«يا أغلى اسم فى الوجود يا مصر، نعيش لمصر، ونموت لمصر، كلنا فداكى يا غالية، أرواحنا ودماؤنا وكل غالٍ يرخص من أجل حبة رمل فى أرضك»، هذا حال كل وطنى عاشق ترابك، فى كل لحظة نرى البطولات والتضحيات متجسدة فى رجال مصر الأوفياء من الجيش والشرطة، الذين يقدمون نماذج بطولية تقشعر لها الأبدان، وتفيض لها العيون بالدمع، ومع اقتراب ٢٥ يناير «عيد الشرطة»، كان لزامًا علينا جميعًا، أن نؤدى لهم التحية و«تعظيم سلام» ونقول لهم شكرًا من صميم القلب شكرًا على ما قدمتموه، وما بذلتموه من تضحيات، من أجل أن نحيا فى أمن وأمان، شكرًا يا رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، وفَّيتم وكفَّيتم وسوف نظل عاجزين عن رد الجميل، ولقد رأيت أن خير من يعبر عنكم صوت منكم وكان دورى نقل رسالته الصادقة للجميع.
- رسالة من ضابط شرطة للشعب المصري
استأذنكم قراءة بعض القصص البطولية لزملائنا
- النقيب مصطفى يسرى
«ضابط أمن مركزى اتصاب تانى يوم فض رابعة، كان ماشى بمدرعته على طريق الأوتوستراد أطلقت عناصر إرهابية عليه النار، وأخذ الطلقات فى ظهره اسمه «الشهيد الحي» فى غيبوبة ٨٠٠ يوم تقريبًا، لا يفيق إلا على ألم شديد، ويدخل تانى فى غيبوبة، وبعد معاناة وعمليات جراحية ناجحة وفاشلة، وإهمال طبى وما بين سفر للخارج وعلاج فى الداخل وللآن هذا البطل فى المستشفى، وهو محتاج الدنيا كلها تعرف إن تضحيته مستمرة ٣ سنوات ممكن محدش يكون فاكره، لكنه محتاج إننا كلنا نكرَّمه معنويا على الأقل لحد ما ربنا يقومه بالسلامة لأهله».
- الرائد طارق عبدالوهاب
«خبير مفرقعات بالقاهرة نزل بلاغ وجود قنابل كانت فى محيط الاتحادية ٣٠ يونيو ٢٠١٤، والقنبلة انفجرت، وهو بيتعامل معاها واتصاب، وتم بتر إيديه الاتنين، وعايش بدونهما عشانك وعشان تراب البلد دى يفضل شايلنا كلنا، يبقى له حق علينا إننا نشيله على راسنا من فوق، ونقول الضابط ده ابن بلدى، عشان ولاده وأهله يفضلوا فخورين ببطولته وتضحيته لازم نخلدها، ونعلمها لعيالنا يعنى إيه تفدى وطنك بالفعل مش بالكلام».
- النقيب محمود الكومى
«خبير مفرقعات تم ندبه للعريش من أسبوعين، عبوة ناسفة انفجرت فيه وتم بتر رجليه الاتنين، وعنده شظايا فى عينيه ووجهه، وضحَّى لأنه مؤمن بعمله، وبيحب تراب مصر، كلنا سمعناه وهو بيتكلم مع أحمد موسى وكم كانت نبرة الإيمان تسيطر على صوته! وهو يكرر كلمة «الحمد لله» قبل ما يحكى أى حاجة مقتنع وراضٍ جدًا بقضاء ربنا، وبيقول هتعالج وأطلب نقلى سيناء»
- ملازم أول فهد عبدالعزيز
«ضابط الإسكندرية من أسابيع، تم إبلاغ النجدة عن سيارة متروكة فى نفق مشكوك إنها مفخخة، وفورًا توجه الضابط فهد- اسمه على مسمى-كان النفق مزدحمًا، ورجال المفرقعات فى الطريق، فهد ركب السيارة وساقها لحد ما خرج بيها من النفق، ووقّفها فى مكان آمن ورجال المفرقعات فحصوها، كان ممكن تعمل كارثة لمنطقة كاملة».
- النقيب هيثم عماد
«ضابط أمن مركزى بالعريش من شهرين، انفجرت قنبلة فى مدرعته وأصيب هو والعساكر، والدكاترة قرروا بتر رجله الشمال سامعين، يا إخواننا رجله اتقطعت شاب عنده ٢٣سنة، ضحَّى عشانكم، وعشان مصر، وأُقسم بالله ليست شعارات النقيب هيثم بيكمل علاج إيديه، شكرا له، أنتم فخر لنا نتباهى بكم، وربنا يتم شفاكم جميعًا على خير».
ذلك هو الفرق بين الواجب والتضحية هى دى المعانى الحلوة، التى نحتاج أن نرويها كل لحظة لأولادنا، لازم صور وقصص هؤلاء الأبطال تكون أمامنا فى كل لحظة بأى شكل، ولو حتى نعملها بانرات إعلانات على الكبارى وفوق البيوت وفى المطارات وفى الجرايد والفضائيات، عشان كل اللى يشوفها يحب البلد دى أكتر، ويعرف إنها تستاهل مننا كتير، وإن هناك من ضحى بأغلى ما عنده، عشان ترابها وعشان غيره يعيش.
إيه المشكلة لوعملنا بانوراما كاملة فى مبنى كبير، ويتم توثيق كل القصص دى بالصور والفيديوهات، ونعمل رحلات مدارس وجامعات طول السنة، ليعلموا عنَّا ما يخفيه الإعلام. الكلام ده يعطيك أملًا فى الغد، ويعرفك إن فيه ناس مهما قلنا عنهم عمرنا ما نقدر نعوضهم عن تضحياتهم أبدا بيعلمونا كل لحظة إن التاريخ بيتكتب، وبيتزين بدم، وتضحية اللى راح واللى لسه هيروح عرَّفوا القصص دى لأولادكم وسط الزخم الأخلاقى والإعلامى اللى احنا فيه لسه فى حد بيقول إننا كلِّنا بنُقتل، ونُعذب ومش مصدق، إننا عندنا أبطال رجال بيضحوا فى سُكات، ومحدش حاسس بيهم نفسى نجمع الـ١٢ ألف مصاب والـ٧٥٠ شهيد شرطة خلال الفترة من ٢٥ يناير ٢٠١١، إلى اليوم وتتكتب قصصهم فى كتب لكل المراحل التعليمية للأجيال اللى جايه، ليعلموا معانى التضحية وحب البلد، ونغرس المعانى دى جواهم من صغرهم، يكبروا عندهم انتماء بالفعل مش بالكلام، ويتربوا على البطولات اللى بجد، وأنه لازم يضحِّى زى ماغيره ضحَّى، ويعرفوا إن فيه ضباط وأفراد وعساكر فى جهاز الشرطة ضحوا عشان البلد دى تفضل أحسن مايتربوا على «عبده موته»، و«أغانى المهرجانات» ورجاء للسادة منتجى السينما والتليفزيون بدل ما تجيب قصص تكرَّه الناس فى الشرطة، لكل شهيد ومصاب عندنا قصة اعملها وطلعها للناس، وصدقنى هتكسب وجرب، وإلى من يقرأ كلامى خليكم أنتم الإعلام الإيجابى، وانشروا النماذج دى لأن لازم نقنع أنفسنا أن غدًا بإذن الله أفضل لو ركزنا فى اللى راحوا شهداء، واللى اتصاب نصهم بعاهات مستديمة، أقسم بالله ما حد هيتكلم ربع كلمة عن الشرطة، كل ثانية بيموتوا ويتصابوا ومستحملين الطين وطافحين المرار ومحدش يقولهم شكرا، أرجوكم قدَّروهم ولو قليل اللى بيغلط حوادث فردية، وبتتم معاقبتهم بلاش نظلم الباقى لا عيد ولا مناسبات بتمر عليهم إلا واقفين شايلين أرواحهم على أيديهم عشان تحتفلوا وتفرحوا وبالشهور لا يرون أسرهم ولا أبناءهم، ياريت نراجع حساباتنا، ونعرف إن الناس دى تستحق نتكلم عنهم ليل نهار، ولولاهم كان زماننا كلنا، وأنا أولكم ضايعين ومالناش دية، وللصحفيين والإعلاميين فيه نماذج تستاهل تظهر للناس حضراتكم بتشتغلوا بمبدأ عندنا إيه النهارده، وإيه ماشى فى البلد اليومين دول وهناك أبطال يستحقون التكريم. تحياتى.. وتحيا مصر.
انتهت رسالة الضابط وأنا أقول له ولكل ضابط شريف وطنى مخلص، أنتم تاج على رءوسنا، نعرف قيمتكم ودوركم فى الداخل ومع الجيش فى سيناء، وأنكم دائمًا مستهدفون وفى خطر دائم.
تحية لكم، وتعظيم سلام ندعو الله أن يحفظكم ويحميكم لمصر ولنا وتحيا مصر.
وكل سنة وأنتم طيبين.