رغم كل فتاوى القتل وإهدار دم الإنسان التى يطلقها شيوخ ما يسمى بالإسلام السياسى منذ نشأته، لم نشهد خيطاً فى عمامة الأزهر يهتز غيرة على الإسلام ودفاعاً عن الدين الوسطى الحنيف.
وبالأمس القريب يفتينا مولانا الداعية السياسى الشيخ ياسر برهامى بحرمانية تهنئة المصريين المسيحيين بأعيادهم، ومع ذلك لم تتحرك عمامة الأزهر لتتهم برهامى بازدراء الدين لأنه اعتبر بفتواه أن الإسلام يكره كل ما هو غير مسلم ويحض الناس على بغضه، وفى ذلك ازدراء للإسلام والمسيحية معاً.
شيوخ الإخوان أفتوا بقتل ضباط الجيش والشرطة والمواطنين الذين أيدوا ثورة الـ٣٠ من يونيو، إلا أن عمامة الأزهر لم تر فى ذلك إهانة للدين وتشويهاً له، ولم تلجأ إلى مقاضاتهم بتهمة التحقير من شأن الإسلام.
وقبل ذلك كله انتشرت فى السنوات الأخيرة فضائيات دينية لم تنشر إلا الخبائث، ولم تبث إلا الفتن بين المسلمين، وروجت للتخلف والانحطاط بالدعاية للشيوخ المتعاملين مع الجن والعفاريت؛ ورغم ذلك كله؛ صمت الأزهر الشريف عنها جميعاً، ولم يغضب ولم تهتز عمامته ضد من يهينون الدين ويحطون من شأنه أمام كل ذى عقل وفهم.
لكن عمامة الأزهر انتفضت واهتزت لتزلزل الأرض من تحت أقدامنا لتنتقم من المطرب والفنان الشعبى شعبان عبدالرحيم وتلقنه درساً فى احترام الدين والعمامة الحمراء، والسعى للزج به خلف القضبان غير مأسوف عليه، لأنه كما يقول صاحب العمامة عباس شومان فى بلاغه ضد شعبان عبدالرحيم بصفته وكيلاً للأزهر الشريف «قام -أى عبدالرحيم- بقراءة القرآن ملحناً بلحنه الشهير واختتمه بعبارة بس خلاص بينما كان يرتدى العمامة الحمراء، وفى ذلك سخرية من القرآن وازدراء للدين والعمامة معا»ً.
ليت دعوى السيد شومان أقيمت لجرم حقيقى اقترفه شعبان عبدالرحيم، فالفيديو الذى استند إليه البلاغ يظهر فيه شعبان يتلو القرآن الكريم غير ملحن وبمساعدة أحد المقرئين ليصحح له القراءة، كما أنه اختتم التلاوة «بصدق الله العظيم» ولم تأت عبارة «بس خلاص» كخاتمة وإنما وردت بشكل تلقائى ليس فيه ما يوحى بالسخرية أو الازدراء.
أما العمامة الحمراء التى ارتداها عبدالرحيم فالمؤكد أن الرجل لم يقصد إهانتها أو المساس بقدسيتها لا سمح الله، والحق أننى فوجئت بأن هناك نصا قانونيا يمنح نوعاً من القداسة للزى الأزهري، ومع ذلك ليقدسوا الزى كما شاءوا لكن أليست فتاوى الحض على الكراهية والقتل باسم الدين، وربطه بحكايات الجن والعفاريت والمس الشيطاني، مساسا أيضاً بقدسية القرآن والسنة؟! أليس فى تلك الفتاوى خروج على الدين ومن الملة؟!
الأزهر الشريف رفض أن يفتى بتكفير الدواعش الذين يبقرون بطون الحوامل ويسبون العذراوات ويحرقون الرجال، وله فى ذلك وجهة نظر تحترم وتقدر، لكن أليس ذلك يعنى بالضرورة أن الأزهر الشريف يحترم أيضاً كل من يقدم اجتهاداً أو محاولة من أجل تجديد الفقة والخطاب الديني؟!
للأسف يرفض الأزهر تكفير الإرهابيين القتلة باسم راية الإسلام، لكنه لا يبالى بتكفير الراغبين فى إصلاح ما فسد بسبب موروث عن بشر مثلنا فقد صلاحيته، وتأمل عزيزى القارئ الحملة التى تشن ضد كل مجدد بدءًا من الدكتور نصر حامد أبوزيد الذى كفروه وحكموا بتفريقه عن زوجته، ومؤخراً الباحث إسلام بحيرى الجاد والمحترم رغم أنف المتجمدة عقولهم، وفى الطريق دكتور سيد القمنى الذى يعد الأزهر ملفاً بكل ما كتب تمهيداً لملاحقته بتهمة ازدراء الأديان. وربما يلاحق الأزهر والهيئات التابعة له لجنة القصة بالمجلس الأعلى للثقافة بسبب ترشيحها بحيرى والقمنى لجائزة الملك فيصل، فقط اتهم الأزهر ومجمع البحوث الإسلامية الأعلى للثقافة بتشجيع من يهاجمون الأزهر ويطعنون فى التراث. ويبدو أن الدفاع عن قداسة الموروث وتحريم الاقتراب منه بالنقد والتفنيد قد انتقل إلى مؤسسة الأزهر وشيوخها، ولا أظن ذلك بعيداً عن أصحاب المصلحة الحقيقية بعدم اتخاذ خطوة جادة ووحيدة نحو تجديد الخطاب الديني، لذلك يبذلون المزيد من الجهد ويدفعون كل ثمين من أجل تقوية جبهة الجمود داخل مؤسسة الأزهر الشريف، وفيما يبدو أن هناك توجيها لتتبع كل صغيرة حتى لو كانت فيديو لمطرب حاول تلاوة القرآن داخل منزله، فالهدف هو إخافة وإرهاب كل من يحاول الاقتراب من هذه المنطقة. ظنى أن الأزهر الشريف سيكون الخاسر الأكبر إذا استمر على هذا النهج، فإما أن يتبعه الناس فيكفوا عن التجديد وينصرفوا إلى شيوخ الفتنة والخرافة ليكون بذلك قد أضر برسالته ودعوته إلى الدين الوسطى المستنير، وإما أن ينصرف عنه الناس ويفقد ثقتهم لأنه أضحى غير مختلف عن نهج دعاة التشدد ولم يعد ثمة فاصل بين مؤسسة الاعتدال وجماعات التكفير.
وبالأمس القريب يفتينا مولانا الداعية السياسى الشيخ ياسر برهامى بحرمانية تهنئة المصريين المسيحيين بأعيادهم، ومع ذلك لم تتحرك عمامة الأزهر لتتهم برهامى بازدراء الدين لأنه اعتبر بفتواه أن الإسلام يكره كل ما هو غير مسلم ويحض الناس على بغضه، وفى ذلك ازدراء للإسلام والمسيحية معاً.
شيوخ الإخوان أفتوا بقتل ضباط الجيش والشرطة والمواطنين الذين أيدوا ثورة الـ٣٠ من يونيو، إلا أن عمامة الأزهر لم تر فى ذلك إهانة للدين وتشويهاً له، ولم تلجأ إلى مقاضاتهم بتهمة التحقير من شأن الإسلام.
وقبل ذلك كله انتشرت فى السنوات الأخيرة فضائيات دينية لم تنشر إلا الخبائث، ولم تبث إلا الفتن بين المسلمين، وروجت للتخلف والانحطاط بالدعاية للشيوخ المتعاملين مع الجن والعفاريت؛ ورغم ذلك كله؛ صمت الأزهر الشريف عنها جميعاً، ولم يغضب ولم تهتز عمامته ضد من يهينون الدين ويحطون من شأنه أمام كل ذى عقل وفهم.
لكن عمامة الأزهر انتفضت واهتزت لتزلزل الأرض من تحت أقدامنا لتنتقم من المطرب والفنان الشعبى شعبان عبدالرحيم وتلقنه درساً فى احترام الدين والعمامة الحمراء، والسعى للزج به خلف القضبان غير مأسوف عليه، لأنه كما يقول صاحب العمامة عباس شومان فى بلاغه ضد شعبان عبدالرحيم بصفته وكيلاً للأزهر الشريف «قام -أى عبدالرحيم- بقراءة القرآن ملحناً بلحنه الشهير واختتمه بعبارة بس خلاص بينما كان يرتدى العمامة الحمراء، وفى ذلك سخرية من القرآن وازدراء للدين والعمامة معا»ً.
ليت دعوى السيد شومان أقيمت لجرم حقيقى اقترفه شعبان عبدالرحيم، فالفيديو الذى استند إليه البلاغ يظهر فيه شعبان يتلو القرآن الكريم غير ملحن وبمساعدة أحد المقرئين ليصحح له القراءة، كما أنه اختتم التلاوة «بصدق الله العظيم» ولم تأت عبارة «بس خلاص» كخاتمة وإنما وردت بشكل تلقائى ليس فيه ما يوحى بالسخرية أو الازدراء.
أما العمامة الحمراء التى ارتداها عبدالرحيم فالمؤكد أن الرجل لم يقصد إهانتها أو المساس بقدسيتها لا سمح الله، والحق أننى فوجئت بأن هناك نصا قانونيا يمنح نوعاً من القداسة للزى الأزهري، ومع ذلك ليقدسوا الزى كما شاءوا لكن أليست فتاوى الحض على الكراهية والقتل باسم الدين، وربطه بحكايات الجن والعفاريت والمس الشيطاني، مساسا أيضاً بقدسية القرآن والسنة؟! أليس فى تلك الفتاوى خروج على الدين ومن الملة؟!
الأزهر الشريف رفض أن يفتى بتكفير الدواعش الذين يبقرون بطون الحوامل ويسبون العذراوات ويحرقون الرجال، وله فى ذلك وجهة نظر تحترم وتقدر، لكن أليس ذلك يعنى بالضرورة أن الأزهر الشريف يحترم أيضاً كل من يقدم اجتهاداً أو محاولة من أجل تجديد الفقة والخطاب الديني؟!
للأسف يرفض الأزهر تكفير الإرهابيين القتلة باسم راية الإسلام، لكنه لا يبالى بتكفير الراغبين فى إصلاح ما فسد بسبب موروث عن بشر مثلنا فقد صلاحيته، وتأمل عزيزى القارئ الحملة التى تشن ضد كل مجدد بدءًا من الدكتور نصر حامد أبوزيد الذى كفروه وحكموا بتفريقه عن زوجته، ومؤخراً الباحث إسلام بحيرى الجاد والمحترم رغم أنف المتجمدة عقولهم، وفى الطريق دكتور سيد القمنى الذى يعد الأزهر ملفاً بكل ما كتب تمهيداً لملاحقته بتهمة ازدراء الأديان. وربما يلاحق الأزهر والهيئات التابعة له لجنة القصة بالمجلس الأعلى للثقافة بسبب ترشيحها بحيرى والقمنى لجائزة الملك فيصل، فقط اتهم الأزهر ومجمع البحوث الإسلامية الأعلى للثقافة بتشجيع من يهاجمون الأزهر ويطعنون فى التراث. ويبدو أن الدفاع عن قداسة الموروث وتحريم الاقتراب منه بالنقد والتفنيد قد انتقل إلى مؤسسة الأزهر وشيوخها، ولا أظن ذلك بعيداً عن أصحاب المصلحة الحقيقية بعدم اتخاذ خطوة جادة ووحيدة نحو تجديد الخطاب الديني، لذلك يبذلون المزيد من الجهد ويدفعون كل ثمين من أجل تقوية جبهة الجمود داخل مؤسسة الأزهر الشريف، وفيما يبدو أن هناك توجيها لتتبع كل صغيرة حتى لو كانت فيديو لمطرب حاول تلاوة القرآن داخل منزله، فالهدف هو إخافة وإرهاب كل من يحاول الاقتراب من هذه المنطقة. ظنى أن الأزهر الشريف سيكون الخاسر الأكبر إذا استمر على هذا النهج، فإما أن يتبعه الناس فيكفوا عن التجديد وينصرفوا إلى شيوخ الفتنة والخرافة ليكون بذلك قد أضر برسالته ودعوته إلى الدين الوسطى المستنير، وإما أن ينصرف عنه الناس ويفقد ثقتهم لأنه أضحى غير مختلف عن نهج دعاة التشدد ولم يعد ثمة فاصل بين مؤسسة الاعتدال وجماعات التكفير.