الخميس 16 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

حريتي ملكي وأنا لست عبدًا لأفكاري

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كل شيء على وجه الأرض متصل.. البشر والحيوان والشجر والقمر والجماد.
قال تعالى: {مِنْ أَجْلِ ذَٰلِكَ كَتَبْنَا عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا...}.
لم أفهم هذه الآية الكريمة كأنما قتل الناس جميعا، كيف يكون هذا، ولكن عندما كشف أينشتين النقاب عن نظرية النسبية الكبرى والصغرى وطرح فكرة غامضة فى وقتها عام 1908 تقريبا من أن كل شيء موجود على الأرض ما هو إلا طاقة everything is energy . المقصود هنا أن كل شيء ببساطة عبارة عن طاقة من الذرات تتحرك فى نطاق معين مقدرا لها، كل ما خلقه الله تعالى عبارة عن طاقة، مقدر لها أن تتحد وتتجاذب فى نسق رائع.
تقوم هذه الطاقة على نسق معلوماتى يعجز العقل البشرى عن الاسترسال فى تفهمها مهما حاول ولايزال العلماء فى حالة ذهنية غامضة من عدم القدرة على متابعة سلوك الذرات سواء للبشر أو الجماد.
فمثلا أبسط الأشياء، ألا وهى حركة الماء فى البحار لماذا تتحرك ذرات الماء بهذا الالتصاق بدون تفرق وكأنها تجرى معا بقدر معين؟ لا أحد يدرى ولا يعرف تفسير هذا، كل ما تم إثباته أن ذرات الماء لها ذاكرة ولها حالة نفسية، يمكن أن تُدرك ذرة الماء فى الكوب الذى أمامك أنك سعيد أو حزين، نعم يا سيدى فقد تم إثبات هذا بشكل قاطع من خلال علماء يابانيين.
إن ما أقوله هنا ما هو إلا قشور من قشور، ولكن من المؤكد أن نظرية الطاقة التى أوجد خيوطها أينشتين وتزعمها بعد ذلك أيزن برج هى التى أنبتت البذرة فى مظاهر العالم المعاصر من سلاح نووى واتصالات وأقمار صناعية  ولكنها على الجانب الآخر أنبتت نظرية جاذبية العقل أو ما يسمى law of attractions تؤكد هذه النظرية ببساطة الآية الكريمة من أن كل شيء على وجه متصل تماما، ولا يوجد شيء فى الخواء أو العدم.
وقد تم بالإثبات العلمى أن العقل البشرى يرسل إشارات للكون كله، بمعنى أدق العقل البشرى يرسل معلومات للبشر والشجر والجبال والبحار، وهذا الإرسال لا يتم تحت منظومة الزمان ولا المكان، بمعنى أنك ترسل دعوات بالخير إلى أى مكان مهما بعد هذا المكان فيستقبلها العقل أو الشجر أو الحجر وكما قلنا كل شيء طاقة ولديه طاقة استقبال معلوماتى مأذونًا ومسيرًا من خالق الكون العظيم.
لو طرأت فكرة الحب أو القتل أو الاختراع على عقل وقلب بشر فإنها تسرى فى الكون كله خارج نطاق الزمان والمكان، الغريب فى هذا الأمر من صاحب الأمر أن محطة الاتصال تكمن داخل القلب وليس العقل، القلب لا يعرف الأنا إلا النقاء الذى يلوثه العقل.
الغريب حقا أن منظومة الكون كله لديها ذكاء إلهى بلا حدود إذا تمنيت الخير وأحببت ذاتك يرسل العقل إشارات  frequencies إلى الكون كله وبإذن الله وبالأسباب تستدعى الخير كل الأسباب موجودة على الأرض ولكن التدبر وحب الله تعالى يجعل طاقات الكون منصتة إليك، وإلى ترددات وإشعاعات قلبك.
الرسالة التى أود أن أنهى بها، أن من يضر الناس ويأذى البشر فإنه يرسل إشاراته السوداء للكون كله، ولن يحصل إلا على السوء فى النهاية،  عفانا الله وعفاكم.
لم يكن البشر مستعبدين فى حياتهم كما هم الآن، تضمن التاريخ البشرى أشكالا عديدة من أشكال الاستعباد الجسدى، وجعل بشر فاقدى الإرادة والتسليم لهم بالخضوع، وبمرور الأيام والسنين يترسب داخل عقل اللاوعى للمستعبد فكرة موت الإرادة والشعور بالأمان لكونه تابعا لا يحمل على كتفيه أى تبعات أو مسئولية.
لذلك وبحكمة الخالق العظيم لم يتضمن القرآن الكريم أى نص يلغى العبودية صراحة، ولهذا حكمة كبيرة هى أنه لو تم تحرير العبيد بنص لكان أمرا واجب النفاذ، ولكن الله سبحانه يعلم أن نفوس وقلوب وخلايا وجينات هؤلاء العبيد قد جبلت من آلاف السنين على التبعية والسكون كخضوع النهر لمجراه.
الله سبحانه يعلم- وهو العليم- أن منح الحرية ليست كلمة تخرق سكون الليل فيصبح الفجر وقد أصبح العبيد أحرارًا، بالطبع لا وقد خلق الله سبحانه الكون بالأسباب.
ولكن أمر تحرير عبيد ما قبل الإسلام قد تركه الله سبحانه لرسوله الكريم عليه الصلاة والسلام وتصرفات الصحابة رضى الله عنهم حتى يتم تسوية الأمر بالتدرج وبدون انتكاسات نفسية عميقة.
وقد رأينا حرب العبيد فى الولايات المتحدة الأمريكية نظرا لرفض العبيد التحرر لأن قلوبهم تخشى تحمل المسئولية ولا تعرف معنى القدرة على اتخاذ قرار فى حياتهم؛ لأن الخروج من هذا الإطار يعرضهم للخوف والضياع ويدخلهم فى منطقة مجهولة، وهو تعودوهم على الارتكان للسيد حتى ولو كان مؤذيا لهم ولكن هذا هو الأمان لهم.
ما أود أن أطرحه هنا هو معنى الحرية هل نحن أحرار؟ لست أعتقد أننا نمتلك أى شيء من سمات الحرية. البعض منا يظن أن الحرية هى أن يقول رأيه بصراحة أو أن يعارض من يضيق عليه العيش،   ولكنى هنا أتحدث عن الحرية بشكل أعمق بشكل يلمس خلجات النفس، لقد ذكرت قصة العبيد لأن الخروج إلى الحرية ليست شيئا سهلا ولكنه فى الإمكانية والقدرة على التحقق وفى استطاعة قدراتنا.