توصلنا في الحلقة السابقة الى أن جماعة الإخوان ليست هي فرقة الخوارج، وعرفنا أنها تتفق معها فقط في قاعدة التكفير، وفي الوقت نفسه تختلف معها في هذه القاعدة في أمور كثيرة، كما يوجد الكثير من الفروق الجوهرية بينهما منها "أن الخوارج تكفر جماعة الإخوان أيضًا في إطار تكفير مرتكب الكبيرة، حيث تعتمد الجماعة الكذب -وهو من الكبائر- منهجًا وعقيدة لها"، كما أوضحنا.
وفي هذه الحلقة، نحاول الوصول الى أوجه التشابه بين الجماعة والفرق الأخرى التي تتخذ من الكذب منهجًا يتقربون به الى الله وبالطبع فإن هذه العقيدة تعد إحدى السمات المميزة للشيعة.
ويعتبر الكذب لحمة وسدى عقيدة "التقية" لدى الشيعة، وهي تعني الغش والنفاق وإظهار ما ليس في الباطن، ويجعلها الشيعة في منزلة عالية، حيث يروون كذبًا عن الإمام جعفر الصادق أنه قال "التقية ديني ودين آبائي، ولا إيمان لمن لا تقية له".
ونعود لما بدأنا به حديثنا من وجه التشابه اللفظي بين مدينة الإسماعيلية التي اختارها حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان لتكون منطلقًا لدعوته، وفرقة الإسماعيلية الشيعية ولا أقول إن البنا قد اختار هذه المدينة رمزًا لسيره على نهج تلك الفرقة المنحرفة، فقط إنه التشابه اللفظي الذي قدح زناد فكري للبحث في أبرز أوجه التشابه بين الجماعة وبين الإسماعيلية.
تتفق "الإسماعيلية" مع الخوارج والإخوان على تكفير المخالف، ورغم أن لفرقة الإسماعيلية الباطنية جذورًا وثنية، إلا إنهم يصرون على الانتماء للإسلام لأغراض خبيثة كشفتها أحداث التاريخ، غايتها هدم الدين عن طريق التمسح به، ولهم في ذلك مداخل يفهمها أهل السنة، وهناك من الرموز التي تنتمي إليها مازالت قائمة لخداع المسلمين في الكثير من البلاد الإسلامية تحت ستار "أهل البيت" و"الأولياء".
تعتمد فرقة الإسماعيلية الباطنية للوصول الي مآربها وغاياتها على الحركات السرية التي تظل تعمل في الخفاء الى أن يحدث لها التمكين، فتظهر قوتها وحقيقتها، والويل لكل من يقف في طريقها أو يعارضها، مثلما كانت الحال في تلك الدولة التي تأسست تحت شعار أهل البيت وهي الدولة الفاطمية والتي هدمت من عقيدة المسلمين ما هدمت، ورغم أن صلاح الدين الأيوبي قد قضى على هذه الدولة، إلا إن آثارها المدمرة مازالت باقية وعالقة في أفكار الكثير من المسلمين، ودعاتها ينتظرون الوقت المناسب للإعلان عن أنفسهم، مثلما حدث في العراق، وما يحدث في سوريا وتلك المحاولات الخبيثة في السعودية.
ولعل السطور القليلة السابقة عن فرقة الإسماعيلية تظهر أوجه التشابه الحركي بينها وبين جماعة الإخوان الحركية من عدة أوجه:
الوجه الأول: وهو أن الكذب والتقية عقيدة مشتركة بينهما، والوجه الثاني: هو اعتماد العمل السري وهو أصل من أصولهما، مثل النظام الخاص الذي أنشأه حسن النبا وأسند الإشراف عليه لعبدالرحمن السندي، الذي قال عنه عمر التلمساني المرشد الأسبق للجماعة: "نشأ الجهاز لمقاومة الوجود الأجنبى ثم انحرف عن الطريق"، وكان أول أعمال النظام الخاص هو تفجير النادي البريطاني، الذي كان مكتظًا بضباط وجنود الجيش الإنجليزي ليلة عيد الميلاد، ولكن التفجير لم يخلف أي ضحايا، وكذلك التنظيم السري العسكري للإخوان والذي أسسه مهدي عاكف عام 1940 (راجع: الموسوعة الحركية، ابراهيم قاعود، الاخوان المسلمون في دائرة الحقيقة الغائبة).
والوجه الثالث "من أوجه التشابه بين الجماعة وفرقة الإسماعيلية: هو الكمون والظهور بمظهر الاستضعاف الى أن يتم لهم التمكين، وهو ما نلمسه حاليًا في حركة حماس وممارساتها في قطاع غزة، وما لم تستطع الجماعة أن تفعله في مصر بعد وصولهم للحكم في عهد محمد مرسي.
والوجه الرابع: هو تقديس الإمامة حيث يجسد إمام الزمان لدي الإسماعيلية الحقيقة المطلقة، ويقترب مصطلح المرشد العام للجماعة من هذا التقديس إذ السمع والطاعة والولاء والبراء لا يخرج إلا من عباءته وبأوامره، يقول ارفعوا هذا للسماء، فيرفعونه، ويقول اخسفوا بهذا الأرض فيخسفونه، يقول يوسف القرضاوي: "إن الإخوان إذا أحبوا شخصًا رفعوه إلى السماء السابعة؛ وإذا كرهوه هبطوا به إلى الأرض السفلى، ولا يكون ذلك بالطبع إلا بأوامر المرشد.
ورغم أن هناك وجهًا واحدًا من التشابه بين الإخوان والخوارج وهو التكفير، إلا إن أوجه التشابه مع الشيعة كثيرة، ومتعددة ومتشعبة، فأغلب الخوارج قد فهموا الدين خطأ، ومن ثم أنزلوا نصوصه على غير ما قصده الشرع، أما الشيعة فالأمر يختلف كثيرًا عن ذلك، حيث يقصدون تبديل الدين والقضاء عليه واستبداله بما يريدون ويستخدمون في ذلك كل الطرق الممكنة للوصول الى غايتهم.. وأتباع الإخوان يرفضون فهم الدين من أصوله ومنابعه الصحيحة ويصرون أن يفهموه من خلال قادتهم الذين هم في الغالب ليسوا من علماء الدين.
والأمانة العلمية تفرض علينا حينما نقارن بين جماعة الإخوان والشيعة، أن نبرز أهم نقاط الخلاف بينهما حتى لا يُفهم من كلامنا أننا نقول إن الإخوان المسلمين فرقة شيعية، وهم ليسوا كذلك، بل تشابهت بعض صفاتهم مع الشيعة.. ومازالت الجماعة رغم انحرافها تسير تحت عباءة السُنة فلم يسبوا الصحابة، إلا حينما يفسرون السيرة تفسيرات خاطئة غير متعمدة بالطبع، وخاصة في مسألة الفتنة الكبرى بين الصحابة والخلاف الذي وقع بين علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما، كما أن للشيعة أصولاً مجوسية ووثنية، أما جماعة الإخوان فليست كذلك إذ مرجعهم الكتاب والسنة.
إذن فجماعة الإخوان المسلمين ليست هي الخوارج، وليست فرقة من فرق الشيعة فمن تكون؟
انتظرونا الحلقة القادمة إن شاء الله..
وفي هذه الحلقة، نحاول الوصول الى أوجه التشابه بين الجماعة والفرق الأخرى التي تتخذ من الكذب منهجًا يتقربون به الى الله وبالطبع فإن هذه العقيدة تعد إحدى السمات المميزة للشيعة.
ويعتبر الكذب لحمة وسدى عقيدة "التقية" لدى الشيعة، وهي تعني الغش والنفاق وإظهار ما ليس في الباطن، ويجعلها الشيعة في منزلة عالية، حيث يروون كذبًا عن الإمام جعفر الصادق أنه قال "التقية ديني ودين آبائي، ولا إيمان لمن لا تقية له".
ونعود لما بدأنا به حديثنا من وجه التشابه اللفظي بين مدينة الإسماعيلية التي اختارها حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان لتكون منطلقًا لدعوته، وفرقة الإسماعيلية الشيعية ولا أقول إن البنا قد اختار هذه المدينة رمزًا لسيره على نهج تلك الفرقة المنحرفة، فقط إنه التشابه اللفظي الذي قدح زناد فكري للبحث في أبرز أوجه التشابه بين الجماعة وبين الإسماعيلية.
تتفق "الإسماعيلية" مع الخوارج والإخوان على تكفير المخالف، ورغم أن لفرقة الإسماعيلية الباطنية جذورًا وثنية، إلا إنهم يصرون على الانتماء للإسلام لأغراض خبيثة كشفتها أحداث التاريخ، غايتها هدم الدين عن طريق التمسح به، ولهم في ذلك مداخل يفهمها أهل السنة، وهناك من الرموز التي تنتمي إليها مازالت قائمة لخداع المسلمين في الكثير من البلاد الإسلامية تحت ستار "أهل البيت" و"الأولياء".
تعتمد فرقة الإسماعيلية الباطنية للوصول الي مآربها وغاياتها على الحركات السرية التي تظل تعمل في الخفاء الى أن يحدث لها التمكين، فتظهر قوتها وحقيقتها، والويل لكل من يقف في طريقها أو يعارضها، مثلما كانت الحال في تلك الدولة التي تأسست تحت شعار أهل البيت وهي الدولة الفاطمية والتي هدمت من عقيدة المسلمين ما هدمت، ورغم أن صلاح الدين الأيوبي قد قضى على هذه الدولة، إلا إن آثارها المدمرة مازالت باقية وعالقة في أفكار الكثير من المسلمين، ودعاتها ينتظرون الوقت المناسب للإعلان عن أنفسهم، مثلما حدث في العراق، وما يحدث في سوريا وتلك المحاولات الخبيثة في السعودية.
ولعل السطور القليلة السابقة عن فرقة الإسماعيلية تظهر أوجه التشابه الحركي بينها وبين جماعة الإخوان الحركية من عدة أوجه:
الوجه الأول: وهو أن الكذب والتقية عقيدة مشتركة بينهما، والوجه الثاني: هو اعتماد العمل السري وهو أصل من أصولهما، مثل النظام الخاص الذي أنشأه حسن النبا وأسند الإشراف عليه لعبدالرحمن السندي، الذي قال عنه عمر التلمساني المرشد الأسبق للجماعة: "نشأ الجهاز لمقاومة الوجود الأجنبى ثم انحرف عن الطريق"، وكان أول أعمال النظام الخاص هو تفجير النادي البريطاني، الذي كان مكتظًا بضباط وجنود الجيش الإنجليزي ليلة عيد الميلاد، ولكن التفجير لم يخلف أي ضحايا، وكذلك التنظيم السري العسكري للإخوان والذي أسسه مهدي عاكف عام 1940 (راجع: الموسوعة الحركية، ابراهيم قاعود، الاخوان المسلمون في دائرة الحقيقة الغائبة).
والوجه الثالث "من أوجه التشابه بين الجماعة وفرقة الإسماعيلية: هو الكمون والظهور بمظهر الاستضعاف الى أن يتم لهم التمكين، وهو ما نلمسه حاليًا في حركة حماس وممارساتها في قطاع غزة، وما لم تستطع الجماعة أن تفعله في مصر بعد وصولهم للحكم في عهد محمد مرسي.
والوجه الرابع: هو تقديس الإمامة حيث يجسد إمام الزمان لدي الإسماعيلية الحقيقة المطلقة، ويقترب مصطلح المرشد العام للجماعة من هذا التقديس إذ السمع والطاعة والولاء والبراء لا يخرج إلا من عباءته وبأوامره، يقول ارفعوا هذا للسماء، فيرفعونه، ويقول اخسفوا بهذا الأرض فيخسفونه، يقول يوسف القرضاوي: "إن الإخوان إذا أحبوا شخصًا رفعوه إلى السماء السابعة؛ وإذا كرهوه هبطوا به إلى الأرض السفلى، ولا يكون ذلك بالطبع إلا بأوامر المرشد.
ورغم أن هناك وجهًا واحدًا من التشابه بين الإخوان والخوارج وهو التكفير، إلا إن أوجه التشابه مع الشيعة كثيرة، ومتعددة ومتشعبة، فأغلب الخوارج قد فهموا الدين خطأ، ومن ثم أنزلوا نصوصه على غير ما قصده الشرع، أما الشيعة فالأمر يختلف كثيرًا عن ذلك، حيث يقصدون تبديل الدين والقضاء عليه واستبداله بما يريدون ويستخدمون في ذلك كل الطرق الممكنة للوصول الى غايتهم.. وأتباع الإخوان يرفضون فهم الدين من أصوله ومنابعه الصحيحة ويصرون أن يفهموه من خلال قادتهم الذين هم في الغالب ليسوا من علماء الدين.
والأمانة العلمية تفرض علينا حينما نقارن بين جماعة الإخوان والشيعة، أن نبرز أهم نقاط الخلاف بينهما حتى لا يُفهم من كلامنا أننا نقول إن الإخوان المسلمين فرقة شيعية، وهم ليسوا كذلك، بل تشابهت بعض صفاتهم مع الشيعة.. ومازالت الجماعة رغم انحرافها تسير تحت عباءة السُنة فلم يسبوا الصحابة، إلا حينما يفسرون السيرة تفسيرات خاطئة غير متعمدة بالطبع، وخاصة في مسألة الفتنة الكبرى بين الصحابة والخلاف الذي وقع بين علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما، كما أن للشيعة أصولاً مجوسية ووثنية، أما جماعة الإخوان فليست كذلك إذ مرجعهم الكتاب والسنة.
إذن فجماعة الإخوان المسلمين ليست هي الخوارج، وليست فرقة من فرق الشيعة فمن تكون؟
انتظرونا الحلقة القادمة إن شاء الله..