أحدث فيديو إنزال العلم الكُردى أثناء مناقشة رسالة ماجستير طالبٍ عراقى من أُصولٍ كُردية بقسم الإعلام بكلية الآداب جامعة المنصورة أزمةً غير مسبوقة على مستويات عدة، ورغم أننا أوضحنا فى مقالنا السابق بعضَ الأمور المتعلقة بهذا الفيديو، إلا أن تصاعد الأمور، وكثرة المماحكات الكُردية دون فهمٍ واعٍ لطبيعة الموضوع يجعلنا نعاود الحديث فى هذا الموضوع الذى كنت أنوى إغلاقَ دفتره وعدمَ فتحه مرة أخرى. وعند فتح دفتر أزمةِ العَلَمِ الكُردى، سجلنا بعض الهوامش التى رأينا مشاركتها مع القراء الأعزاء.
أولاً: إن العربَ عمومًا والعراقيين والمصريين خصوصًا استقبلوا الفيديو بكثيرٍ من الترحاب، ومنحونى شرفًا كبيرًا باتخاذ هذا الموقف العروبى أثناء المناقشة، وهو شرفٌ أكثر مما أستحقه بكثير لأننى أعتقد أن أى مواطنٍ مصرى كان سيتخذ الموقف ذاته، لأن مِصْرَ العروبة ما كانت يومًا لتُفَرِط فى التراب الوطنى لأى دولةٍ عربية من المحيط إلى الخليج، والعبرةُ هنا فى رأيى ليس اتخاذ المواقف، ولكن فى إنفاذها على أرض الواقع، حيث يجب أن يكون العربُ أكثر توحدًا لمواجهة مؤامرات التقسيم التى تُحاك لنا من قوى غربية معروفة، تجد فى الاختلافات العرقية والدينية والمذهبية مدخلاً لهذه المؤامرات، وقد مورست هذه المؤمرات -وما زالت- ضد الدولة المصرية، ونحن نتصدى لها بقوة، ولعل تدشين الإرهابيين لما يُسمى بـ«ولاية سيناء» يمثل نموذجًا مستميتًا لهذه المؤامرات، وهو ما تقف ضده القوات المسلحة المصرية وأهالى سيناء بالمرصاد، فكُلُنا فى الهم عرب.
ثانيًا: أعلمُ جيدًا أن ثمةَ فارقٍ كبير بين إرهابيى سيناء والقومية الكُردية، حتى لا يتهمنى بعضُ المتعصبين الأكراد بأننى أتهمهم بالإرهاب، وأعلمُ جيدًا أنهم يتمتعون بقدرٍ من الاستقلالية فى إطار الدولة العراقية التى كانوا وما زالوا وسيظلون جزءًا لا يتجزأ منها، وإلا لما وافقوا على التفاهمات التى أدت لمنحهم مزيدًا من الاستقلالية فى إطار اللحمة الوطنية العراقية، وهو الأمرُ الذى جعلهم يحصدون منصب رئيس الجمهورية العراقية أكثر من مرة وبعض المناصب الوزارية، وجعل لهم نوابًا يمثلونهم فى البرلمان العراقى، علاوة على تمثيلهم للدولة العراقية فى بعض سفاراتها فى الخارج. ولكن الأكراد يجب أن يعلموا فى المقابل أن كلَ هذا يأتى فى إطار الدولة وهم عراقيون أولًا، ويجب أن يفخروا برفع عَلَمِ العراق فى أى بقعة على الأرض والتراب العراقى، وفى المحافل الدولية وسفارات الدولة العراقية فى الخارج، فهذه هى دولتهم التى يجب أن يدينوا لها بالولاء، وغير هذا يدخل فى مفهومات عكسية لا أريدُ أن أصدم أحدًا بها، وهى مفهوماتٌ تجافى الولاءَ والانتماء والوطنية.
ثالثًا: استطعتُ من تعليقات الأكراد على تدوينتيْ د. حنان الفتلاوى البرلمانية العراقية وتدويناتى على صفحتى على الـ«فيس بوك» أن أستشفَ كمَ الحقد والكراهية من بعض الأكراد المتعصبين، والذين ظهر تعصبهم بجلاء فى كَمِ التعليقات المُهينة التى وجهت لى وللدكتورة حنان التى لم ألتقيها، ولم أعرفها إلا من خلال الـ«فيس بوك» حين شاركتنى الفيديو الشهير، إن هذه التعليقات المُسيئة التى تنضحُ كراهيةً على العراق وأهله وعلى العرب وعلى السُنة «الدواعش» على حد تعبيرهم أهدر قضيتهم إن كان لهم قضية، وليس أدل على هذا من أننى حين رفعتُ عَلَمَ العراق كصورةِ غلاف لصفحتيْن من صفحاتى على الـ«فيس بوك»، فإن عَلَمَ العراق ناله ما ناله من التعليقات المُسيئة، وهذا فى حد ذاته يجب أن يُحاسبَ عليه أى مواطن عراقى، وليس الأكراد وحدهم، وللأسف وجدت هذه الشوفينية الكُردية فى أبناءِ وعائلاتِ ممن تولوا أو مازالوا يتولون المناصب القيادية فى العراق من خلال تحليل مضمون هذه التعليقات وأسماء أصحابها.
رابعًا: بدلًا من أن تقومَ وزارةُ التعليم العالى والبحث العلمى فى كُردستان بتعنيفِ الطلاب الأكراد على رفعهم عَلَمَ كُردستان فى مناقشاتٍ رسائلهم العلمية خارج العراق، وجدت بيانًا يصدرُ عن الوزارة يستنكرُ ما حدث، ويهددُ بسحب الطلبة الأكراد من جامعة المنصورة التى يسجلون فيها رسائلهم العلمية، ويطلبُ من القنصلية المصرية فى أربيل تقديمِ توضيحٍ لما حدث، وهذا البيانُ فى حد ذاته مخالف للدستور والقانون العراقيين، اللذين منح الأكرادَ حقَ رفعِ عَلَمهم، ولكن إلى جوار عَلَمِ الدولة العراقية التى يحملون جنسيتها وجواز سفرها، فعَلَمُ الأكراد ليس بديلًا عن عَلَمِ العراق على الأرض العراقية نفسها، فكيف يكونُ بديلاً له خارج العراق، سواء فى المناقشات العلمية فى مصر أو فى السفارات العراقية فى الخارج التى ينتمى سفراؤها إلى الأقلية الكُردية.
خامسًا: لدينا مثلٌ عربى يقول: «تجوعُ الحُرَةُ ولا تأكُلً بثدييْها»؛ فتهديدُ الأكراد بسحب مبعوثيهم الذين تنفق عليهم الدولة العراقية، وتعليقُ أحد الأكراد على تدوينتى بأن مواردنا الاقتصادية ضعيفة بعد حادث الطائرة الروسية وتأذى السياحة، وأن اقتصادنا لا يتحملُ سحبَ هؤلاء الطلاب من مصر هو تهديدٌ لا يليق، فالمسألةُ ليست مادية، وحتى إن كانت كذلك، فإننا لا نتلقَ رشاوى لإغماض أعيننا عن إحدى قضايانا العربية نظيرَ حِفْنَةٍ من الدولارات، اقرأوا التاريخ لكى تعرفوا قيمةَ مصر ومكانتَها ودفاعَها عن أمتها العربية على مر التاريخ، وأزيدكم من الشعر بيتًا، فقد قررت جامعةُ المنصورة بعد إنزالى العَلَمَ الكُردى من خلفيةِ الباحث فى يناير من العام ٢٠١٥ ألا يُرفعَ علمٌ كُردى فى أى مناقشة فى أى من كلياتها وأقسامها العلمية.. لا تنسوا أن المنصورة هى مصنعُ الرجالِ والأبطال، المنصورة هى التى هزمت الحملةُ الصليبية على مصر بقيادة لويس التاسع ملك فرنسا، وقامت بأسره فى دار ابن لقمان، المنصورة وجامعتها تأبيان أن تُشترى بدولارات الأكراد، وأطلب من الإخوة فى العراق أن يبعثوا أبناء الدولة العراقية الوطنيين للتعلم فى مختلف التخصصات بجامعة المنصورة، ليس طلبًا للمال من قِبلنا، ولكن تقديرًا لموقف الجامعة من قضية العَلَمِ الكُردى الذى لا ينبغي رفعه أو رفع أي أعلام أخرى فى مناقشاتٍ علمية ليس لها طابع سياسي. أيها الأكراد.. استقيموا يرحمكم الله في صفوف الدولة العراقية، واحمدوا الله أن دولتكم المحترمة أعطتكم حقوقًا لم يحصل عليها الأكراد فى دولٍ أخرى مجاورة، فضعوا أيديكم بصدقٍ وأمانة ووطنية فى أيدي دولتكم العراقية التليدة لكي تعيدوا لها مكانتها، هذا هو الأبقى لكم، لأن البديلَ الذى تحلُمون به لن يتحققَ لأسبابٍ كثيرة.. والأيامُ بيننا.
أولاً: إن العربَ عمومًا والعراقيين والمصريين خصوصًا استقبلوا الفيديو بكثيرٍ من الترحاب، ومنحونى شرفًا كبيرًا باتخاذ هذا الموقف العروبى أثناء المناقشة، وهو شرفٌ أكثر مما أستحقه بكثير لأننى أعتقد أن أى مواطنٍ مصرى كان سيتخذ الموقف ذاته، لأن مِصْرَ العروبة ما كانت يومًا لتُفَرِط فى التراب الوطنى لأى دولةٍ عربية من المحيط إلى الخليج، والعبرةُ هنا فى رأيى ليس اتخاذ المواقف، ولكن فى إنفاذها على أرض الواقع، حيث يجب أن يكون العربُ أكثر توحدًا لمواجهة مؤامرات التقسيم التى تُحاك لنا من قوى غربية معروفة، تجد فى الاختلافات العرقية والدينية والمذهبية مدخلاً لهذه المؤامرات، وقد مورست هذه المؤمرات -وما زالت- ضد الدولة المصرية، ونحن نتصدى لها بقوة، ولعل تدشين الإرهابيين لما يُسمى بـ«ولاية سيناء» يمثل نموذجًا مستميتًا لهذه المؤامرات، وهو ما تقف ضده القوات المسلحة المصرية وأهالى سيناء بالمرصاد، فكُلُنا فى الهم عرب.
ثانيًا: أعلمُ جيدًا أن ثمةَ فارقٍ كبير بين إرهابيى سيناء والقومية الكُردية، حتى لا يتهمنى بعضُ المتعصبين الأكراد بأننى أتهمهم بالإرهاب، وأعلمُ جيدًا أنهم يتمتعون بقدرٍ من الاستقلالية فى إطار الدولة العراقية التى كانوا وما زالوا وسيظلون جزءًا لا يتجزأ منها، وإلا لما وافقوا على التفاهمات التى أدت لمنحهم مزيدًا من الاستقلالية فى إطار اللحمة الوطنية العراقية، وهو الأمرُ الذى جعلهم يحصدون منصب رئيس الجمهورية العراقية أكثر من مرة وبعض المناصب الوزارية، وجعل لهم نوابًا يمثلونهم فى البرلمان العراقى، علاوة على تمثيلهم للدولة العراقية فى بعض سفاراتها فى الخارج. ولكن الأكراد يجب أن يعلموا فى المقابل أن كلَ هذا يأتى فى إطار الدولة وهم عراقيون أولًا، ويجب أن يفخروا برفع عَلَمِ العراق فى أى بقعة على الأرض والتراب العراقى، وفى المحافل الدولية وسفارات الدولة العراقية فى الخارج، فهذه هى دولتهم التى يجب أن يدينوا لها بالولاء، وغير هذا يدخل فى مفهومات عكسية لا أريدُ أن أصدم أحدًا بها، وهى مفهوماتٌ تجافى الولاءَ والانتماء والوطنية.
ثالثًا: استطعتُ من تعليقات الأكراد على تدوينتيْ د. حنان الفتلاوى البرلمانية العراقية وتدويناتى على صفحتى على الـ«فيس بوك» أن أستشفَ كمَ الحقد والكراهية من بعض الأكراد المتعصبين، والذين ظهر تعصبهم بجلاء فى كَمِ التعليقات المُهينة التى وجهت لى وللدكتورة حنان التى لم ألتقيها، ولم أعرفها إلا من خلال الـ«فيس بوك» حين شاركتنى الفيديو الشهير، إن هذه التعليقات المُسيئة التى تنضحُ كراهيةً على العراق وأهله وعلى العرب وعلى السُنة «الدواعش» على حد تعبيرهم أهدر قضيتهم إن كان لهم قضية، وليس أدل على هذا من أننى حين رفعتُ عَلَمَ العراق كصورةِ غلاف لصفحتيْن من صفحاتى على الـ«فيس بوك»، فإن عَلَمَ العراق ناله ما ناله من التعليقات المُسيئة، وهذا فى حد ذاته يجب أن يُحاسبَ عليه أى مواطن عراقى، وليس الأكراد وحدهم، وللأسف وجدت هذه الشوفينية الكُردية فى أبناءِ وعائلاتِ ممن تولوا أو مازالوا يتولون المناصب القيادية فى العراق من خلال تحليل مضمون هذه التعليقات وأسماء أصحابها.
رابعًا: بدلًا من أن تقومَ وزارةُ التعليم العالى والبحث العلمى فى كُردستان بتعنيفِ الطلاب الأكراد على رفعهم عَلَمَ كُردستان فى مناقشاتٍ رسائلهم العلمية خارج العراق، وجدت بيانًا يصدرُ عن الوزارة يستنكرُ ما حدث، ويهددُ بسحب الطلبة الأكراد من جامعة المنصورة التى يسجلون فيها رسائلهم العلمية، ويطلبُ من القنصلية المصرية فى أربيل تقديمِ توضيحٍ لما حدث، وهذا البيانُ فى حد ذاته مخالف للدستور والقانون العراقيين، اللذين منح الأكرادَ حقَ رفعِ عَلَمهم، ولكن إلى جوار عَلَمِ الدولة العراقية التى يحملون جنسيتها وجواز سفرها، فعَلَمُ الأكراد ليس بديلًا عن عَلَمِ العراق على الأرض العراقية نفسها، فكيف يكونُ بديلاً له خارج العراق، سواء فى المناقشات العلمية فى مصر أو فى السفارات العراقية فى الخارج التى ينتمى سفراؤها إلى الأقلية الكُردية.
خامسًا: لدينا مثلٌ عربى يقول: «تجوعُ الحُرَةُ ولا تأكُلً بثدييْها»؛ فتهديدُ الأكراد بسحب مبعوثيهم الذين تنفق عليهم الدولة العراقية، وتعليقُ أحد الأكراد على تدوينتى بأن مواردنا الاقتصادية ضعيفة بعد حادث الطائرة الروسية وتأذى السياحة، وأن اقتصادنا لا يتحملُ سحبَ هؤلاء الطلاب من مصر هو تهديدٌ لا يليق، فالمسألةُ ليست مادية، وحتى إن كانت كذلك، فإننا لا نتلقَ رشاوى لإغماض أعيننا عن إحدى قضايانا العربية نظيرَ حِفْنَةٍ من الدولارات، اقرأوا التاريخ لكى تعرفوا قيمةَ مصر ومكانتَها ودفاعَها عن أمتها العربية على مر التاريخ، وأزيدكم من الشعر بيتًا، فقد قررت جامعةُ المنصورة بعد إنزالى العَلَمَ الكُردى من خلفيةِ الباحث فى يناير من العام ٢٠١٥ ألا يُرفعَ علمٌ كُردى فى أى مناقشة فى أى من كلياتها وأقسامها العلمية.. لا تنسوا أن المنصورة هى مصنعُ الرجالِ والأبطال، المنصورة هى التى هزمت الحملةُ الصليبية على مصر بقيادة لويس التاسع ملك فرنسا، وقامت بأسره فى دار ابن لقمان، المنصورة وجامعتها تأبيان أن تُشترى بدولارات الأكراد، وأطلب من الإخوة فى العراق أن يبعثوا أبناء الدولة العراقية الوطنيين للتعلم فى مختلف التخصصات بجامعة المنصورة، ليس طلبًا للمال من قِبلنا، ولكن تقديرًا لموقف الجامعة من قضية العَلَمِ الكُردى الذى لا ينبغي رفعه أو رفع أي أعلام أخرى فى مناقشاتٍ علمية ليس لها طابع سياسي. أيها الأكراد.. استقيموا يرحمكم الله في صفوف الدولة العراقية، واحمدوا الله أن دولتكم المحترمة أعطتكم حقوقًا لم يحصل عليها الأكراد فى دولٍ أخرى مجاورة، فضعوا أيديكم بصدقٍ وأمانة ووطنية فى أيدي دولتكم العراقية التليدة لكي تعيدوا لها مكانتها، هذا هو الأبقى لكم، لأن البديلَ الذى تحلُمون به لن يتحققَ لأسبابٍ كثيرة.. والأيامُ بيننا.