الجمعة 20 سبتمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة سبورت

رحلة صعود البلاك ستارز من ساحل الذهب إلى القمة


منتخب غانا
منتخب غانا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
في 28 مايو عام 1950، خاض منتخب مغمور اسمه ساحل الذهب، أول مباراة دولية في تاريخه، حين التقي نيجريا وديًا في مدينة أكرا، وفاز عليها بهدف.. كأن هذا اللقاء مجرد إرهاص لميلاد أحد عمالقة الكرة الإفريقية، رغم أن أحدا لم يكن يتوقع أن هذا الفريق الوليد يستطيع أن يصل إلى ما هو عليه الآن، سواء قاريًا أو عالميًا، وبعد 7 سنوات من هذا التاريخ، تحوَل اسم المنتخب من “,”ساحل الذهب“,” إلى غانا، ذلك المنتخب الشرس، صاحب الإنجازات التاريخية، والذي قدم لكرة القدم الإفريقية والعالمية العديد من الأسماء اللامعة، فضلا عن أن اتحاد كرة القدم الغاني هو الأقدم في تاريخ إفريقيا، فقد تأسس عام 1920 تحت اسم “,”اتحاد ساحل الذهب لكرة القدم“,”، قبل عامٍ واحد من تأسيس الاتحاد المصري لكرة القدم، برئاسة جعفر والي باشا.
في عام 1957، بعد الاستقلال وانتهاء الاحتلال البريطاني تحول اسم الاتحاد إلى الاتحاد الغاني لكرة القدم، وفي العام التالي انضم للفيفا والكاف .
علي مدار تاريخه حقق المنتخب الغاني عديداً من الإنجازات، حيث فاز بكأس الأمم الأفريقية 4 مرات أعوام 1963 و1965 و1978 و1982، وتوج بالميدالية البرونزية لدورة الألعاب الأولمبية عام 1992، كأول منتخب إفريقي يحقق هذا الإنجاز، كما تأهل لكأس العالم في النسختين الماضيتين.. ووصل للمربع الذهبي في جنوب أفريقيا .

البداية أمام ريال مدريد

حين كان المنتخب الغاني يخطو أولى خطواته في عالم كرة القدم، كان على موعد مع مباراة تاريخية في 19 أغسطس 1962، حيث التقي ريال مدريد الإسباني علي ملعب أكرا، وكان الريال وقتها هو بطل إسبانيا، وبطلاً سابقاً لأوروبا، وبطل “,”الانتركونتننتال“,” وانتهت المباراة بالتعادل الإيجابي بثلاثة أهداف، وكان يقود المنتخب وقتها تشارليز كومي جيامفي، المدير الفني التاريخي للمنتخب، الذي قاده للفوز بكأس أمم إفريقيا 3 مرات، ولم يعادل هذا الإنجاز سوى المعلم حسن شحاتة، المدير الفني السابق للمنتخب الوطني .

وبعد البداية الودية القوية لجيامفي قاد الرجل المنتخب للفوز بأول بطولة لكأس الأمم في تاريخها عام 1963، والتي أقيمت بغانا قبل أن يحتفظ باللقب في النسخة التالية 1965، والتي استضافتها تونس، وبعد انتهاء البطولة الثانية وتحديدا في 21 ديسمبر من العام نفسه حققت البلاك ستارز الفوز الأكبر في تاريخها علي حساب مضيفتها كينيا بنيروبي، بعد أن انتصرت عليها 13 / 0.
وواصلت غانا تألقها بالبطولة القارية وتأهلت لنهائي البطولة عامي 1968 و 1970، غير أنها خسرت في الأولى أمام الكونغو الديمقراطية - وكان اسمها زائير في ذلك الوقت - أما في البطولة الثانية فقد فاز بها السودان بالخرطوم بعد تغلبها علي غانا في النهائي بهدف، ولكن هذا لم يمنع المتابعون من إطلاق اسم (برازيل أفريقيا) علي غانا التي اشتهرت بأدائها الساحر

مصر تلقن الدرس لـ“,”غانا“,”

وفي هذه الفترة كانت غانا علي موعد مع أول ظهور دولي لها علي المستوي العالمي، حين تأهلت لدورة الألعاب الأوليمبية عام 1964 التي أقيمت باليابان، وصعدت لدور الثمانية، ولكن المنتخب المصري، لقنها درساً كروياً خاصاً، وفاز عليها بخمسة أهداف مقابل هدفٍ وحيد، رغم أن غانا هي التي تقدمت بهدف ويلبرفورس مفوم، في الدقيقة 37، وتعادل للفراعنة محمد بدوي بالدقيقة 42، وفي الشوط الثاني أضاف بدوي الهدف الثاني بالدقيقة 61 وبعد 4 دقائق سجل إبراهيم رياض الهدف الثالث، قبل أن يختتم رفعت الفناجيلي الخماسية المصرية بهدفين في الدقيقتين 79 و85 .
شهدت سبعينيات القرن الماضي فشل المنتخب الغاني في التأهل لكأس الأمم الإفريقية 3 مرات قبل أن تستضيف البطولة عام 1978، وتستعيد اللقب الغائب منذ 13 عاماً، وبعد 4 سنوات حققت غانا اللقب الرابع في تاريخها القاري بالكان، لتحقق رقما قياسيا لم يستطع أي منتخب معادلته إلا الفراعنة، حين توجت ببطولتي 1986 و 1998 قبل أن يكسر المنتخب هذا الرقم بالتتويج بالبطولات الثلاث الأشهر 2006 و 2008 و2010 لتجلس منفردة علي العرش الإفريقي بسبع بطولات .
وعلي الصعيد الأوليمبي شاركت غانا للمرة الثانية في الأولمبياد عامي 1968 و 1972 في المكسيك وألمانيا علي الترتيب، لكنها لم تتخط الدور الأول في النسختين، وفي عام 1976 انسحبت غانا من المشاركة في الأولمبياد التي أقيمت بمونتريال في كندا لأسباب سياسية، ومنذ ذلك الحين غابت عن المشهد الأوليمبي حتى عام 1992، حين عادت من جديد ولكن بقوة هذه المرة، لتحصد الميدالية البرونزية في الإنجاز الإفريقي الأول علي هذا الصعيد، قبل أن تفوز نيجريا بالميدالية الذهبية بالبطولة التالية، وتحتفظ بها الكاميرون للقارة السمراء عام 2000 في سيدني .
وفي هذه الأثناء دخلت غانا في نفق مظلم وابتعدت عن صدارة المشهد القاري، وحتي حين استضافت بطولة الأمم الإفريقية مشاركة مع نيجيريا عام 2000، خرجت من دور الثمانية بالخسارة أمام جنوب إفريقيا بهدف، وهو نفس مصيرها في بطولة 2002 بمالي، حين خسرت أمام نيجريا بنفس الدور بذات النتيجة السابقة .

أخيرًا .. غانا بالمونديال

في عام 2006 نجحت غانا أخيرا في التأهل لكأس العالم الذي أقيم بألمانيا بقيادة الجيل الذهبي للنجوم السوداء، والذي تفوق علي جيل عبيدي بيليه، النجم الأسطوري للكرة الغانية والإفريقية، وقاد غانا في هذه البطولة مايكل إيسيان، ستيفن أبياه، سولي مونتاري، ماتيو أمواه، أسامواه جيان، صامويل أوسو كوفور، إلياسو شيلا وباقي نجوم الفريق .
ورغم البداية الضعيفة بالخسارة أمام إيطاليا، إلا أن غانا فازت في المباراتين التاليتين علي التشيك وأمريكا 2 / 0 و 2 / 1 علي الترتيب، وتأهلت لدور الـ16 ولكنها اصطدمت بالبرازيل، لتخسر بثلاثية نظيفة وتودع المونديال ولكنها عادت له من جديد في النسخة الماضية بجنوب أفريقيا بعد أن حققت العلامة الكاملة في التصفيات .
وفي هذه البطولة نجحت غانا في التأهل لدور الـ16،عن المجموعة الرابعة في المركز الثاني بعد ألمانيا، برصيد 4 نقاط حيث التقت في هذا الدور بمنتخب أمريكا وفازت عليه 2 / 1 للمرة الثانية علي التوالي بالمونديال، وصعدت لدور الثمانية قبل أن تودع البطولة علي يد أوروجواي بركلات الترجيح.


قصة النجوم السوداء

النجوم السوداء، هو اللقب الذي عُرف به المنتخب الغاني، فقد جاء من تلك النجمة السوداء التي تتوسط علم غانا، حيث أصبحت بمرور الوقت رمزا للمنتخب الذي يمثل دولة تقع علي الساحل الشمالي لخليج غينيا بغرب أفريقيا، تحدها من الشمال بوركينا فاسو ومن الشرق توجو ومن الغرب كوت ديفوار، والعملة الرسمية لغانا هي (سيدي) ومدينة أكرا هي عاصمتها والشعار الوطني لها هو (الله، الوطن، مساواة)
وتعتمد غانا علي نظام الحكم الجمهوري، ويترأسها حاليا جون دراماني مهاما، أما مساحتها فتبلغ 238.535 كم مربع، ويصل عدد سكانها إلى ما يقرب من 25 مليون نسمة، حيث يدين 78.8 % منهم بالمسيحية، و5.9 % مسلمون، و8.5 % (بديانات محلية) و07% لا يدينون بأي ديانة.