تأتي زيارة "فيكتوريا نولاند" مساعد وزير الخارجية الأمريكي لبلغاريا في توقيت هام على عدة محاور داخلية وخارجية، أولها على المستوى الخارجي في خضم أحداث الشرق الأوسط، والحرب الدائرة في سوريا وارتباط ذلك بعمليات نزوح آلاف من مهاجرين ولاجئين، وتداعيات الموقف البلغاري بإغلاق الحدود مع تركيا، واستكمال بناء الحائط العازل علي الشريط الحدودي البلغاري التركي، ثانيها: الموقف البلغاري الداعي لتفاهم دولي في إنهاء الحرب بسوريا وحل أزمات دول الشرق الأوسط، بما يساعد على إنهاء الصراع ووقف عمليات نزوح وتدفق لاجئين، ثالثها: الموقف البلغاري واستمرارية تجاذب في العلاقة مع روسيا من إغلاق المجال الجوي وعدم السماح لروسيا باستخدامه في الوصول لسوريا، إلى استمرار محافظة بلغاريا علي تنفيذ سياسات العقوبات الاقتصادية ضد روسيا.! يتزامن مع ذلك التعديلات البرلمانية علي قانون وزارة الدفاع البلغارية في السماح لطرف ثاني بحماية الأجواء البلغارية، ممن؟؟ وليس آخرها اجتماع اللجنة الحكومية البلغارية الروسية المشتركة للتعاون الاقتصادي والفني والتجاري -بعد انقطاع دام 5 سنوات- في 27 يناير الجاري، وأهمية مناقشة تحويل بلغاريا لمصدر توزيع غاز بالمنطقة ولأوروبا عبر المشروع البلغاري "البلقان" والذي هو في حقيقة الأمر (استبدال لمشروع السيل الجنوبي)، أما علي المستوى الداخلي، فترتبط بالتصدع الجاري في التحالف الحكومي اليميني البلغاري والخلافات الدائرة بين مكوناته على صعيد أسلوب ونهج الحكم في السياسات الداخلية والخارجية وارتباط ذلك بالوضع المعيشي الخانق لعامة الشعب البلغاري بل وتهديد أحزاب من التحالف بالانسحاب .ليست صدفه كلمات رئيس الحكومة "بوريسوف" في الاجتماع السنوي برجال الأعمال، من تحذيره باللعب على الاستقرار السياسي لحكومته، ومحاولات إسقاطها، خصوصا في ظل وضع عالمي محتدم ، يتزامن ذلك مع إعلان الاشتراكيين وحلفائهم تقديم أول طلب برلماني لسحب الثقة عن الحكومة، من جهة أخرى الصراعات الجارية في حزب الأقلية التركية البلغارية "حزب حركة الحقوق والحريات" وتبعية ذلك في العلاقات مع تركيا التي تحاول الهيمنة عليها، وهو ما اعترفت الحكومة البلغارية به واحتجت على ذلك، إلى تأزم حالي في العلاقات بين صوفيا وأنقرة .صوفيا التي لا تنسى انتزاع تركيا لمشروع غاز "السيل الجنوبي" وتحويله العام الماضي إلى السيل التركي، بعد إعلان صوفيا التزامها بالموقف الأوروبي الأمريكي، نعود لزيارة "نولاند" فهي كما الإعلان الصحفي الحكومي، ضمن جوله شملت السبت الماضي لاتفيا، وفي يوم الإثنين رومانيا، وصولا لبلغاريا .الإعلان وصفها بزيارة عمل تشمل تقييم نتائج 5 مجموعات عمل بلغارية أمريكية مشتركة في مجالات الدفاع والأمن، محاربة الإرهاب، مشروعات وأمن تدفق الغاز، الإصلاحات القضائية صمن ملف سيادة القانون، والعلاقات الثقافية ، مجموعات العمل استحدثت، بعد زيارة "كيري" يناير العام الماضي، نولاند لم تلتق بالصحفيين البلغار ولم تتفوه بكلمة، وهو ما استغربته العديد من مواقع وصحف بلغارية لكن الإعلان الصحفي أكد على لقاءاتها برئيس الجمهورية ونائبي الوزراء، ووزيري الدفاع والخارجية، كافة اللقاءات تناولت الملفات سابقة الذكر، بلغاريا بدأت منذ أواخر العام الماضي زيادة ميزانية الدفاع لتصل من 1,19% إلى 1,35% ولتتطور العام الجاري لتصل إلى 2% من إجمالي الناتج القومي العام، كما أنها ووفقًا للتعليمات الأمريكية الأطلسية تجتهد في تنويع مصادر السلاح للاستغناء عن التبعية للتسليح العسكري الروسي وبخاصة في مجال الدفاع الجوي من عدم الاعتماد علي الميج الروسي، من هنا تكمن أهمية وتوقيت زيارة مساعدة كيري لصوفيا، والتي أثير حولها ضباب إعلامي.
