الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

مضى 25 يناير.. فهل انتهى الخطر؟

النائب البرلمانى
النائب البرلمانى عبد الرحيم علي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news


هنا وفى هذه الزاوية، حدثتكم عما جرى فى 25 يناير، مر اليوم دون صخب، لكن هل زال الخطر؟ 

 

سأقول لكم من جديد، وأنا لم أخدعكم أبدًا: إن الخطر لا يزال قائمًا، ففى الداخل هناك من ينخر فى أساسات الدولة المصرية، لا يزال هناك تشعب من التنظيم الإرهابي فى مؤسسات كبيرة "لن أذكر معلومات إضافية عنها الآن، لكننى لن أتردد فى الإفصاح عنها فى وقتها المناسب"، يسعى هؤلاء بدأب شديد لتقويض قدرات الدولة المصرية، لكنهم لا يعرفون أنهم تحت النظر طوال الوقت. 

 

على هامش هذه المحاولة، أريد أن أقول لكم: إن هناك ضغوطًا شديدة تمارس على عدة دول عربية محددة، لكي ترفع يديها عن دعم مصر، تأييدًا فى حربها ضد الإرهاب، وهناك على الأقل 4 قيادات من أجهزة سيادية فى دول أوروبية وعربية، أبلغوا القيادة المصرية أنهم يفعلون كل ما فى وسعهم للوقوف إلى جوار مصر، لكن الضغوط مرعبة وشديدة، ولا يعرفون إلى أى مدى يمكن أن يتحملوا هذه الضغوط. 

 

صدقونى فيما أقوله لكم، المؤامرة القديمة لا يزال هناك من يتمسك بها، ويريد تنفيذها حرفيًا، دون أن يتعلموا من درس 30 يونيو، لا أريد أن أزرع القلق من حولكم، فما يفعله هؤلاء تحت بصر صانع القرار المصرى، الذى تعهد ألا يضيع هذا الوطن من بين يديه. 

 

إننى أعيد هنا أهم ما ذكرته فى مقال "المؤامرة على مصر جاهزة.. وساعة الصفر 30 يونيو وليس 25 يناير"، ليس من باب الإشارة إلى أن ما قلته تحقق فقط، ولكن للذكرى التى تنفع المؤمنين بوطنهم. 

 

■ ■ ■

 

ما سأقوله هنا ليس رجمًا بالغيب، ولكنها معلومات موثقة لا تقبل الشك أو التأويل، كنت معكم أمينًا طوال الوقت، وسأظل، لأن الخطر القادم لن يهددنى وحدى، ولن يهددك وحدك، بل سيهدد الجميع، فحالة الاستقرار التى سعينا لها منذ 30 يونيو 2013 عندما شاركنا جميعًا فى عزل الرئيس الإخوانى، تتعرض الآن لأكبر مؤامرة سياسية، وقبل أن تهون الأمر على نفسك، وتقول إنه لن يحدث شيء فى 25 يناير القادم، فإننى سأقول لك بوضوح إننى لا أتحدث إطلاقًا عن 25 يناير، بل أتحدث عن 30 يونيو القادم، الذى يبدو أن هناك من وضعه كساعة صفر لإسقاط النظام فى مصر. 

 

الأمر ليس هينًا، يحتاج منا إلى دليل وشهود وشواهد، وهو ما سأفعله هنا، وبهدوء شديد. 

 

عندما تتأمل الصورة ستجد أن هناك أطرافًا عديدة انخرطت بالفعل فى التجهيز للمؤامرة، لدينا جماعة الإخوان ومن تبقى منها فى الداخل والخارج، وهم أصحاب مصلحة فى أن ينهار هذا النظام، حتى لو لم يعودوا مرة إلى السلطة، فلديهم ثأر مع الشعب المصرى كله، ولديهم رغبة عارمة فى الانتقام، إلى جوارهم يظهر شباب 6 أبريل ومجموعات من 25 يناير الأولى الذين يعتقدون بحسن نية أو مدفوعين من الخارج، بأن ثورتهم سرقت ولابد من استرجاعها مرة أخرى، بالقرب من هؤلاء يظهر دعاة الفوضى المطلقة من الاشتراكيين الثوريين، الذين يجدون دعمًا كبيرًا من بعض رموز النخبة، الذين لديهم ملاحظات محددة حول الديمقراطية، وخلفية الرئيس العسكرية، متمسكين بأن الرئيس لابد أن يكون مدنيًا. 

 

الغريب فى الأمر أن هناك عددًا من الإعلاميين الذين يمثلون فى النهاية مشروعات خاصة، حاولوا الاقتراب من النظام، ولما أدركوا أنه لن تكون لهم حظوة، ولن ينالوا قربًا منه، انقلبوا عليه، وبدأوا مبكرًا فى التسخين ضده، وهؤلاء تحديدًا هم الأخطر، لأنهم يقلبون الحقائق، ورغم علمهم الكامل بما تم إنجازه على الأرض إلا أنهم يتجاهلونه تمامًا، ليظهر النظام فى صورة العاجز المتخبط طول الوقت.

 

هذه الأطراف التى وضعت نفسها فى خدمة من يحركها، لم تعدم الجهة التى تشرف على التخطيط للفوضى فى مصر، ولن تتردد فى استخدامهم بالفعل للوصول إلى هدفها الكبير.

 

لن يكون غريبًا على مسامعكم إذا قلت: إن الولايات المتحدة الأمريكية التى بذلت الغالى والرخيص من أجل الإبقاء على الرئيس الإخوانى الذى تعهد لها بتنفيذ كل ما تريده من مصر، ليست راضية عما يحدث فى مصر الآن، وليست مستريحة لوجود عبد الفتاح السيسى فى الحكم، ليس لأنه أنهى مشروعها فى مصر فقط، ولكن لأنه تركها وراءه واتجه إلى المعسكر الشرقي، فبعد أن كانت الولايات المتحدة تتعامل على أن مائة بالمائة من أوراق اللعبة بيديها، ظهر لها جنرال يقول لها: إن هذا ليس صحيحًا، بل أقنع حلفاء كثيرين ممن كانت أمريكا تتعامل معهم، على أنهم فى جيبها تمامًا بالتعاون مع روسيا. 

 

ولذلك فمن الطبيعى جدًا أن تعمل الولايات المتحدة بكل طاقتها وقوتها على إسقاط عبد الفتاح السيسى. 

 

المحور الأول: تجهيز بديل للسيسى، ولأنها تعرف أن الشعب لن يقبل بالإخوان مرة أخرى، ولن يتعامل مع نخبة يناير بشكل طبيعي، فقد ابتعدت فى التفكير عن هذين البديلين، فى هذا الإطار ترددت أقاويل عن اتصالات بين الأمريكان ومسئولين مصريين سابقين بغرض دفعهما إلى المسرح السياسى من جديد. 

 

المحور الثانى: محاولة تسخين المجال العام حول نظام عبد الفتاح السيسى، ولذلك أقول جازمًا إن يوم 25 يناير سيمر بشكل عادى، وإذا حدثت بعض الخسائر، فستكون محدودة للغاية، لأنه ليس إلا بداية التسخين ضد النظام، للوصول إلى ساعة الصفر فى 30 يونيو القادم، وللأسف الشديد يتم استخدام عدد من الإعلاميين الذين كانوا لوقت قريب محسوبين على النظام فى تنفيذ خطة التسخين، من خلال معالجات إعلامية مغرضة. 

 

هناك محاولات لا لتشويه النظام فقط، ولكن لطمس كل ما يفعله، وتحويله إلى أزمة، فهم لا ينظرون إلى مشكلة الكهرباء التى تم حلها بشكل كامل، ويركزون على ارتفاع الأسعار، وعندما يتدخل الجيش لحل الأزمة يتركون الأسعار التى تنخفض، ويهاجمون تدخل الجيش فى كل شىء، يشعلون النار بما يسمى الاختفاء القسرى ولا يلتفتون إلى أن كثيرين ممن يختفون ينضمون لداعش والجماعات المتطرفة، وقِس على ذلك الكثير، بما يلهب المشاعر لدى المواطنين الذين لا يعلمون أن هناك مؤامرة كاملة على هذا الوطن. 

 

أنا هنا أنبه إلى المؤامرة، وإلى أطرافها، وإلى من يخططون لها، ومن يعملون على تنفيذها، فهذا الوطن ملكنا جميعًا، وعلينا أن نعمل على إنقاذه من الآن.. هذه صرخة تحذير أطلقها فى وجه الجميع، حتى لا نندم بعد فوات الآوان.. اللهم بلغت اللهم فاشهد.