الأحد 22 سبتمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

أعيْت مَنْ يداويها

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
مرة أخرى يفشل الإخوان فى تعبئة «جماهيرهم» التى يدعون أنها «مليونية»، وحشد تلك «الملايين» فى الميادين والشوارع لإعادة الساعة إلى الوراء وإخراج مرسى وإخوانه من غياهب السجون إلى كرسى «عرش» مصر الذى فقدوه بسبب ما فعلوه من نصب واحتيال على الشعب بدءا بطرحهم مشروع النهضة الوهمى الذى خاضوا به الانتخابات الرئاسية ومرورا بأداء «رئيسهم» السيئ وغير المسبوق، فى قيادة البلاد لدرجة جرها إلى الهاوية بمحاولة أخونة الدولة وانتهاء باكتشاف خيانتهم العظمى للأمانة التى تسلموها من المجلس العسكرى السابق بمحاولة بيع ثلثى سيناء لتوطين الفلسطينيين فيها مقابل ٨ مليارات دولار دفعها الرئيس الأمريكى أوباما لتصفية القضية الفلسطينية إلى الأبد وتخليص الدولة الصهيونية من عبء احتلالها لأرض فلسطين بل وإطلاق يدها فى الأرض الخراب التى ستكون عليها المنطقة «من النيل إلى الفرات»، لكن الجيش المصرى ومؤسساته تنبه لهذه المؤامرة وكان ما كان من إسقاط مدوٍ لحكم الجماعة المريضة بشره الاستيلاء على السلطة، وإبطال مفعولها الزمنى وإخراجها من معدلات التآمر التى وضعت خيوطها فى مقر المخابرات المركزية الأمريكية المعروفة اختصارا بـ «سى آى إيه» بمقاطعة لانجلى فى ولاية فرجينيا الأمريكية والتى كانت تعامل محمد مرسى العياط كأحد منسوبيها وعملائها منذ كان موجودا على الأراضى الأمريكية ويدرس فى جامعة كاليفورنيا الجنوبية منذ عام ١٩٨٢ وكان خط الاتصال المباشر بين مكتب الإرشاد الذى يعد القيادة «العليا» للإخوان والمخابرات الأمريكية حتى تفتق ذهن المحافظين الجدد عن نظرية «الفوضى الخلاقة» التى صارت مفهوما سياسيا فضفاضا أخذنا نلوكه دون وعى باعتبار استحالة تنفيذه، فيما كانت الجهود المخابراتية تصارع الوقت لتنفيذه والذى بدأ بغزو العراق واحتلاله ثم فى مرحلة لاحقة تمزيقه، وتدمير سوريا بشكل ممنهج تمهيدا لتحويله إلى عدة دول ثم العصف بمصر وتمزيقها أيضا لخمس دول وكان الإخوان هم الأداة فى الحالتين السورية والمصرية، حيث كانوا رأس الحربة الأمريكية بامتياز.
لكن الفشل «المفاجئ» أربك جميع الحسابات، وتحولت الجماعة إلى ممارسة الإرهاب الأسود ضد مصر بعد فض اعتصامى رابعة والنهضة ومحاولة مواجهة القوات المسلحة المصرية بجيش «المجاهدين» الذى كونه الإخوان فى سيناء وكان سببا فى كشف مؤامرتهم الكبرى بعد الزيارة الغبية لموسكو من محمد مرسى، حيث كان يريد شراء أسلحة هجومية ودفاعية لهذا الجيش، واعتمد الإخوان بعد ضياع الكرسى الرئاسى على الاشتباك المباشر مع الدولة ثم مع الشعب كله، وشيئا فشيئا فقدوا «الحاضن» الشعبى الذى كانوا يأوون إليه دائما والوهم الذى صدروه للناس من أنهم جماعة دعوية «بتاعة ربنا» وكان ضياعهم الشعبى أهم محطة فى طريق سقوطهم الكامل من المشهد، ومع ذلك فإنهم فى كل مناسبة وطنية يدعون الشعب الذى «خلعهم» فى ٣٠ يونيو ٢٠١٣ إلى الثورة على نظام دولة السيسى مرة بداعى الصعوبات الاقتصادية وأخرى بداعى الظلم الاجتماعى، ويدعون لذلك عن طريق الأبواق الإعلامية الخارجية فى قطر وتركيا وبعض العواصم الأوروبية، ويردد صداهم الإعلام المصرى الداخلى بغباء منقطع النظير من باب خوفهم على استقرار الدولة وما إلى ذلك من مبررات واهية، ولا يعرف ذلك الإعلام الغبى بكل رموزه أنه يحرض على هدم الدولة وتلبية دعوة الإخوان دون أن يدرى.
ومع ذلك، ورغم عشرات الأمثلة للفشل الذى وقع فيه الإخوان داخليا وخارجيا إلا أنهم يكررون غباءهم فى كل مناسبة ناسين أو متناسين أن كل يوم يمر يسجل بعدا جديدا للجماعة عن الواقع وأن «رئيسهم» مرسى تحول إلى بطة عرجاء وراء القضبان وأنه «تكرش حتى عاد بلا رقبة» على رأى شاعرنا الكبير مظفر النواب، بل وأنه مشكوك فى قواه العقلية الآن حيث انفصل كليا عن الواقع وأن الصورة الوحيدة التى تحتفظ بها ذاكرته هى «للسماط» الممدود له ولمشايخ الطريقة الإخوانية وعليها ما لذ وطاب من اللحوم والطيور والأسماك والجمبرى فى الصالات الداخلية لقصر الاتحادية قبل أن يُحمل منه «من الدار للنار».
وكان يوم ٢٥ يناير الماضى آخر حلقة فى مسلسل الفشل الإخوانى وإن كنا نراهن على أنه لن يكون الأخير، طالما استمر التنظيم الدولى الذى يجمع الملايين من الدولة اللقيطة قطر والدولة البغى تركيا، فى وهمه ووهم استعادة السلطة الضائعة وعدم الاعتراف بالواقع المتغير على الأرض، وطالما استمر إخوان الداخل فى رسائلهم المشجعة التى ينتظرون من ورائها شيئا من الأموال الحرام ليفرقوا بعض فتاتها على بعض القرى والحارات المزنوقة ليبدأوا مسيرة جانبية بائسة لا تستمر فى أحسن الأحوال لدقائق معدودات ليسجلوا حضورهم على كاميرات الموبايلات ويثبتوا أنهم صرفوا على «الحشود» انتظارا لمناسبة أخرى يصلهم فيها دعم مالى جديد فى السبوبة المفتوحة، وطالما استمر حمق الممولين.
وصدق الشاعر العبقرى أبو الطيب المتنبى حين وصف مثل هذه الفئة الضالة من الحمقى بقوله:
لكل داءٍ دواءٌ يُستطبُ به 
إلا الحماقة، أعيت من يداويها..!!!