الإثنين 18 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

يحدث في مصر الآن

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يحدث فى مصر أنها تحولت من بلد العجائب لبلد المصائب، فعلًا هى مصائب، فعندما يتم بيع أحجار الأهرامات، ويحدث ذلك فى وضح النهار بمنتهى الحرية، ودون خوف أو ارتباك والسلطات فى مصر آخر من يعلم فنحن أمام مصيبة تشعرك أنك لا تعيش فى دولة، وهى مصيبة لا تقل فى خطورتها عن خطر الإرهاب ومحاولة سرقة سيناء، وبينما تنشغل الدولة وأجهزتها بالحرب على الإرهاب، يتم تخريبها من جهة أخرى ببيع آثارها وحضارتها بالقطعة، مقابل ثمن زهيد ٢٥٠ جنيهًا مقابل الحجر الواحد من الهرم ـ على حد اعتراف المتهمين أنفسهم ـ ولا أعرف كيف يتم ذلك ووزارة الداخلية التى بها إدارة تسمى «شرطة الآثار» مهمتها حماية المناطق الأثرية، وتأمينها بشكل كامل وتام، ويتقاضى العاملون فيها من ضباط وأفراد مرتبات ومكافآت وبدلات من أجل ذلك، لا تسيطر على أهم أثر فى مصر، وقد يكون أهم أثر فى العالم «الأهرامات»، ومن عجائب الدنيا السبع، فإن الداخلية التى تلاحق الشباب والمعارضين وتبذل قصارى جهدها فى تضييق الخناق على أصحاب الرأى، ولو حتى بمنعهم من السفر بحجج خائبة لا تقنع طفلًا صغيرًا، وهى أيضًا تحقق نجاحات وانتصارات فى صد الإرهاب عن الوطن وتضحى بأبنائها وأبنائنا فى سبيل ذلك، فهو أمر لا يستطيع أحد إنكاره على الإطلاق، تجهل ما يحدث تمامًا ولا تعرف عنه شيئًا إلا عندما تداولته مواقع التواصل الاجتماعى، على حد اعترافها فى البيان الذى أصدرته عقب القبض على الجناة الذين ارتكبوا هذه الجريمة، فقد قال البيان إنه عقب تداول مواقع التواصل الاجتماعى خبرًا عن وقائع بيع «حجارة الأهرامات»، تحرت عن الأمر وتأكدت من صحته، ونجحت فى القبض على مرتكبى الواقعة، رغم أن المناطق الأثرية من المفترض أنها تشهد تكثيفًا أمنيًا خلال هذه الفترة، بسبب استهداف الإرهابيين لها، وتهديدهم المستمر بشن هجمات عليها، ولكن طبعًا هذه الواقعة نستنتج منها أن المناطق الأثرية مهملة، وليست عليها حراسة، ولا رقابة، وتسلل الإرهابيين إليها أمر فى غاية السهولة، مع توقعات أن تشهد هذه المناطق المهمة أعمالًا إرهابية فى أى وقت. 
وعلى جانب آخر نرى مصائب أخرى فى ملف الطب، أمناء شرطة يعتدون على أطباء بمنتهى الجبروت، لإجبارهم على كتابة تقارير مزورة، لما فى ذلك من إهانة للمجتمع كله وللدولة، وحقن مرضى بدواء مجهول، مما يؤدى إلى إصابتهم بالعمى الدائم داخل مستشفى للرمد، ١٣ بنى آدم كل ذنبهم بصراحة أنهم يعيشون فى هذا البلد الذى تم تخريبه مع سبق الإصرار والترصد أكثر من ثلاثين عامًا، وأصبحت المستشفيات الحكومية مجرد خرابات تمرض وتميت المصريين وتعميهم، فيحدث أن نسمع عن حالات تسمم جماعى، إغماء جماعى، فشل كلوى وفيروس «سى» ولكنها المرة الأولى التى نسمع فيها عن «عمى جماعى»، بصراحة جديدة! 
واليوم التالى «للعمى الجماعى» نفاجأ بخبر وفاة سيدة فى كفر الدوار بعد إعطائها حقنة خطأ فى الرقبة، وطبعًا جرائم كثيرة تحدث بسبب الإهمال الطبى وقليل منها يتم كشفه. 
أما مأساة «الطالب الإيطالى» الذى وجد مقتولًا فى الصحراء، بعد اختفائه عدة أيام، وتقرير الطب الشرعى يقول إنه مات نتيجة للتعذيب، وما تحمله هذه الجريمة من غموض شديد وما يترتب عليها من أزمة دبلوماسية نحن فى غنى عنها مع دولة صديقة، غير السياحة التى تتأثر بالسلب طبعًا جراء هذا النوع من الجرائم، خاصة أن صحف العالم أجمع تتناولها منذ حدوثها وحتى الآن، فإن ذلك يوحى بأن مصر لا أمن فيها ولا أمان يخطف فيها الضيوف، ويقتلون ويلقى بجثثهم مشوهة فى الصحراء، غير أن مصر أساسًا سمعتها سيئة فى مسألة التعذيب تحديدًا على مستوى المنظمات الحقوقية العالمية. 
مما دعا صحيفة إيطالية بأن تتهم وزارة الداخلية بشكل مباشر وصريح بأنها وراء ما حدث للطالب الإيطالى. 
هذا ملخص أسبوع واحد فى مصر، وقد لا يكون شاملًا وجامعًا كل ما حدث خلال هذا الأسبوع، لأن حوادث الطرق مثلًا التى تحدث يوميًا لا تقل خطورة عما سبق، وقد تكون مصائب حدثت فى ملفات أخرى مثل التعليم وخلافه فى نفس الأسبوع، ولكن ما ذكرته هو أشهر المصائب، والتى طفت على السطح وشغلت الرأى العام، غير أخبار الشهداء الذين يتساقطون يوميًا فى سيناء من العسكريين والمدنيين دفاعًا عن الأرض والعرض والشرف. 
وبناء عليه نحن نعيش فى «كابوس» يجعلنا لا نشعر بأى إيجابيات تحدث، ففى نفس الأسبوع صرحت «فرنسا» بأن «مصر» سوف تتسلم حاملتى الطائرات «ميسترال» فى شهرى يونيو وسبتمبر القادمين، وهو خبر مهم ومفرح طبعًا ويدعو للأمل والتفاؤل، ونعترف أنه على الصعيد الخارجى نحقق نجاحات تذكر بفخر، ولكن طالما الصعيد الداخلى «خربان» فكيف يشعر المواطن بذلك، لأنه فى الآخر لا يشعر بفائدة تقع عليه بشكل مباشر تحسن أوضاعه المنهارة، مثل انخفاض الأسعار أو حتى ثباتها وهى التى ترتفع بشكل جنونى وسريع، أو تحسين منظومة الصحة والتعليم والطرق مع الحد من الأزمات المرورية التى يهدر فيها المصريون الكثير من الوقت والجهد والطاقة، أو انخفاض البطالة، ولكن للأسف الأوضاع تزداد سوءًا فلا يشعر المصريون بأى إنجازات على الأصعدة الأخرى.