الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ملفات خاصة

تريكا الملجأ السري لـ"عتاة الإرهابيين"

على رأسهم اليمنى جمال البدوى

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news


 

وقفت المدمرة الأمريكية "كول" فى ميناء عدن البحرى ظهر يوم ١٢ أكتوبر عام ٢٠٠٠، بغرض التزود بالوقود، واقترب منها قارب صغير بسرعة جنونية، واصطدم بها محدثًا انفجارًا تسبب فى فتحة طولها ١٢ مترًا.
آنذاك أدى الحادث لمقتل ١٧ بحارًا أمريكيًا وإصابة ٣٩ آخرين بجروح، وأعلن وقتها زعيم تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن، مسئوليته عن الحادث، وبعدها فكرت الولايات المتحدة الأمريكية فى احتلال مدينة عدن اليمنية لكن تم منعها بالوسائل الدبلوماسية.
الأمن اليمنى قام بالقبض على العديد من المتورطين فى تفجير المدمرة الأمريكية، ورفض تسليمهم لأمريكا مع الإصرار على حبسهم داخل الأراضى اليمنية.
نجح فى الهرب ٢٣ إرهابيًا تابعين لتنظيم القاعدة، من مبنى جهاز الأمن السياسى اليمنى بقيادة الإرهابى جمال البدوى القيادى بتنظيم القاعدة والمتهم الثانى فى تفجير المدمرة، والذى حكم عليه بالإعدام قبل تخفيف عقوبته بالحبس ١٥ عامًا فى أشهر واقعة هروب فى اليمن.
وكان أعضاء القاعدة المعتقلين قاموا بحفر نفق عمقه ٤ أمتار وعرضه ٤٠ مترا وهربوا من محبسهم إلى داخل مسجد للنساء ملحق بمسجد الأوقاف جنوب سور الأمن السياسى. احتجت الولايات المتحدة الأمريكية على هروب الإرهابيين وتدهورت علاقاتها مع اليمن على أثر هذا الحادث، وحتى الآن مازالوا يبحثون عن المتورطين فى الحادث، لدرجة أن أمريكا عرضت مكافأة وقدرها ٥ ملايين دولار لمن يقدم معلومة تفيدها فى اعتقال البدوى والمتهمين الآخرين.
يذكر أن الأمن اليمنى عثر داخل منزل البدوى على رسالة موجهة له بخط يد زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن عام ٩٧ يطالبه فيها بتنفيذ عملية ضد الأمريكان فى ميناء عدن. «البوابة» حصلت على رسائل «أحمد على المقالح» أحد المتورطين فى تفجير كول الإرهابى مع «محمد الإسلامبولي» القيادى بتنظيم القاعدة، والشقيق الأكبر لخالد، قاتل الرئيس الراحل أنور السادات.
المقالح اسم كبير وموثوق فيه لدى تنظيم القاعدة داخل اليمن، وهو على علاقة كبيرة بمنفذى الحادث الذى شارك فيه مع الإرهابى الخطير والمطلوب دوليًا جمال بدوى.
والمقالح حاليًا هارب من الأمن اليمنى ويتمنى الخروج من اليمن والاستقرار فى تركيا بعد اللجوء السياسى لها، لأن الحكومة هناك تدعم الإرهاب، وتركيا المكان الأكثر أمانًا له، لأن - على حد وصفه - اسمه مدرج ضمن القائمة السوداء للإرهاب والتى أعدتها الأمم المتحدة.
موقع التواصل الاجتماعى (فيسبوك) وسيلة جيدة للتواصل بين المقالح وزملائه الإرهابيين بتنظيم القاعدة والجهاد والرسائل التى حصلنا عليها خاصة بالمقالح مع صديقه محمد الإسلامبولى الذى عاش معه فترة داخل اليمن كانت بتاريخ ٣ فبراير ٢٠١٥ وكان لقاء حميميًا لم يتم منذ سنوات. وقال المقالح فى بداية الدردشة بينهم إن الأوضاع فى اليمن أصبحت لا تطاق، وطلب من الإسلامبولى شرح ظروف المعيشة فى تركيا مع أسرة مكونة من ١٠ أفراد قائلًا إنه لو ساءت الظروف أكثر فقد ننتقل إلى أى مكان.
فرد الإسلامبولى أن المعيشة ليست رخيصة، خاصة أن إيجار البيوت المكونة من غرفتين مرتفع فى العاصمة إسطنبول ويبتدأ من ٨٥٠ ليرة والثلاث غرف فوق ١٠٠٠ ليرة. وأضاف الإسلامبولى: من زمان ما تكلمنا يا شيخ ووحشتنا الجلسة عندك فى المجلس.
طلب المقالح خلال هذه الدردشة فتوى من الإسلامبولى قائلًا له هل يجوز للمسلم العمل مع الصليب الأحمر هنا فى اليمن؟ فرد الإسلامبولى أن هذا الامر يحتاج لمعرفة طبيعة العمل، لأنهم يستخدمون أمورًا كثيرة للتجسس على المسلمين. فقال المقالح: يعنى إذا تم التأكد أن العمل لن يستخدم للتجسس هذا يجوز؟ ، فرد الإسلامبولى أن هذا خير والمهم تكون يقظا لألاعيب المجرمين.
قال المقالح: «مشتاق لمعرفة أخباركم كلها، هل أنت لحالك أم مع بعض الأسرة أم الجميع فى الغربة؟ فرد عليه الإسلامبولى: قبل الانقلاب خرجت مع أبوياسر من مصر بطريق غير رسمى وذهبنا لتركيا وأبوياسر طلب لجوء سياسى وماشى فى إجراءاته وأنا قالولى إن اسمى فى لائحة الأمم المتحدة المتعاونين مع القاعدة، ولذلك احتجزونى الفترة الماضية وأفرج عنى القضاء، وبالنسبة للأولاد حاولت إخراجهم من مصر، لكن منعوهم لإجبارى على الرجوع، ولكن زوجتى الجديدة خرجت من مصر وهى أرملة الأخ النعمان الذى قتل فى وزيرستان غرب باكستان رحمه الله لو تتذكره وكان معنا فى اليمن وهى غير معروفة لدى الأمن المصرى لهذا نجحت فى إخراجها واصطحابها معى فى تركيا وهى معى الآن.
فسأل الإسلامبولى المقالح: طمنا على أخبارك؟! فرد عليه أنه الآن تقاعد بعد أن تعاقدوا معى، ولا يدرى هل سيتم تجديد العقد أم لا، سينتهى فى شهر ٤ هذه السنة، أى بعد شهر، ويفكر فى فتح مكتب استشارات.
فرد عليه الإسلامبولى: ربنا يحفظك وييسر لك الأمور، لماذا لا تبحث عن عمل فى الخليج، فرد المقالح أن الظروف زى ما أنت شايف لا ندرى ماذا سيحدث غدا واسمى على اللائحة السوداء للإرهاب، والأمن هنا بعد ما هربت وقعدت فى الجوف ومأرب وشبوة سنتين، أبلغونى أننى ممنوع من السفر خوفا علىّ، لأن اسمى عند الأمن فى الدول الأخرى ومطلوب دوليا ومن يومها لا أستطيع الخروج من اليمن.
وقال المقالح إنه عندما يبحث اسمه يجد أخبارًا عناوينها: متهم بتفجير كول يناشد أهله.. وصفحات كثيرة تنقل أخبارًا عنه قائلًا إن المخابرات تستقى بعض معلوماتها من الجرائد والصحف هنا تبالغ فى الأمور.
وأضاف المقالح أن الخوف من الاعتقال لدى أجهزة الأمن للدول الأخرى لأن أحد الإخوة الذى تم التحقيق معه فى الأردن سألوه عنه قائلًا إن معظم الدول العربية منها الأردن والمغرب ومصر وسوريا تعمل للغرب مباشرة، فرد الإسلامبولى إن شاء الله ربك يزيل هذه الغمة، أنا كنت بفكر آجى عندكم، فقال المقالح كم مشتاقين لعودة تلك الأيام، لكن الآن صحتك مع تقدم العمر ما تسمح لك بتلك المعاناة.
وفى نهاية المحادثة قال الإسلامبولى إنه حزين لأن الحوثيين ركبوا اليمن بهذه الطريقة وطلب من المقالح ضرورة التواصل معه وتقديم الدعوات له قائلا فى حفظ الله ورعايته سلام عليكم ورحمة الله.