تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق
أتيحت لي أواخر الأسبوع الماضي فرصة رائعة لزيارة دولة الكويت .. وبمجرد أن وطأت قدماي أرض "البلد الشقيق" تسلل لي شعور لا يقبل الشك بأنني وسط أهلي وناسي وأحبابي بسبب حفاوة الاستقبال ودفء الترحيب من أول مطار الكويت وحتى وصولي إلى مقر إقامتي.
ولا أخفي إعجابي الكبير بحجم التنظيم والنظافة التي شهدتها .. إلا أن هذا الإعجاب تضاعف عدة مرات بحضور حفل تدشين التطبيق العالمي clickless كأحدث محركات البحث العالمية تحت رعاية الإعلامي الكويتي ناصر المساعيد والذي يهدف لتوصيل المعلومة ومعالجة القصور الذى وقعت فيه بعض محركات البحث العالمية، مثل ظهور الإعلانات الجانبية أو عدم الدقة في عناوين بعض الشركات وهو ما يسعى التطبيق لتفاديه عبر فريق عمل يتأكد من صحة المعلومات المعروضة على الشبكة المعلوماتية.
وجاء هذا الإعجاب بالتطبيق الكويتي “clickless” ، الذي يصل إلى حد الاندهاش من عدة روافد ، لعل في مقدمتها أننا اقتحمنا مجال البرمجيات والتطبيقات الإليكترونية بخطى واثقة وثابتة .. فهو ليس مجرد open source أو مصدر مفتوح للمعلومات ولكنه يوثق المعلومات بدقة، لذلك فإن المشترك الذى لا يجد معلومة يمكنه الاتصال بفريق العمل عبر الإيميل أو الرسائل النصية القصيرة sms.
وعلى هامش حفل التدشين دارت مناقشة ثرية بيني وبين الإعلامي ناصر المساعيد صاحب فكرة التطبيق الجديد فانتهزت الفرصة لممارسة مهنتي التي لا تفارقني فسألته عن كواليس إطلاق هذا التطبيق فقال لي : "أنا أعشق السفر، بصحبة أبنائي، وكلما سافرت، سواء لدولة أوربية أو عربية، أقف في طوابير طويلة من أجل السؤال عن معلومة ربما لا أجد لها إجابة واضحة وصريحة، وتخيل أنني للبحث عن بعض الأدوات المدرسية لأولادي، قضيت 4 ساعات للتجول حتى تأخرت على طائرتي وانتظرت طائرة أخرى دون أن أصل لما أريد..
واستطرد المساعيد : "كل هذه الأمور جعلتني أفكر جليا في الأمر كيف أصل بسهولة لمكان محدد أجد فيه ما أريد بمجرد ضغطة واحدة على محركات البحث العالمية المعروفة، ولماذا لا يوجد تطبيق عربي وحيد يمكن أن ينافس تلك المحركات المشهورة.. وكان clickless ، الذي سعيت من خلاله للوصول للمعلومة سريعا، وبدأت بالكويت بحثا عن الهوية المحلية، ثم مصر بحثا عن الهوية العربية، قبل أن ننطلق للعالمية قريبا؛ ولذلك مكثت 3 سنوات على تصميم الموقع والتطبيق، ثم أسست الشركة في الولايات المتحدة الأمريكية، على أن يكون لها عدة فروع في الكويت ومصر والإمارات والهند".
وفي النهاية وجدتني مغموراً بسعادة بالغة أن أتيحت لي فرصة حضور تدشين هذا الحدث الهائل الذي يضع أقدام العرب على طريق العالمية وتمنيت أن تتضاعف مثل هذه الجهود الفكرية المتميزة ليتبوأ العرب مكانتهم التي تليق بهم بين دول العالم وننتقل إلى مرحلة الابتكار بدلا من التكرار وإعمال العقل بدلاً من النقل.. وقتها سنفتخر بأننا عرب.