الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

محمود عزت في مصر

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
نحن الآن أمام حالة من التشرذم الإخوانى، سينتهى عاجلًا أم آجلًا بانقسام الجماعة إلى قسمين، أحدهما مؤيد لبقاء التنظيم، والآخر مؤيد للرؤية الداعشية لإدارة الصراع مع الدولة المصرية.
الفريقان فى تركيا يتعاركان، ووصل الحد بينهما لخطف بعضهم البعض، ودفع أموال لأعضاء كل منهما من أجل الانضمام إليه، واتهم فريق محمد كمال الذى يقوده فى إسطنبول، عمرو دراج، من أتباع عزت فى تركيا أنهم مخترقون من قبل الأمن، وأن محمود عزت نفسه مقبوض عليه فى مصر!! وأن كل البيانات التى تصدر منه يكتبها الأمن الوطنى، وأنه عن طريقه عرف الأمن كل شىء يجرى داخل الجماعة، وعرف كل المعلومات عن الهاربين، وما يحصل فى تركيا وقطر، وأن محمود حسين على علم بذلك، لكنه راض عن تلك السياسة.
أنا شخصيًا أؤيد حكاية الاختراق، وأؤيد أن محمود عزت داخل مصر، لكن الجزم بالقبض عليه غير مؤكد، إلا أنه فى النهاية من المتوقع أن هذا الفريق سينشق عن الجماعة، وأن هذا فى مصلحة الدولة.
فريق محمد كمال الذى اعترف عليه محمود غزلان فى تحقيقات نيابة أمن الدولة بالحرف (إنه عبدالرحمن السندى الجديد، وإننا حاولنا معه كثيرًا أن يتوقف عن تشكيل المجموعات النوعية، لكنه رفض) أصبح داعشيًا بامتياز، وعلى الأرض ينسق مع (أجناد مصر) التى عادت للعمل مرة أخرى، إلا أن الأمن ببراعة نجح فى الوصول إلى زعيمها (سيف) فى مدينة الرحاب، كما ينسق مع بيت المقدس، عن طريق مجموعاته النوعية الإخوانية التى يطلق عليها العقاب الثورى، ومنذ ٣ أيام وصل الأمن إلى مجموعة منهم فى كرداسة، وفى مدينة ٦ أكتوبر.
وقد أعلن من قبل فريق محمد كمال، فى بيان نشرته «البوابة» عن تبنيه ما يسمى بالنهج الثورى، هو يقصد العنف المسلح فى مواجهة الدولة ومؤسساتها، وهو دعوة صريحة للعنف، الأمر الذى جعلهم يصنعون أدوات قادرة على تنفيذ العنف المنظم لصالح الجماعة ومنهجها الجديد تحت قيادة ما عرف بلجنة «إدارة الأزمات»، وخلق مجموعات نوعية من شباب الجامعات، التقت بطريقة أو بأخرى مع أعضاء أجناد مصر وداعش، فى أعمال واحدة.
هذا النهج ليس جديدًا على جماعة الإخوان، قبل الثورة، بعد أن صعد القطبيون، وتنظيم العشرات على قمة هرمها التنظيمى، ولا بعدها أيضًا عقب تورط أحمد زايد الكيلانى، وكمال علام، عضوى بيت المقدس، فى واقعة اقتحام السجون وتهريب قيادات جماعة الإخوان، والتنسيق فيما بعد مع الجماعة فى الأعمال الإرهابية عقب ٣/٧، واحتضان مجموعات نوعية مثل جماعات «العقاب الثورى» وغيرها من المسميات المنبثقة من الجماعة، حتى ظهر محمود عزت من جديد، فيما يعرف بفريق الحفاظ على التنظيم من الانهيار، وظهرت البيانات المتفرقة المختلفة، التى عبرت عن حالة الانقسام والتشرذم.
الشيخ القرضاوى، أصدر بيانًا دعا فيه الفريقين للوحدة، وإلى إجراء انتخابات جديدة، لحل أزمة الجماعة، وهناك حل بجعل حلمى الجزار على قمة الجماعة، باعتبار أنه وسيط بين الفريقين، إلا أنه لا يلوح فى الأفق أى حل، لأن الخلاف الآن ليس على القيادة فقط، بل على الاستراتيجيات.