الإثنين 25 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

أكثر من رسالة في تفجير شقة الهرم

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
الرسالة التى نفهمها من تفجير شقة الهرم هى أن الحرب على الإرهاب لم تقترب من نهايتها كما كنا نظن، فكمية المتفجرات وطريقة التفجير والاختباء داخل حى سكنى، كلها مؤشرات تقول إن خصمنا يواصل تسليح نفسه ويواصل عناده ويمشى معنا الشوط لآخره، كما نفهم من تفجير شقة الهرم أن جمع المعلومات بوزارة الداخلية عن مخططات الإرهاب يعمل بكفاءة، وسندى فى ذلك هو وصول القوات التى اقتحمت الشقة فى موعدها تمامًا، وإلى الهدف مباشرة دون تخبط فى عشرات الأهداف المغلوطة فى ذلك الحى الشعبى المزدحم.
والمهم هو أنه كلما حاولت مخططات الإرهاب توصيل رسالة إلى الشعب المصرى كى يرضخ ويعترف بولايات المشايخ الكاذبة جاءت نتيجة الرسالة عكس هدفها تمامًا، فالعزيمة التى تولدت لدحر ذلك المخطط تتعاظم يوميًا ويمكنك أن تلمحها فى حوارات البسطاء وفى إصرار الأجهزة، جيشًا وشرطة، على مواصلة العمليات سواء فى سيناء أو فى شوارع مصر المزدحمة، كل هذا يلقى على الجميع مسئولية أن يكونوا على مستوى الحدث.
والمعروف فى مثل تلك الحروب هو اللعب على البعد النفسى لدى المواطنين، فمخطط الإرهاب يسعى بكل جهد لضرب معنويات الناس التى ثارت على حكم الأهل والعشيرة المتأسلم، ولأن هزيمة الإخوانجية ومن خلفهم فى ٣٠ يونيو كانت مدوية وكانت كاسرة لموجة عاتية من التآمر الدولى، تأتى عمليات الإرهاب الآن أقرب للعمليات الانتحارية بهدف كسر صفوف المواجهة المتمثلة فى الجيش والشرطة والشعب، كمية المتفجرات فى شقة الهرم ربما تكون غير مسبوقة من ناحية قدرتها التدميرية، ولا يمكن تجميعها وتخزينها على هذا الشكل إلا لو كان الهدف تنفيذ زلزال تفجيرى بتوابعه فى شوارع المحروسة فى موعد يعرفه الإرهابيون جيدًا، ومع هذا الزلزال الذى أنقذنا الله وروح الشهداء منه كان من الممكن إحداث تغييرات فى مواقع القوة على الأرض لتغيير المعادلة الحالية، ومن ثم الرجوع إلى المربع الأول. أعرف أن مثل ذلك النوع من الحروب لا ينتهى بالضربة القاضية، وأنه مستمر ويحتاج وقتًا طويلًا من أجل بلورة حالة أقرب إلى الاستقرار على الأرض، ولذلك يبقى النفس الطويل المسلح بالعزيمة والتفاؤل والإيمان هو السبيل نحو إعلان النصر النهائى، ويبقى التأكيد على أن تلك المعركة لا تخص الأجهزة وحدها، وإنما تخص جموع الشعب المصرى المؤمن بمصر حرة مدنية، ولذلك فالدور المنوط به الشعب فى تلك المعركة لا يقل أهمية عن مواجهات الدولة لتلك الأفاعى، وأن الحرب النفسية التى تتزعمها دول وفضائيات ونفر من الداخل والتى تحاول زراعة الإحباط متجاورًا مع قنابل الإرهاب ليست من قبيل المصادفة وإنما لمعرفة الخصم بأن الشعب هو كلمة السر فى الهزيمة والانتصار، يعرفون جيدًا أن سبيكة الشعب المصرى التى تكونت عبر آلاف السنين صلبة، وأنه لا يمكن كسرها بالسلاح وحده، لذلك تتعدد الجبهات وتتنوع أشكال المواجهة أملًا فى إحداث اختراق ولو محدود فى تلك السبيكة، وهو ما لم يحدث ولن يحدث بكل تأكيد.
هى معركة كبرى وفاصلة شأنها شأن كل المواجهات الكبيرة التى خاضتها مصر عبر تاريخها، وهى تفرض على الجميع تدبر معانى الكلمات التى يقذف بها بعضهم هنا أو هناك، وعدم الانجرار خلف التفاصيل التى يحاول الخصم فرضها كأولوية لكى نختلف، ولكى تخلو لهم ساحة التفجير للقضاء على الجميع فى لحظة ينتظرونها، أكتب ذلك بعناوين عامة واللبيب بالإشارة يفهم، فالمتفجرات التى كانت فى شقة الهرم قد تتكرر فى مكان آخر لتوصيل ذات الرسالة التى تم إحباطها، لذا علينا الانتباه.