أتتجرؤون على مصر ورئيسها وجيشها، بتلك الصورة السافرة المنحطَّة، «صحيح البجاحة لها ناسها»، أتحرقون دُمية على هيئة رئيس مصر «يا بتوع سماح»؟ لم تتجرؤوا يومًا على إسرائيل، ولم تحرقوا دُمية على هيئة رئيسها، لم تصيبوا منهم أحدا، وكل انتهاكاتكم وجهاد نكاحكم ضد إخوتكم الفلسطينيين أو ضد مصر، هل تحرير القدس يكون بحرق صور الرئيس المصرى ودمية على هيئته، وسب ولعن مصر والدعاء عليها؟ أنتم صنيعة المخابرات الإسرائيلية، لتتصدوا لحركة فتح بقيادة ياسر عرفات، هل تناسيتم الصاروخ الموجَّه الذى اغتال الشيخ أحمد ياسين وهو قعيد على كرسيه المتحرك، فمن الذى وضع الإشارة على كرسيه فانفجر والسم الذى تم دسه لعرفات، كى تموت القضية؟ تتطاولون على مصر التى دائما وأبدا تقف بجانبكم، وتتحدثون عن بطولاتكم وأنكم أصحاب قضية ومقاومة، إنها العاهرة تتحدث عن الشرف «وإن كنت ناسى أفكرك»، لم ولن ننسى القضية أبدا ونعترف بدولة فلسطين، ونطالب فى كل المحافل الدولية بالاعتراف بها وتحريرها، فلسطين الألم الذى يكمُن فى القلب والشوكة التى فى رقبتنا، والتى هانت حتى على أبنائها، إلا من رحم ربي، إنها الفخ الذى يستميت أعداؤنا أن نقع فيه، الورقة الشائكة التى يخرجونها كلما أرادوا استدراجنا للشَرَك، مصر لم ولن تتخلى عن موقفها مع أشقائها ولكن حقها المطلق مكفول لها أيضا أن تحمى نفسها وتؤمن شعبها وأى خطر تستشعره أو أى عدو يستبيحها تتحول إلى «الغولة اللى عينها حمرا»، ولن ترحم أحدًا، مصر دولة حرة ذات سيادة على أراضيها وحدودها، جوًا وبحرًا وبرًا ولها جميع الصلاحيات ومطلق الحرية فى تأمين وحماية تلك الأراضى، وليذهب الجميع إلى الجحيم، ولا يزايد عليها أحد، فالطرق المشروعة لدخولها أو الخروج منها، معلومة للكل وما دون ذلك يكون أي معتدٍ إرهابي، عدوًا، ويتم التعامل الفورى معه.
لم يأت رئيس مصرى تنازل عن القضية أو تسامح مع الأعداء، فى الموافقة على التفريط فيها، وللعلم أيها الأنجاس «يا بتوع سماح»، لولا مصر لضاعت القضية وتشتت الفلسطينيون فى الأرض، والوحيد الذى لم يعترف بها كان «مورسيكا» وعشيرته الذى تحاربوننا من أجل عودته، والذى أقر بدولة إسرائيل، وأن رئيسها الصديق العزيز والخِلْ الوفى بل وتمنى لها الرغد والسعادة والتقدم «والحب الحب، الشوق الشوق، بولوبيف بولوبيف»، ولأنكم الجناح العسكرى القذر للإخوان، وتخدمون مصالح إسرائيل وأمريكا فى المنطقة، فبالأمر المباشر قد ضمن مرسى أمن إسرائيل، وأصدر أوامره لـ«سماح» بحماية إسرائيل، والامتناع عن إطلاق طلقة واحدة عليها، أما نحن أبدًا، فلم نقبل ولم نتخاذل عن القضية، ونرفض وبحزم أن يزايد علينا أحد، مصر تعرف واجبها العربى والقومى تجاه فلسطين، وحاربت ودفعت الثمن غاليًا منذ ١٩٤٨، ولأن التاريخ يعيد نفسه وهو ما يحدث الآن من جحود ونكران لدور مصر، وحدث فى السابق، فعندما سألوا السادات أثناء الاحتفال بنصر أكتوبر ماذا فعلت لغزة؟ أجاب: وماذا فعل الفلسطينيون لغزة؟ لقد طلبت من ياسر عرفات قوة رمزية من ٤٠ فلسطينيًا تشارك فى حرب أكتوبر حتى يقفوا معنا أمام إسرائيل، ويطالبوا بأرضهم وأخبرته أننا سنقول إن فلسطين كانت تحارب معنا، ولكنه رفض ولم يرسل تلك القوة، ورغم ذلك مصر ظلت تساندهم وطالب السادات بحقوقهم فى مؤتمر جنيف، رغم رفضهم الحضور للتحدث باسم فلسطين وفى كامب ديفيد امتنعوا، ورغم مقاطعتهم لمصر وهجومهم المستمر بشتى الصور من شتائم وتخوين على محطة الراديو الخاصة بهم، والذى أهدته لهم مصر أيضا، واعتداءاتهم على سفاراتنا فى الخارج، إلا أننا لم نلتفت وواصلنا المطالبة بحقوقهم، واستطاع السادات أن يجعل مناحيم بيجن يعترف بإقامة دولة فلسطين، وبالحكم الذاتى وتم توثيق ذلك فى معاهدة دولية صدَّقت عليها الدول العظمى، أجل فعلنا الكثير ومازلنا، فلا يزايد أحد علينا ومن يقول أين نخوة الجيش المصرى؟ أرد عليه أين نخوتك أنت وأعوانك نساؤكم يغْتَصَبن وأولادكم يقتلون وأنت تجاهد فى فنادق السبع نجوم وأولادك وعشيرتك يعيشون خارج فلسطين عيشة الملوك والأمراء، والشعب هو الذى يدفع الثمن؟ تتاجرون ببلدكم وتجمعون التبرعات على دماء شعبكم، لتنعموا بالقصور وتتضخم أرصدتكم فى بنوك سويسرا، وتضعون أيديكم فى أيدى إسرائيل وأمريكا وتركيا للقضاء نهائيا على فلسطين وقضيتها، وتنفذون الخطة الصهيوأمريكية فى المنطقة، ثم تتجرأون على جيشنا «قُطِعَت ألسنتكم النجسة»، وتعترف هيلارى كلينتون عليكم فى مذكراتها: كنا على وشك إعلان الخلافة الإسلامية فى سيناء، وتهجير الفلسطينيين ترضية للإخوان فى مقابل التنازل عن حلايب وشلاتين، ففوجئنا فى ٣٠ يونيو بالتفاف الشعب المصرى حول السيسى، فأرسلنا بوارج لاستطلاع الأمر، لكننا فوجئنا للمرة الثانية، بطائرات ميج روسية حديثة تظهر فى السماء فآثرنا الرجوع، وعندما ترسل مصر ٥٠٠ طن معونات لغزة وأدوية و«بطاطين»، رغم ما تمر به من احتياج واضطراب فى الحالة الاقتصادية ويكون الرد ٢٠ صاروخًا بقواعدها يتم إحباط تهريبها عبر الأنفاق لداخل مصر، والسلاح الذى تم ضبطه مع العناصر التكفيرية فى سيناء، هو ذات السلاح الذى تستخدمه «سماح» وعندما ترصد المخابرات الحربية المصرية مخططًا حمساويًا، وتقوم بإبلاغ الجيش المصرى الذى قام بإحباطه، وألقى القبض على ١٥٠ حمساويًا متسللًا عبر الأنفاق من رفح الفلسطينية إلى رفح المصرية، عن طريق نفق بمنزل يملكه شخص يدعى محمود عبدالعزيز ٣٠ عامًا قطرى الجنسية، وتم القبض عليهم جميعا داخل المنزل وخرائط ومخططات لضرب إسرائيل من سيناء لتوريط مصر.
وحركة حماس وكتائب بيت المقدس لم تدخر جهدًا، فقد قامت بالمقاومة ضد العدو الغاشم، وأطلقت صواريخها على الأبرياء فى العريش، وعلى الشريط الحدودى، برفح وقتلت وأصابت أبناء مصر الذين ينتحبون عليهم وعلى ما يحدث لغزة، ولم تصب إسرائيليًا واحدًا عندهم، وخرجت التقارير الإسرائيلية لتعلن أن وزير الدفاع الإسرائيلى وقت الهجوم كان فى مرمى نيران حماس، ولم يقتلوه فلماذا فى اعتقادكم لم يقتلوه؟ هل ما زلتم عُميًا صُمًا خارج نطاق الخدمة؟ إذن لدى ما أقوله.
أولًا: أدعو الله أن يحمى فلسطين من أهلها أولًا، ومن الذى يغدر بها، فالشعوب تدفع ثمن أطماع الحكام، وأدعو الله أن يحمى فلسطين من إسرائيل العدو اللعين، والذى سوف يظل عدونا ما دمنا أحياء.
ثانيًا: أدعو الله أن يحمى جيشنا العظيم ويحفظه، ليحفظ أمننا وأمن مصرنا الغالية.
ثالثًا: أيها المزايدون والصائدون فى الماء العكر والمغرضون والمدفوعون والممولُون والمولولون والجاهلون اخرسوا نهائيًا أو اذهبوا للجحيم، كلامى واضح كالشمس، القضية الفلسطينية ليست حركة «سماح» الملعونة، ولن يمر أحد عبر الأنفاق، أبناؤنا من الجيش والشرطة، يُقْتَلون يوميًا غدرًا وأعتقد أن خراب فتح السجون وحرق الأقسام دفعنا ثمنه غاليًا.
وأخيرًا.. احرقوا العلم، تطاولوا على مصر سبُّوها والعنوها وخوضوا مع الخائضين «مصر وجعاكم قوى وهتفضل» أنتم أحقر من أن ننظر إليكم، فتجاهل الحقير الواطى الخائن أفضل علاج.