عندما تنظر الى الوضع القائم برمته في مصر الآن من خارطة طريق 30 يونيو، الى خارطة مظاهرات مضادة الى خارطة التدخل الأجنبي في شئون مصر، عليك أن تسأل نفسك سؤالاً واحدًا نهمًا للغاية: هل تعلم المصريون من أخطائهم خلال ثلاث سنوات منذ تفجر الثورة في الخامس والعشرين من يناير أم لا؟
الإجابة تتلخص في مضمون أشهر هتاف في الثورة المصرية وهو “,”الشعب يريد إسقاط النظام “,”.
فهل يدرك كل من يهتف وينادي بهذا الهتاف “,”المضمون داخله“,”.. بصراحة أكثر ما هو النظام الذي يريد الشعب أن يسقطه؟.. هذا هو السؤال الجوهري الذي من خلاله نحدد مسار ثورتنا .
لنعرف إجابة السؤال يجب أن نحلل هذا الهتاف جيدًا معًا.. وإن حللنا الهتاف سنجد أن “,”الشعب“,” وهو الشعب صاحب الاحتجاج والتظاهر.. “,”يريد“,” ما يريده هذا الشعب.. “,”إسقاط“,” وهو الفعل الذي يريد أن يفعله هذا الشعب.. “,”النظام“,” وهو النظام وطريقة الحكم الذي خرج ضده هذا الشعب ليقوم بتلك الاحتجاجات والتظاهرات .
إذن هي “,”الشعب يريد إسقاط النظام.. سؤال آخر سريعًا: هل النظام هو نظام مبارك أم نظام الإخوان المسلمين؟
الإجابة ستكون بسؤال: هل مبارك أو الإخوان المسلمون هم من يحكمون مصر؟ والإجابة عليه: بالطبع لا .
مبارك أو الإخوان المسلمون لم يكونوا سوى أدوات تستخدم في يد الولايات المتحدة الأمريكية لتنفيذ خارطة أخرى وهي خارطة الحكم الخارجي لمصر وفرض وصاية على مصر بل وذلها، أما بالمعونة أو غيرها لكي تصبح مصر ضعيفة غير مستعدة لإعادة إنتاج حضارتها مرة أخرى .
إذن هنا لابد أن يدرك ذلك الشعب الذي “,”يريد“,” إسقاط النظام.. أنه لابد من إضافة كلمة لهذا الهتاف كي يعرف الجميع ما هو النظام الذي لابد من إسقاطه .
السؤال الذي لابد من طرحه في هذه اللحظة.. إذن ما هي هذه الكلمة التي لابد من إضافتها للهتاف؟ الإجابة: الكلمة هي “,”العالمي “,”.
ليصبح الهتاف “,”الشعب يريد إسقاط النظام العالمي“,”.. النظام العالمي الذي يتحكم في قواعد اللعبة في المنطقة عن طريق ديكتاتوريين أمثال مبارك.. الإخوان المسلمين.. علي عبدالله صالح.. زين العابدين بن علي وغيرهم.. لتنفيذ مخططهم الذي يبدأ بالسيطرة على خيرات بلدان هؤلاء الديكتاتوريين وينتهي بهدم جيوش تلك الدول وتقسيمها كمان حدث في ليبيا والسودان وسوريا والبقية تأتي وستأتي .
ويحب أن نخرج عن إطار تفكيرنا الضيق في تقزيم الثورة في أنها ستنتهي عند رحيل ديكتاتور فقط واستغلال وجود قائد للقوات المسلحة الآن وطني ولا يدار من الخارج ويعمل على إعلاء كلمة الشعب فوق أي شيء وإعادة بناء الجيش المصري من الألف الى الياء ليتجاوز مراحل عدة خلال فترة قليلة من التطور العسكري وهذا في اعتقادي هو السبب في عدم ترشحه للرئاسة لاهتمامه ببناء الجيش أقوى من السابق .
إذن لابد أن يتحد الشعب وتتحد المؤسسات كما حدث في 30 يونيو الماضي لمواجهة كل أذرع التدخل الخارجي اقتصاديًا وسياسيًا داخل بلادنا وإعلان أن مصر دولة ستعمل على بناء مؤسساتها وقطاعاتها العامة بنفسها.. لتعود مرة أخرى لزعامة المنطقة والأمة العربية ومن ثم إعادة إنتاج الحضارة المصرية والعربية والإفريقية والإسلامية مرة أخرى .
الضمان على نجاح ثورتنا هو استمرار مواجهة أي نظام يأتي لخدمة أي أجندة خارجية أو نظام خارجي، لذلك لابد أن تكون الثورة على النظام العالمي، إذن نحن تعلمنا واستفدنا خلال ثلاث سنوات أن ثورة مصر وغيرها يجب أن تخرج عن كونها ثورة على نظام في دولة ما لتصبح ثورة على نظام عالمي وتخرج عن كونها ثورة محلية لتصبح ثورة قومية أو عربية أو عالمية على النظام العالمي .
الضمانة في الأمر هي نحن.. أنا وأنت وهو وهي وجميعنا إن تعلمنا جيدًا وطورنا تفكيرنا الثوري دائمًا.. سنكتشف أخطاء الماضي لنحاول إيجاد حلول لها في الحاضر لكي نضمن مصر الجديدة في المستقبل .
ثورة.. خارج نطاق الثورة
تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق