الأحد 20 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

العالم

الكويت تواجه تحديًا للحفاظ على الإنفاق السخي رغم هبوط النفط

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تواجه الكويت عضو منظمة أوبك تحديا حقيقيا يتمثل في كيفية الحفاظ على مستوى مرتفع من الإنفاق سواء على المشاريع الاستثمارية أو الدعم المقدم للمواطنين الذين ينعمون بمستوى عال من الدخل في وقت تشهد فيه أسعار النفط هبوطا مستمرا.
وأعلنت وزارة المالية الكويتية يوم الخميس أن ميزانية 2016-2017 ستتضمن عجزا ماليا قدره 12.2 مليار دينار (40.2 مليار دولار) بما يوازي 64 في المئة من إجمالي المصروفات المقدرة.
وقالت الوزارة في بيان تلقت رويترز نسخة منه إن المصروفات في الميزانية المقبلة ستكون 18.9 مليار دينار بانخفاض 1.6 في المئة عن 2015-2016 بينما تصل الإيرادات إلى 7.4 مليار دينار لتقل 39 في المئة عن السنة المالية الحالية التي تنتهي في مارس.

وقالت الوزارة إن الإيرادات ستغطي 71 في المئة فقط من إجمالي بند المرتبات وما في حكمها في ميزانية العام المقبل.
وتقدر الميزانية الجديدة المرتبات وما في حكمها عند 10.4 مليار دينار بما يمثل 55 في المئة من إجمالي المصروفات في الميزانية.
ورجح جاسم السعدون مدير مركز الشال للدراسات الاقتصادية أن تلجأ الحكومة للسحب من الاحتياطي العام للدولة لسد العجز في الميزانية.
وقال: "سواء سحبوا بشكل مباشر أو غير مباشر وطالما كانت المصادر الأخرى للدخل معدومة فإن البديل هو أن تسحب من الاحتياطي أو تقترض بضمان الاحتياطي وهذا هو أخطر ما يمكن أن يحدث."
وألقى السعدون باللوم على الحكومة لعدم ضبط النفقات في الميزانية الجديدة معتبرا أن هذا العجز لا يمكن احتماله إلا على المدى القصير.
وأكد أن كل التصريحات الحكومية المتعلقة بتقليص الإنفاق حتى الآن تتكلم عن أشياء غير مؤثرة مثل تخفيض سيارات الوزراء ومصروفاتهم ومصاريف سفر المسؤولين الحكوميين وغير ذلك بينما تبقى "اللاءات الكبيرة" كما هي.
وأضاف "كل اللاءات الأخرى موجودة.. لن يمس جيب المواطن ولن تمس البعثات (التعليمية على نفقة الدولة) بالخارج ولن يمس العلاج بالخارج.. لن يمس ولن يمس.. لابد أن يكونوا سحرة حتى يحلوا هذه المشكلة بعد كل هذه اللاءات."
ويبلغ حجم الإنفاق على الدعم 2.9 مليار دينار ويمثل 15 في المئة من إجمالي مصروفات الموازنة الجديدة في حين كان هذا المبلغ 3.78 مليون دينار في ميزانية السنة المالية الحالية.
وتحرص الحكومة دائما على التأكيد على أن المواطنين المحدودي والمتوسطي الدخل لن يضاروا من أي إصلاحات اقتصادية تقوم بها في المستقبل.
وطالب أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح في تصريحات نشرت له الأسبوع الماضي الحكومة بوقف الدعم وزيادة أسعار الوقود والكهرباء والماء في إطار ترشيد الإنفاق في ظل الهبوط المستمر لأسعار النفط مؤكدا ضرورة أن يشعر المواطن "بالمسئولية من أجل المساهمة في ميزانية الدولة."
لكن الأمير أكد في الوقت نفسه على ضرورة "الحفاظ على الحياة الكريمة للمواطنين وعدم المساس بمتطلباتهم المعيشية الأساسية."
وتدرس الحكومة حاليا إعادة هيكلة الدعم المقدم للمواطنين سواء في الكهرباء والماء أو البنزين فيما تسميه سياسة "ترشيد الدعم" ومن المقرر أن تناقش هذه الدراسات في مجلس الأمة (البرلمان) في التاسع من فبراير.
ويبلغ الإنفاق الرأسمالي في الميزانية الجديدة 3.26 مليار دينار توازي 17 في المئة من المصروفات وهي أعلى بنسبة 1.5 في المئة عن مستواه في السنة المالية الحالية البالغ 3.17 مليار دينار.
واعتبر السعدون أن الحل الوحيد أمام الحكومة هو "تغيير مفهوم تمويل الميزانية لتعتمد على شيء مستدام بدلا من أن تعتمد على شيء غير مستدام (هو النفط)."
وأوضح أن الاحتياطيات الكبيرة التي راكمتها الدولة خلال فترة الوفرة النفطية والتي تصل إلى 544 مليار دولار يمكن أن تستثمر بطريقة جديدة تهدف لتمويل الميزانية العامة مبينا أنها يمكن أن تساهم خلال السنوات الخمس المقبلة بنحو 70 إلى 80 في المئة من تمويل الميزانية إذا أعيد توجيهها.
واعتمدت الميزانية الجديدة على سعر 25 دولارا لبرميل النفط مبينة أن سعر التعادل الذي يحقق التوازن في ميزانية السنة الجديدة هو 65 دولارا للبرميل. وكان سعر البرميل في ميزانية السنة المالية الحالية 45 دولارا.