الإثنين 23 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

مين اللى بيلعب في مصر؟!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ساعات قليلة تفصلنا عن الذكرى الخامسة لثورة 25 يناير.. إلى هنا والسياق يبدو عاديًا ولا يضيف جديدًا.. لكن بنظرة فاحصة للمشهد في مصر ستكتشف "بالعين المجردة" أن ثمة شيئًا خطيرًا يجري الترتيب له في مصر.. ونعلم تمام العلم ماذا سيقول "النوشتاء" و"الحكوكيون"، الذين كانوا أبرز "إرهاصات" ثورة 25 يناير، مزاعم وادعاءات وتنظير.. لكن هي الحقيقة والواقع شاء من شاء وأبى من أبى.
ولنتذكر سريعًا ما حملته الأيام الماضية من أحداث بدءًا من "تقرير جنينة" الذي زعم أن حجم الفساد في 2015 بلغ 600 مليار جنيه.. وعندما ردت عليه لجنة التحقيق وكشفت حجم التهويل والتدليس والتضخيم.. لعبها بدهاء أكبر حين أعلن احتفاظه بحق الرد لما بعد 25 يناير من باب "احنا بنهدي النفوس".
ظاهرة أخرى خطيرة لها دلالتها تتمثل في زيادة أعطال الكهرباء ومترو الأنفاق وانقطاع المياه وتفجير قضية تسمم الأسماك على نحو فرض التساؤل الآتي على لسان رجل الشارع المصري: "هو إيه اللي بيحصل في مصر؟" خصوصًا إذا ما وضعنا كل هذه الحوادث في سياق الدعوات التحريضية لنشر الفوضى في ربوع مصر إلى جانب التهديدات الإرهابية التي بدأت على ما يبدو بوضع قنابل شديدة التفجير على الطرق الرئيسية.. مع حرب الشائعات التي تنطلق كل دقيقة على المواقع التابعة للتنظيمات الإرهابية في محاولة يائسة لتصدير صورة كاذبة عن انعدام الأمن في مصر وإشعال ثورة أخرى تقضي على الأخضر واليابس وتهدد استقرار البلاد والمنطقة بأسرها.
البداية من تصريحات هشام جنينة رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات، المضللة عن تكلفة الفساد خلال عام 2015، التي ذكر أنها تصل إلى 600 مليار جنيه، وعلى الفور أصدر الرئيس عبدالفتاح السيسي قرارًا جمهوريًا بتشكيل لجنة برئاسة رئيس هيئة الرقابة الإدارية وعضوية ممثلين عن وزارات التخطيط والمالية والداخلية والعدل، إضافة إلى عضوية المستشار هشام بدوي نائب رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات، وذلك لتقصي الحقائق ودراسة ما جاء في التصريحات المتداولة بأن حجم الفساد بلغ 600 مليار جنيه، وردت اللجنة الرئاسية بأن تصريحات رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات فقدت المصداقية، وأنها تتضمن إغفالًا متعمدًا تجاه نتائج تحقيقات بعض وقائع الفساد، فضلًا عن أن الدراسة والتصريحات تم خلالهما توظيف الأرقام والسياسات وأنه تمت إساءة استخدام كلمة الفساد خلال الدراسة.
لتبدأ بعدها حملة "تشطيف" جنينة وذبحه من قِبل الكثير، مما استغله عدد كبير من عناصر الإخوان لمساندة جنينة، وتم تسريب عدد من الأوراق ثبت أنها مزورة وأنها مدسوسة لإثارة الفتنة في وقت الفتنة.. وبالطبع لم ينس المتآمرون تشغيل ماكينة الدعاية الكاذبة والافتراءات بأن الرئيس السيسي سيقطع رأس "جنينة".. لكن الرجل لقنهم درسًا لن ينسوه في تغليب دولة القانون وترك الحكم عليه في يد مجلس النواب فإن رأى أنه بريء فليكن وإن كان غير ذلك، فالرئيس لا شأن له.
كما فوجئ الجميع بمهاجمة ركاب مترو الأنفاق العاملين والسائقين بمحطة المطرية بالخط الأول، ورشقوهم بالحجارة مما أدى إلى تهشم الزجاج الأمامي لأحد القطارات تزامن وجوده على الرصيف، اعتراضًا على حالة الارتباك التي شهدها الخط هذا اليوم.
وقال مصدر بمترو الأنفاق، إن المواطنين غاضبون من تدوير القطارات من محطة المطرية إضافة إلى طول انتظارهم على الأرصفة بسبب بطء التقاطر.
وأكد المصدر، أن العاملين في المحطات لا ذنب لهم فيما يلاقونه من المواطنين من هجوم، لافتًا إلى أن المتسبب في كثرة أعطال المترو أعضاء مجلس الإدارة وغرف التحكم والتشغيل، بسبب تجاهلهم حل مشاكل الأعطال من جذورها.
وبعد نجاح وزارة الكهرباء في تلبية احتياجات المصريين في موسم الصيف المنقضي بشهادة الجميع فوجئ الجميع بعودة انقطاع الكهرباء في عدد من مناطق القاهرة والجيزة وانقطاع التغذية الكهربائية عن مدينة الغردقة بالكامل وبرر مركز التحكم القومي بوزارة الكهرباء، ذلك بأنه نتيجة لسوء الأحوال الجوية والعواصف الترابية الشديدة.
أما المياه فاختفت عن مناطق لساعات طويلة خاصة في مناطق عين شمس ومدينة السلام والمطرية وفيصل والقناطر الخيرية والرحاب والتجمع الخامس وعدد كبير من مناطق الجمهورية، وشهدت محافظتا كفر الشيخ والبحيرة أزمة جديدة غريبة وهي نفوق الأسماك في نهر النيل مما تسبب في انقطاع المياه عن المحافظة بعد غلق محطات الشرب بعد ارتفاع نسبة الأمونيا لـ6.5.
واستعانت الحكومة بالمراكب والكراكات لانتشال أكثر من 70 طن أسماك نافقة منها 46 طنًا بالبحيرة و24 طنًا بكفر الشيخ.
الغريب هو تخبط الحكومة في إعلان الأسباب، فوزارة البيئة تؤكد أن الأقفاص السمكية السبب، إلا أن الأهالي أكدوا أن نفوق الأسماك جاء بسبب تلوث المياه بشكل كبير واختلاطها بمياه الصرف الصحي.
الإخوان كالعادة استغلوا هذه الأحداث في ترويج عدد ضخم من الشائعات لتصدير صورة للعالم بأن مصر غير مستقرة وأن الدولة غير قادرة على السيطرة على مجريات الأمور في البلاد، حيث تبث صفحات الجماعة على الإنترنت صورًا مغلوطة عن الأحداث لتأجيج مشاعر الغضب والفتنة لدى الشارع.
الأجهزة الأمنية من جانبها رصدت تورط عدد من عناصر الجماعة الإرهابية في إثارة بعض هذه المشاكل في هذا التوقيت تحديدًا وأن عددًا منهم يعمل متخفيًا بالجهاز الإداري للدولة.
ويبقى السؤال هنا: "مين اللى بيلعب في مصر؟"، هل هناك أحد من ذيول الأنظمة السابقة يحاول العبث بالأمن القومي للبلاد؟"، ولكن الله لن يترك أرض الأمن والأمان تضيع بين هؤلاء المرتزقة.