمس سنوات ورجال وزارة الداخلية وأسرهم يصبرون وتمتلئ بيوتهم بالحزن على شبابهم المشيعين والمصابين، ولا أعرف كيف استطاع رجال الشرطة غرس هذا الحب والتقدير لعملهم فى قلوب أسرهم، حتى أصبحوا لا يتحملون المساس بها ربما أكثر من العاملين بها والذين يتعففون عن الوقوف أمام سيل الاتهامات والإساءات التى تنال منهم ولم نعد نتحملها فقد فاض الكيل!!.. لذلك أوجه رسالة إلى وزير الداخلية: منذ ٢٥ يناير والتى قيل إنها ثورة تسببت فيها تجاوزات وزارة الداخلية «رغم أنها أقل القليل بالنسبة لمثيلتها على مستوى العالم»؛ بسبب عبث الإعلام بمشاعر المواطنين بتصدير الصور التى تسىء للضباط لتحقيق إرادتهم وأهدافهم المشبوهة وتعلمون كم الاستفزاز والإساءة التى يتعرض لها رجالكم منذ سنوات من شباب تدرب على كيفية كسر هيبة الأمن بالإساءة لهم فى مواجهتهم حتى يفقدوهم أعصابهم ليلتقطوا صور رد الفعل القانونى بتقييد حركتهم والقبض عليهم أو المنفعل أحيانا.. وتعلمون تبجح الخارجين على القانون بعد أن فتحت لهم القنوات من الإعلاميين المتشدقين بالحفاظ على حقوق الإنسان متناسين إجرامهم وتعاطيهم المخدرات التى تفقدهم الآدمية.. لذا أطالبكم يا سيادة الوزير بالتخفيف من الضغوط الملقاة على أكتاف وزارتكم وذلك بمطالبة كل وزارة بتوفير أمن خاص مرخص ومدرب بواسطتكم - كما حدث فى شركة أمن الجامعات - ويقتصر دور الشرطة فى التأمين العام الخارجى، وقد قيل إن وزارة العدل تشرع فى ذلك، وهو ما يخفف الكثير عن كاهل رجالكم ولا يعرضنا لغلق بعض المنشآت والمرافق الحيوية والخدمية - كالمستشفيات - بدعوى عدم كفاية التأمين، فليترك للوزارات تأمين مؤسساتها بإمكانياتها الذاتية وكفى الله المؤمنين شر القتال.. فلم تحصد الوزارة من التفانى إلا توجيه الاتهامات.. فمنذ ٢٨ يناير ومرارة الصبر فى حلوق المخلصين للوطن، فقد أهينت الشرطة من المجرمين الذين تعمدوا الحصول على ملابس الجنود وأغلبهم من الصعيد والريف ويعرفون الحياء، ولكن ماذا يفعلون بعد أن وقعوا فى أيدى الورد اللى فتح فى جناين مصر!!.. ليظهر معدن المخلصين من هذا الشعب الذين حافظوا على الضباط ومنحوهم من ملابسهم الخاصة ليحموهم من الجبناء المتربصين، الذين اعتمدوا أن الكثرة تغلب الشجاعة، حرقت الأقسام ومات بداخلها رجالنا وقذف بعضهم من فوق الأسطح، حرقت السيارات وسرقت الأسلحة.. وحوكم قادة الوزارة ورجالها الشرفاء بلا ذنب اقترفوه غير فناء أعمارهم فى خدمة بلادهم، ووصل الأمر إلى أن يقوم المجرمون بتفتيش الضباط أثناء مرورهم بالطريق بحجة اللجان الشعبية..ادّعوا أن رجال الشرطة انسحبوا بمؤامرة وليس استنفادًا لقدراتهم على مدار أربعة أيام مع نفاد شحن أجهزتهم اللاسلكية وأنهم مارسوا عملهم من اليوم التالى، ولكن بعد أن ارتدوا الملابس المدنية حماية لأنفسهم توجهوا إلى المديريات والمعسكرات الأمنية ليستطيعوا بحرفية نادرة، لم تحدث لأى جهاز أمنى تعرض للكسر، أن يلملموا الجنود الذين عادوا إلى بلدانهم، حاول هؤلاء الجبناء جعل الضباط قتلة فى عيون صغارهم بادعاء أنهم يقتلون المتظاهرين فى الميدان، والميدان أصبح فى أيدى القوات المسلحة - من مساء ٢٨ يناير - وقد استطاعوا بإمكانياتهم تسجيل وتصوير الجبناء على أسطح المبانى وهم يقومون بعمليات القنص والقتل.. اقتحموا جهاز أمن الدولة والذى سقطت أمى صريعة المرض شهرين حزنًا وكمدًا على استباحته وطريقة خروج أبطاله بالسلالم الخشبية من الشبابيك.. أحداث كثيرة وما زلنا نتحمل ولكن إلى متى نتحمل الإهانة من السفهاء؟.. وكيف تقبل وزارة الداخلية تداول كلمة ثورة ٢٥ يناير والتهنئة بها من رجال الشرطة.. هل تجوز التهنئة على القتل والحرق والإهانة؟!.. أى شعور لأهل الشهداء الذين سقطوا أثناء تلك الأحداث من تهنئتكم؟!.. وماذا عن شعور الزوجات اللاتى خطف أزواجهن ولا يعلمن لهم طريقًا أو مصيرًا!!.. وهل ما حدث يعتبر عيدًا بجوار عيد الشرطة الذى وقف فيه أبطالنا أمام مستعمرين؟!!.. إنهم يريدون محو تاريخ البطولات.. ليكن ما يريدون وما تريد الدولة.. فليجعلوه عيدا قوميا أو عالميا أو مقدسا ولكن ليس لنا ولا لرجالنا ولا يجب أبدًا أن نسايرهم فيما يريدونه!!.. لهم عيدهم ولنا عيدنا ولن نقبل أن يجتمعا، إن هنأهم الرئيس فهذا دوره لأنه رئيس المصريين جميعا الصالح منهم والطالح بجميع توجهاتهم وهو أعلم بمصلحة الوطن.. ولكن عليكم إعادة الهيبة إلى الشرطة لتعود للدولة ككل.. فلتفعّلوا التشريعات التى تجرم الاحتكاك برجال الشرطة.. لا أخذ ولا عطاء ولا مدح ولا ذم.. امنعوا الإعلام من الخوض فيما يخص الوزارة ورجالها، ومن تصل إليه وقائع يرسلها للوزارة التى لا ترحم مخطئًا، لا يجب الاقتراب من المؤسسات الحامية للدولة والتى تحفظ هيبتها.. كفانا مسايرة مدعى الحفاظ على حقوق الإنسان وهم لا يعرفون إلا حقوق ممارسى الإجرام!!.. لم يدافع أحدهم عن الشهداء وأهلهم أو يقدم لهم عزاء كما فعلوا مع من حرقوا ودمروا!!.. كفانا مهادنة نريد أن نراكم فى كامل قوتكم فى الحق ونستعيد احترام زيكم المقدس الذى نرى فيه حمايتنا.. فكما تعلمنا فى صغرنا هيبة السلاح الميرى وجهاز اللاسلكى والكاب وسعادتنا وفخرنا الذى لا يوصف حين يُسمح لنا بارتدائه لدقائق لنشعر بالكبرياء.. هؤلاء لا يعلمون حياتكم المضنية.. فكفاكم تدليلا لمن أهانونا.. أو لا تلومونا إذا انسحبنا بمن يخصونا!!