ميلو دجوكانوفيتيش، رئيس وزراء جمهورية الجبل الأسود، التي كانت حتى وقت قريب، ضمن الفيدرالية اليوغوسلافية قبل سقوطها، وبعدها مع فيدرالية صربيا. ولود في مدينة نيكوشيتش، من عائلة متوسطة، لأب قاض وأم ممرضة، أنهي تعليمه بكلية الاقتصاد في جامعة "تيتو"، تخصص في مجال السياحة.
وقبل 25 عامًا سميت المدينة تيتو جراد، أي مدينة تيتو، بهذا الاسم نسبة إلى الرئيس اليوغوسلافي جوزيف بوريس تيتو، رئيس الفيدرالية اليوغوسلافية الاشتراكية حتى عام 1980، وهي الآن تسمي بودجوريتسا، عاصمة جمهورية الجبل الأسود.
في عيد ميلاده التاسع والعشرين، أي في 15 فبراير 1991، أصبح ميلو دجوكانوفيتيش، أول رئيس وزراء لجمهورية الجبل الأسود، بعد انفصالها عن الفيدرالية، ولاحقًا مع الفيدرالية الصربية.
تولى "ميلو" منصب رئيس الوزراء، منذ 25 عامًا، وله ولاية خلال ذلك التوقيت، كرئيس للجمهورية.
ولكن كما يقال ليس من الممكن في دهاليز السياسة التمكن من الحفاظ على السلطة، دون أن معرفة اتجاه الريح!، فقبل أسبوع مضى، استطاع "ميلو" بحنكة، أن يفوز في معركة مع المعارضة البرلمانية كانت تود الإطاحة بسلطته في اقتراع لسحب الثقة عن الحكومة، لكنه تمكن بعدها من امتصاص غضب المعارضة، ودعا أحزاب المعارضة المناوئة له للاشتراك في تشكيل حكومة جديدة، إذ تنازل عن 6 مقاعد وزارية، وكذلك منصب لنائب رئيس وزراء.
الغريب في الأمر أن المعارضة المستأنسة وافقت بالانضمام لحكومته وللنظام الحاكم، ويعتبر سياسيون تلك الخطوة منه للألقاط أنفاس حتى نهاية العام الجاري، وهو موعد إجراء الانتخابات البرلمانية الدورية، لكن التقارير تؤكد أنه منذ عام 1990 وحتى الآن لايزال الحزب الديمقراطي للاشتراكيين الذي يترأسه جوكانوفيتيش -وريث الحزب الشيوعي- ماكينة لجذب أصوات الناخبين.
وبسبب انخراط صفوف الحزب الشيوعي، ممن اسموه بالجيل الجديد الشاب الذكي "ميلو" في الحزب الديمقراطي الساند عام 1991، التدخل العسكري ليوغوسلافيا في كرواتيا، بقناعة كما يقول كشيوعي.
ففي عام 1996-1997 ساند اليمين في احتجاجاته ضد سلوبدان ميلوشوفيتيش، في دعمه الغرب وواشنطن في تزوير الانتخابات، بعدها بعام رشح نفسه لانتخابات الرئاسة في الجبل الأسود ضد معلمه السياسي الشيوعي في الجامعة "مومير بلاتوفيتيش"، رئيس الجبل 1980-1998 وفاز بجولة انتخابات الرئاسة.
ولكن شهد العام التالي مدى قدرته الحسية على اتجاه الريح، والتي بدأت معها ضربات حلف الناتو ضد صربيا، بأن الحرب ليس حرب الجبل الأسود، بل فتح حدود الجمهورية "لثوار كوسوفو" الألبان المعارضين لصربيا، ومن ثم حصل على دعم الغرب الأوروبي وواشنطن لسلطته.
دجوكانوفيتيش، أصر وبعناد "بدعم أمريكي" على استقلال الجبل الأسود في الاستقلال عن الفيدرالية مع صربيا- التي أيدها الغرب الأوروبي في بقائها مع صربيا بوحده وحتى بممارسة ضغوط لعدم إجراء استفتاء على الاستقلالية.
يتبقى أن ننوه بأن بروكسيل في ظل الضغط الأمريكي، أصرت على شرط أن يكون نتيجة الاستقلال 55% لكن دجوكانوفيتيش وبالمساعدة نجح في 21 مايو 2006 من أن يجتاز نسبه 55. 5%، أي بفارق 200 ألف صوت عما اشترطته بروكسيل ؟؟!!.
وليست آخر محطة في رياحه، إذ اعترف عام 2008- كخطوه بالطبع ليست الأخيرة- بجمهورية كوسوفو ولكن المكافأة لم تطل كثيرًا، إذ حلف الناتو مؤخرًا الجبل الأسود للانضمام لعضويته.