مازالت قيادات الجماعات الإسلامية يبحثون عن وسيلة للإفراج عن الشيخ «أنور حامد عباس عبد المولى» ابن قرية الحميدات بمحافظة قنا، والمعتقل بسجن العقرب منذ عام ٢٠٠٠ والمحكوم عليه بالمؤبد لاتهامه فى القضية رقم ٩٥/٤٠ حصر أمن دولة، بقلب نظام الحكم، واتهامه أيضا بقتل ضابط شرطة بالمنيا.
فأثناء حكم الإخوان نظمت العديد من الوقفات الاحتجاجية للإفراج عنه أمام ديوان عام محافظة قنا، وحاول قيادات الجماعة الإسلامية الضغط على «مرسى» لفك أسره، لكن القيادى بالإخوان «صبحى صالح» نائب دائرة الرمل السابق، رفض خروج «أنور»، وهذا ما أغضب قيادات الجماعة الإسلامية من «مرسى» وجماعته.
حصلنا على محادثات بين شقيق المعتقل «أنور» وهو «حسنى حامد الحميدى» مع «محمد شوقى الإسلامبولى» القيادى بتنظيم القاعدة، والشقيق الأكبر لـ«خالد» قاتل الرئيس الراحل «أنور السادات».
قبل الإفراج عن أعداد كبيرة من معتقلى الجماعة الإسلامية والتنظيمات الإرهابية من السجون المصرية، سأل «الإسلامبولى» «حسنى» شقيق الشيح «أنور» فى رسالة بتاريخ ١٧ يونيو ٢٠١٢، وقال فيها ما أخبار خروج الشيخ «أنور حامد» من المعتقل؟ فرد «حسنى» أن هناك محاولات جدية، وسمعنا عن خروج ناس كثيرين، لكننا غير متأكدين وهناك تأخير بسبب المشاكل الموجودة فى الدستور والتحرير، مع أنهم وعدوا منذ عيد الأضحى الماضى بإطلاق سراحه.
ويوم ٦ فبراير، أرسل «حسنى» لـ«الإسلامبولى» صورة للشيخ «أنور»، وطلب منه طباعتها فى لافتة والخروج بها فى مظاهرات ١٥ فبراير ٢٠١٣، ووافق «الإسلامبولى» على ذلك. وفى ٢ مارس ٢٠١٣، وجه «حسنى» سؤالا لـ«الإسلامبولى» وقيادات الجماعة الإسلامية: «لو أنتم مكان الشيخ أنور حامد المعتقل الوحيد من الجماعة الإسلامية هتعملوا إيه؟» ورد عليه «الإسلامبولى»: «كنت أزعل منهم جميعا واحنا أساسا مش ساكتين حتى يخرج الأخ الحبيب». فى ١٣ مارس قال «حسنى»: «إن المعتقلين السياسيين فى حالة حزن وضيق بسجن العقرب، ويا ريت حد يكلم المسئولين ويشوف ليهم حل»، وفى ١٧ مارس ٢٠١٣ قال «الإسلامبولى» لـ«حسنى»: «أبشر يا شيخ حسنى فرج قريب إن شاء الله، وحددنا موعدا اليوم لمقابلة وزير الداخلية محمد إبراهيم، من أجل الشيخ أنور، وسيقابله الشيخ صفوت وعبود وطارق، وأدعو للأخوة بالتيسير»، ومن بعدها حتى الآن لم يتم الإفراج عن الشيخ أنور، وحسب ما قاله وأفاد به قيادات الجماعة أن «صبحى صالح» القيادى بالإخوان هو الذى مانع فى الإفراج عن «أنور حامد»، ويبدو أن هناك مشكلة سابقة حدثت بينهما.
وبعد حبس «مرسى» وجماعته والإطاحة بهم من حكم مصر قرر «محمد الإسلامبولى» فتح النار على «صبحى صالح»، الذى رفض خروج بعض المعتقلين من أبناء الجماعة الإسلامية، وقال «الإسلامبولى» فى رسالته لـ«صبحى» بتاريخ ٢٩ يوليو ٢٠١٤«: لقد أتيت إليك فى مجلس الشعب، من أجل قانون العفو عن المسجونين، وكان فى يدك الأمر أن تسرع به أو تلغيه، وكان بإمكانك أيضا رفع الظلم عن المظلومين، وهى نعمة ساقها الله إليك، لكنك رفضت النعمة، وكنت أخاف عليك من دعاء المظلومين فى السجن ولا أخفى عليك، فقد حدث فظلم ذوى القربى أشد من ظلم الطواغيت».
وأضاف فى رسالته: «أنا لا أذكر ذلك الكلام شماتة معاذ الله، فرغم ما فعلتموه معنا لا تزال الجماعة معكم فى خندق الابتلاء، فمنهم الشهيد الذى قتل فى رابعة وغيرها من الأماكن، ومنهم المحكوم عليه بالإعدام والأشغال الشاقة. ولكن كلماتى لك، ونحن نقاسى الظلم والطغيان سويا، أن تتذكر كلمات لأحد الوزراء فى عهد هارون الرشيد، وهو خالد البرمكى لابنه حينما دخلا السجن، وسأله عما أصابهما بعد العز والملك، فقال له يا بنى لعلها دعوة مظلوم سرت بليل غفلنا عنها، ولم يغفل عنها الله، اسال الله أن يعفوا عنا وعنكم ويتجاوز عنا جميعا، ويتقبل شهداءنا ويرحم جرحانا ويفك أسرانا».