تقف قواتنا المسلحة ببسالة وتفانٍ ويضحى أبطالها بأنفسهم لإنقاذنا من مصير العديد من الدول العربية التى كانت ملء السمع والبصر، وأصبحت مرتعا للإرهاب والحروب، ونهب ثرواتها وتجويع وإبادة شعوبها التى أعادوها إلى عصور الجاهلية، ووصل الأمر إلى الرق وبيع الأجساد، كل ذلك بتخطيط دول كبرى، وما زال جهلاء الأمة يعربدون بأفكارهم ومعتقداتهم ويتهمون حكوماتهم وحكامهم بما ليس فيهم.. ونجد من يهب علينا بالادعاء على الكيان الفريد فى العالم «الأزهر الشريف» بأنه منبع الإرهاب، وأن كتبه وأفكاره خلقت المسمين بالدواعش، متناسين اعترافات الأمريكان بأنهم من صنعوا القاعدة وداعش وغيرهما، ولكن جهلاءنا الأفذاذ يصرون على تحطيم أمتنا عن عمد، ينظرون إلى منفعتهم الخاصة وأرصدتهم بالبنوك بالعملة الصعبة، لذلك فطن الشعب المصرى واستفاق، ويقف بصلابة فى ظهر زعيمه الذى اختاره وسلم له قيادة مصيره، واثقا فى خطواته وقراراته.. ونعلم جميعا إحساس الرئيس بنا ولهفته وتفانيه لرفع المعاناة عنا، ونراه يتألم أشد الألم من فقدان أى من أبطالنا الذين يستشهدون للدفاع عن ترابنا، يشعر بأبوته وإنسانيته بالآباء والأمهات، لأنه يقدر فداحة آلامهم، فالموت هو الحالة الوحيدة التى وصفت بالمصيبة فى القرآن الكريم، فقد وصفها الله تعالى «بمصيبة الموت» لما يصاحبه من ألم ومشاعر لا تندمل مهما طال الأمد، وقد تكرر الاستشهاد وحصد العديد من خيرة شباب مصر، من أبناء القوات المسلحة والشرطة، وأيضا قضاة ومدنيين.. ومن المعلوم للجميع، أن دولتنا تقف بصلابة لمساندة أسر الشهداء بالحماية والتكريم، ولكن هناك حالة من عدم التكافؤ والمساواة بينهم، ومع كثرة الأعداد أصبح الإعلام المقروء والمرئى يكتفى بعبارات جوفاء مثل: «استشهاد ضابط وثلاثة جنود» دون ذكر أسمائهم، ثم نجد حالات أخرى يحتفى بها سواء فى عرض تسجيل الجنائز أو استضافة الأسر فى البرامج، ورغم علمى أن هناك فروقًا فى طريقة الاستشهاد بين تفجير مدرعة أو سيارة بألغام مزروعة، وبين مطاردة لعناصر إرهابية أو بطولة فردية يختار فيها الشهيد التضحية بنفسه ليحمى زملاءه أو جنوده مثل: الجنديين الشهيدين أحمد عبد التواب، وحسام أحمد اللذين تصديا لعربة مفخخة أثناء اقتحامها لكمينهما فى الشيخ زويد فدمراها ومنعاها من الوصول ببسالة وفدائية، حتى استشهدا بهجوم من الخلف من سبعين آخرين.. أو مثل قائد أحد الكمائن التى تعرضت لهجوم بالشيخ زويد أيضا، والذى رفض أن يتحرك من موقع الكمين رغم إصابته الخطيرة قبل إخلاء الشهداء والمصابين، ولكن لم يمهله القدر فاستكمل دوره المقدم الشهيد محمد هارون الذى كان آخر من يخرج من الموقع ولكن محمولًا على الأعناق ليزف إلى الجنة، أو مثل الجندى الشهيد عبد الرحمن متولى الذى ظل يقاتل الإرهابيين رغم إصابته حتى سقط برصاصة فى رأسه.. وغيرهم الكثيرون من أبطالنا الذين لم يبخلوا بأرواحهم وأجسادهم، ومازال زملاؤهم يستكملون مسيرتهم.. وقد استضاف فخامة الرئيس بعض أسر الشهداء، وهو لقاء أثلج صدور المصريين بتكريمهم وتكريس شعورهم بقيمتهم الإنسانية وتقدير رئيس الدولة لدور أبنائهم فى الجهاد والتضحية، فيدا الرئيس اللتان تحنوان على أكفهم وأكتافهم تمدهم بالطاقة لصلب ظهورهم وتخفيف آلامهم وخاصة البطلات من الأمهات المكلومات. فقد سمعنا كلمات والدة الشهيد محمد أيمن، وهى ترفض إعفاء ابنها الثانى من التجنيد وتقول: «لازم يتجند هو وأخوه الصغير ويجيبوا حق محمد، ده محمد اللى هيدخلنا الجنة».. بتلقائيتها تعلم وعد الله وتؤمن به، بلا حذلقة وفذلكة بائعى الدين أو نخبة من مثقفين، وقد شاهدنا أيضا مقابلة زوجة المستشار عمر «شهيد مجلس الدولة»، والذى استشهد فى فندق العريش أثناء الانتخابات، وهى سيدة فاضلة وراضية قالت بعد أن حظيت بمقابلة الرئيس «إن زوجى ربنا أكرمه بالشهادة وأكرمنى بمقابلة الرئيس السيسي» .. فمقابلة الرئيس حلم للمصريين جميعا، وقد لفت نظرى بعدها صورة الرئيس وحوله بعض الأطفال فسألتنى «فريدة» ابنة شقيقتى ذات السبعة أعوام: «هما كل دول أحفاد السيسي؟!»..أجبتها بأنهم أبناء بعض شهداء الجيش والشرطة، ففاجأتنى بردها: «يا بختهم شافوا السيسى وقعدوا معاه يا ريتنى كنت معاهم».. قطعا لا تدرك معنى يتم هؤلاء الأبرياء ولكنها ألهمتنى الإحساس بمدى أهمية تلك المقابلة فى النفوس، لذلك أتوجه لفخامة الرئيس الذى لم ولن يقصر مع أهالى الشهداء، بأن يمنح أسر الشهداء الذين لم يحظوا بمقابلته فرصة لقائه، لكى يتذوقوا شهد اللقاء ليغير صبر الحلوق، أو تجمعهم صورة بجواره لتزين جدران منازلهم بجوار صورة الشهيد.. فرجائى أن يتدارك القائمون على تنظيم تلك المقابلات بتحقيق العدل بين تلك الأسر ويمنحوهم هذا التقدير، ليكون هذا النهج الراقى مع جميع الأسر، فهم يستحقون وبالتأكيد الرئيس أشد منى حرصًا على هؤلاء المضحين بقرة عيونهم، ولن يرفض فخامته رغم ضيق الوقت، لأنه يعلم بأنها ستخفف عنهم وتسعدهم وتضمد جراحهم.. فيا ليت المنظمين لتلك المقابلات يقومون بحصر الأسر التى لم تحظ بهذا الشرف ليعود إليهم حقهم فى أبوة الرئيس ورعايته النفسية لهم، فتلك المقابلة سكن وسكينة وفخر وافتخار للجميع، ولا نجعلهم يشعرون بالتفرقة غير المتعمدة، ولكنها ربما تجرح أهلنا المبتلين. فلنمسح دموع الأمهات والزوجات ونشد من أزر الآباء والأبناء.
آراء حرة
عتاب ورجاء من أسر شهداء
تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق