الثلاثاء 24 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

شهداء الشرطة.. وحماة الأبرياء

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لنعترف بتزايد عدد الشهداء من رجال الشرطة فى الأيام والأسابيع الأخيرة، وكان آخرهم الخميس الماضى بالاغتيال الجبان للنقيب عبدالخالق والأمين شعبان ربيع فى الحادث الإرهابى بالهرم. وقبلها بمدة استشهد ٥ من رجال الشرطة على يد أربعين من العناصر المتطرفة التى تعتنق الفكر التكفيرى وتنتمى لجماعة أنصار بيت المقدس، واستشهد العقيد على فهمى والمجند محمد رمضان.
وهناك أيضًا محافظة كفر الشيخ التى اكتوت بنار الإرهاب الأسود فسقط خيرة شبابها من الضباط والجنود كنماذج فى التضحية والفداء، وكان من بين شهدائها النقيب محمد فؤاد شحاتة الذى كان فى مهمة لمدة أسبوعين بشمال سيناء، وكان فى الوقت ذاته على قوة مديرية أمن الغربية (كفر الشيخ) ولديه طفل رضيع عمره ٩ أشهر.
كتب الشهيد النقيب محمد شحاتة يومًا تغريدة على صفحته على ـ«فيس بوك» أثناء سفره إلى العريش: «باسم الله توكلنا على الله، اللهم إنى أحتسب هذا العمل عندك. اللهم إنى أستودعك أهلى ونفسى وابنى..».
ومما لا شك فيه أن حزن شعب مصر على الشهداء الذين سقطوا ضحية الإرهاب الإجرامي كان يصاحبه دائما رغبة طبيعية ومشروعة فى الانتقام من هؤلاء الذين نزلوا إلى الساحة بلا قلوب، وكأن شعب مصر أصبح عدوا تبحث عنه طلقات الرصاص والأحزمة الناسفة.
بقي أن نتساءل بكل صراحة، ونحن نتابع بالذات حادث الهرم والشهداء الذين وقعوا خلاله، هل كانت الداخلية قد استعدت بكل وسائلها لحماية هؤلاء الشهداء، وهل كان يحميهم الزى الواقى..؟ أرجو أن تفتح أبواب التحقيقات للتأكد من صحة إجراءات الأمان لهؤلاء الأبطال، ولن يكفى أى مال ثمنا لهذه المعدات والأجهزة ليعوضنا عن الأرواح الطاهرة لهؤلاء الشهداء.
وأدعو رجال المال والأعمال ليساهموا مع وزارة الداخلية لدعم وتمويل إجراءات الحماية لرجال الشرطة ضباطا وجنودا.
وحتى لو كانت هناك أصوات قد تقول إن هذا من اختصاص وزارة الداخلية ومن ميزانيتها، ولكن ما أقصده فى رسالتى لرجال الأعمال هو الرغبة فى أن يمارسوا مشاركة فى واجب وطنى نفخر جميعًا أن يكون لنا نصيب فى دعمه.
وحينما نتذكر نوعية الأسلحة المتطورة التى يحملها رجال داعش، والثمن الذى يمكن أن يدفع فيها ليقتلوا أبناءنا وأخواتنا فإن ذلك يدفعنا جميعًا إلى أن نجعل من أسلحة رجال الشرطة نموذجًا قويًا لردع الإرهابيين.
ليت رجال الإعلام أيضًا، وهم يقومون بتغطية هذه الأحداث الدامية، يكون لديهم دقة فى سرد المعلومات، وإذا كان هنا مكان لإعطاء مثل عن استخفاف بعض أجهزة الإعلام، فقد أعلنت خبر استشهاد المقدم محمد أمين رئيس مباحث قسم الهرم الذى شارك فى عملية اللبينى، فى حين أنه أصيب وخرج حيا، ولكن أصيب أهله وعائلته بصدمة كبيرة وهم يقرأون فى وسائل الإعلام أنه استشهد، إلى أن وقف على قدميه وقفة الرجال رغم إصابته أمام مستشفى الشرطة ليطلب من الجميع أن يطمئنوا والدته أنه مازال حيًا.
هذا النموذج الحى والدرس القاسى من الإعلام يجب أن يعمم الدرس للكل بأن يتنبهوا لكل كلمة يذيعها الإعلام وكل حرف يكتبه حفاظا على أمن وأمان أهل من يصابون من رجال الشرطة.
وكل ذلك لا يمنعنا ونحن نتابع اهتمام السيد الرئيس وهو يحيط نفسه بأبناء وأطفال الشهداء بل الرضع، ولم يستطع أن يقاوم دموعا غالية علينا جميعا وشاركه فيها دموع شعبنا.
ولن ننسى أيضا اهتمام معالى وزير الداخلية اللواء مجدى عبدالغفار الذى قام بزيارة المستشفيات والمصابين من رجاله، قبل أن يذهب مع رجال الدولة للمشاركة فى جنازات الشهداء خلف فضيلة الشيخ أسامة الأزهرى مستشار رئيس الجمهورية للشئون الدينية، الذى يحبه الناس ويقدرونه لحسن اختيار كلماته وعباراته التى تحمل كل المعانى الإيمانية.
بقي أن نقول مطلوب من الرأى العام ومن شعبنا أن يواجه هذه الأحداث والمآسى بقلب شجاع ويقولوا لن نتهاون ولن ننهزم.. حمى الله مصر وشعبها ورجالها.