الإثنين 25 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

شهامة "الجمالية".. ونبل "العسكرية المصرية"

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

وقف الرئيس ملتحفًا ببراعم أبطالنا الشهداء، وبشابات حولهن الإرهاب إلى أرامل يرتدين السواد!!.. حمل بين يديه الرضع الذين لم تكتحل عيون آبائهم برؤيتهم وعيناه تتصارعان لتقيد الدموع.. أبكانا الرئيس وارتجفت أجسادنا ومشاعرنا من حنوه وإنسانيته، لأجلس وأفكر من هو هذا الرجل؟!.. ولماذا أصبح هكذا؟!.. كيف استطاع أن يؤثرنا ويمتلك قلوبنا بكامل رضانا؟!.. لأجده ابن حي حفيد رسول الله - سيدنا الحسين - هذا «الحي».. حي بنور الإيمان وذكر الرحمن وتلاوة القرآن.. ابن شوارع وحوارى الجمالية الصاخبة العامرة بالرحمة والتراحم، الممتلئة بعبق التاريخ وحيوية الحاضر واحترام العادات والتقاليد، هو ابن لفنان صاحب بازار بخان الخليلي، فتعلم منذ الصغر معنى العمل والإتقان والصبر ليحصل على أفضل النتائج.. يعلم معنى فتح الدكاكين وتعطيرها بالخير والبركة من حاملي البخور، يحترم الجيران من أصحاب المهن الأخرى ويتعاون معهم، هو ابن سيدة مصرية قريبة من الله، تحيا من أجل أبنائها وهم كل الحياة ومتعها.. لم تنشغل عنهم بالعمل أو الترفيه في النوادي، بل أم بالمعنى القديم للأمومة، تحكى الحكايات لتنمى الفكر وتغرس جذور الإيمان، تنصت إلى أبنائها مهما طال الحديث أو تفرع إلى توافه الأمور، تملأ آذانهم بدعائها في كل حين وقت إيقاظهم في البكور ومع عودتهم من المدرسة، فرحت وانهالت دعواتها لرغبة ضناها الالتحاق بالكلية الحربية، ثم بكت من اللهفة والانتظار وهو في فترة المستجدين، وارتجف جسدها وارتعشت يداها وهو بين أحضانها يوم تخرجه، هو ابن بار بها متعلق بعبير أنفاسها، لذا لم يتركها، وتفرد بخدمتها حتى بعد أن أصبح زعيمًا للبلاد، ظل يرتوى بحنانها ويسقيها عطفه وبره حتى سلمها وديعة آمنة بين يدى الله، وهو أيضًا الشاب المهذب الذى يحترم أهله، فقبل وصوله إلى تمام الرجولة أحب ابنة خالته، حبًا ممزوجًا بالاحترام والألفة ومشاعر اللهفة النقية، وعدها بالخطبة حال فوزه بالالتحاق بالكلية الحربية، لأنه يعلم تقدير أسرته وعائلته لما سيناله من تميز واحترام بين أقرانه، نجح ووفى بالوعد لتصبح الحبيبة هي الزوجة وأم الأبناء والصديقة الصدوق التي تناقشه وتلهمه كخالتها إلى ما يريح قلبها ويكون الصواب، هو أب لثلاثة رجال عاش دراستهم وشقاوتهم وطموحاتهم وأورثهم خلقه الرفيع و وطنيته الفذة، وهو أيضًا أب لابنة حبيبة أبيها وشبيهة أمها، تحمل نفس صفاتها من عقل راجح إلى احتشام واحترام للأسرة مهما ارتفع شأن أبيها.. عرف من خلالها مشاكلنا واحتياجاتنا، لذا نجده محبًا للمرأة لأنها مؤثرة في حياته كأم وزوجة وابنة، ومقدر لدورها وأهميتها في بناء الأسرة السليمة ليقوى ويعلو الوطن، هو أيضًا جد لصغار في عمر من غمرهم بحبه وحنانه من أولاد الشهداء، هو الضابط الذى تعلم في مصنع الرجال التعامل باحترام وتنفيذ المهام والرضا بما يرضى الضمير، وهو الذى ذهب للولايات المتحدة ليستزيد من العلم ويتحصن من أساليبهم في التآمر والاستحواذ، ليجعل أمته تأمن شرورهم، هو القائد الذى لا يفرق قلبه بين الجندي والضابط إلا بالعمل والانضباط، هو رئيس المخابرات الحربية في مرحلة هي الأصعب في تاريخ أمتنا، وهو وزير الدفاع الذى كلف في ظروف غاية في الخطورة، عقب الإعلان الدستوري -غير المسبوق- لرئيس الإخوان، وإقالة قائده ومعلمه المشير طنطاوي بخداع من الأبالسة لصناعة فتنة لشق صف قواتنا المسلحة ليجد نفسه في مأزق، وهو المخلص الذى لا يعرف التآمر والخيانة، فيعرض على المشير طنطاوي رفض التكليف فيثنيه عن ذلك ويعينه على قبول التكليف، ليصبح المنقذ وحائط الصد أمام خونة الأمة وطموحاتهم الجهولة!!.. فقد هل علينا وسمعنا صوته لأول مرة في حفل جامعة المستقبل وهو يقسم-عافاه الله وجيشنا الأبي- «تتقطع أيدينا لو تتمد على الشعب».. ونزلت كلماته كماء المحاياة لشعب أضناه المسير في الشمس الحارقة، لتبكي الحضور رجالًا ونساءً، بكاء ممزوج بالفرحة وخوف متشبث بالأمل والرجاء فأمسكنا بثيابه كأطفال شاردين عثروا على أبيهم، امتدت الأيادي للإمساك برداء البطل رداء الكرامة والبطولة بعد أن رأينا أردية الخداع والنفاق والخيانة والمجون بسطوة السلطة، ليصبح رئيس الجمهورية الذى تقلد الحكم برغبة شعبية ليستعيد الدولة المسلوبة، لا يفرق بين أبناء شعبه بسبب عقيدة أو دين بل سن سُنة - مأجور عليها - بمشاركة أهلنا في عيدهم داخل الكاتدرائية ليتحول عيدهم إلى عيدنا جميعا بسعادتنا بخطواته التي لا تخشي المتطرفين الذين يُحرَمون حتى معايداتهم، مغيبون يعيشون بيننا لا يعلمون إلا الأنانية وحب الذات ولا يدركون معنى الوطن !!.. يعرف الرجل ما نحتاجه بلا مطالبة لأنه يعرف حياة الأحياء الشعبية الفقيرة، حيث اقترب من الفقراء والمساكين وحتى مجاذيب الحسين ومتسوليه، ويعرف أيضًا الأحياء الراقية وعاش بها واقترب من علية القوم والملوك والرؤساء، لكل ذلك هو الرئيس الذى أحببناه وحملناه مسئوليتنا.. لم يحلم بالقيادة والزعامة لذا أتت إليه طائعة، ليكون البطل القومي الذى يصارع من أجل وطنه الأمواج العاتية لنصل إلى بر الأمان.