الجمعة 03 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

"أمة تنجب".. وأمم تعبث بأبنائها!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

يقيني ومعي كثيرون أنه لن نستطيع بناء أمة قوية إلا برعاية الأطفال والاهتمام بهم، ولا أعرف ما الذى يعوق مؤسساتنا عن القيام بهذا الدور.. ولماذا أصبح التليفزيون المصري الرائد في برامج الأطفال ومن قبله الإذاعة المصرية بمحطاتها المختلفة لا يستطيعان إنتاج برنامج واحد يلتف حوله أطفالنا، ونتركهم يهيمون على وجوههم بين القنوات المختلفة، سواء باللغة العربية الفصحى أو اللهجات الخليجية أو الشامية، والطامة الكبرى في البرامج الأجنبية المعربة.. فأين المذيعات الأمهات الفضليات كأبلة فضيلة وماما نجوى، ومن سمعن عنهن أمثال ماما سميحة وعصفورة الجنة سلوى حجازي؟!.. أين برامج عصافير الجنة وجنة الأطفال والبرلمان الصغير؟!.. ألم ندرك أن أفضل فناني عصرنا أبناء برامج الأطفال.. هل عكف أحد على دراسة أسباب هذا الغياب الكارثي.. حتى الفنانون كان لهم دور خطير في الأعمال الخاصة بالأطفال، هل ننسى الفنان أنور وجدى مكتشف الطفلة فيروز وأفلامهما الرائعة، أو أغاني المبدع محمد فوزى التي تصلح للأطفال فى كل زمان، أو المسلسلات الراقية التي كانت تقدم للأطفال كمسلسل «كوكي كاك» للفنانة الراقية المثقفة «إيمان الطوخي»، وما يحمله من أغان هادفة تنمى العقل وتساعد على التنشئة السليمة، أو الفنانة الكبيرة «وردة» التي قدمت مسلسل «أوراق الورد» الذى ما زلنا نستمتع بالأغاني الرائعة به، كذلك الفنانة الراحلة «هدى سلطان» التي قدمت المسلسل الهادف «حكايات جدتي»، والفنانة القديرة سميرة أحمد التي قدمت مسلسل «غدا تتفتح الزهور»، وشاركها بطولته الفنان القدير «محمود ياسين» الذى كان يخاطب الكبار والصغار، ولا ننسى أغانيه أيضا التي ما زالت تؤثر فينا في أسفارنا بالسيارات مثل أغنية «حلوة يا زوبة»، إلى جانب فوازير عمو فؤاد للفنان الكبير «فؤاد المهندس» التي كان يقدمها سنويا بأفكار متجددة تبنى شخصية الطفل وتنميها، والتي أعقبها فوازير جدو عبده لعملاق الفن الراحل عبدالمنعم مدبولي.. كل ذلك بجوار الأغاني الخاصة من كبار مطربينا بداية من العملاق محمد فوزى إلى محمد ثروت وعفاف راضي.. وغيرهم، والأوبريتات والأغاني التي قدمتها الفنانة صفاء أبو السعود ابنة الكونسرفاتوار التي قدمت لجيلنا أعمالا تؤثر في الشخصية وتبنيها، كذلك الأوبريتات والأغاني التي حفرت مكانتها فى قلوبنا للفنانة المتألقة نيللي التي لها طلة تبث التفاؤل والحب والأمل.. مما يجعلني أسأل ما هذا السبات العميق الذى أصاب الإعلاميين والفنانين وما الذى جعلهم يتنازلون عن دورهم رغم أهمية وعظمة واستمرارية مردودة على الأجيال المتعاقبة!!.. هل نتآمر على أنفسنا؟!.. أم فقدنا الإدراك بخطورة تجاهل أطفالنا؟!.. هل نحتاج إلى مخاطبة الرئيس في ضرورة عمل مشروع قومي للاهتمام بالأطفال؟!.. وأين دور الوزارات المختلفة؟!.. أين دور وزارة الثقافة صاحبة الهيئات المختلفة؟!.. لماذا لا يقومون بما يجب تجاه الأطفال من الاهتمام بالكتب والقصص وحكايات نماذج من بطولتنا القديمة والحديثة إلى الاهتمام بمسرح الطفل، واستقطاب أطفال المدارس للعمل المسرحي، وتعليم الإلقاء والاهتمام بالشعر، وتشجيع الأطفال على الكتابة الشعرية والمسرحية بعقد ورش عمل ومسابقات ثقافية بشكل دوري، هل يصعب على وزارة الثقافة أن تقوم بهذا الدور؟!.. وأين دور وزارة التربية والتعليم التي أصبحت تخفق في الدورين التربوي والتعليمي؟!.. ومن أهم أسباب هذا الإخفاق عدم الاهتمام بالفن والرياضة بالمدراس، لأنهما محببان لنفوس الأطفال، وكلاهما يجعلان الأطفال طائعين فى تنفيذ ما يطلب منهم، خشية عدم استمرار ممارساتهم لهواياتهم، كذلك أتساءل عن وزارة الشباب بإمكانياتها الواسعة أين دورها في إنتاج الأعمال الموجهة للمراحل العمرية على أعتاب الشباب؟!.. لماذا لا يقومون بالتعاون مع المدارس والجامعات في عمل رحلات أسبوعية لزيارة الأماكن الأثرية والمتاحف والمصانع وحتى المعسكرات الخاصة بالقوات المسلحة والشرطة، حتى يعلم ويتعلم أطفالنا وشبابنا أن هناك رجالا يسهرون ويضحون من أجلنا.. ما هذه السلبية التى أصابت الجميع دون اتفاق مسبق؟!.. أما الدور المهم للإعلام الذى أصبح مسلوبا للإرادة، ويصدر إلينا قلة الحيلة، هل يصعب عليه القيام بدوره خصوصا أن برامج الأطفال والشباب غير مكلفة، فعلى اتحاد الإذاعة والتليفزيون أن يستعيد صوابه بأهمية الأطفال وتكوينهم إذا أردنا أن يكون لنا مستقبل يحترم.. بحيث يماثل ما عهدناه من دوره السابق.. خصوصًا لم يكن لدينا كليات خاصة كرياض الأطفال ومعهد الطفل في أكاديمية الفنون وأقسام عديدة في كليات الآداب والتربية، فهل الدراسة التي من المفترض أن تزيد الاهتمام بالطفولة أصبحنا بعدها عديمي الاهتمام بهم.. ومن المزعج أن أصحاب القنوات الخاصة لم يفكر أحدهم فى إنتاج برنامج للأطفال أو الشباب على الرغم من أنه كان سيحصل على مكاسب كبيرة في ظل ظمأ القنوات من أمثال تلك الأعمال.. كذلك منتجو الدراما التليفزيونية والأعمال السينمائية، عدا التجربة الثرية للفنان الكبير يحيى الفخراني من خلال الأداء الصوتي في مسلسلات الرسوم المتحركة التي قدمها من وحى القرآن الكريم خلال السنوات الأخيرة التي كتبها المبدع الراحل أحمد بهجت واستطاع من خلالها اجتذاب الأطفال والكبار.. لكن أين باقي فناني مصر ومبدعيها؟!.. لماذا تتركون أجيالنا الجديدة لقطاء المعرفة، رغم أن إنتاجنا الوحيد الذى يتزايد يوما بعد يوم ويشهد العالم بوفرته وتميزه هو إنتاج أطفال جدد كل ساعة!.