الأربعاء 15 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

لقد سرقوا طاقة القوة فينا.. نحن سرقنا فعلا

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كل شيء على وجه الأرض عبارة عن طاقة، البشر والشجر والحجر، هناك شعوب سرقت طاقة شعوب أخرى وأدخلت فى عقولها بشكل متوارث فكرة العجز والاتكالية على طاقة أخرى ولتكن الدين.
الغرب نجح تماما فى سلبنا كل أوجه القوة النفسية والطاقة وأقنعنا تمامًا، وبمساعدة أناس منا أفاضل أننا متخلفون وأن ديننا ضد الحضارة ونقيض العلم.
انظر إلى شعوبنا نحن نريد الذل، ونعشق الهوان والتعاسة، ولا نريد هذه الحرية، نحن والله نكره السعادة ونعشق العيش فى أزمات، ونستمتع بالمرارة والشكوى. 
الحرية هى الخلاص من كره الذات، وهي شجاعة وحب لله سبحانه وتعالى، وهي الحرية في التخلص من استعباد الماضى لنا، وعندما أقول الماضى لست أقصد طفولتى فقط، ولكن أقصد هذا الموروث التاريخى من جدود الجدود، هذه الموروثات التى طالما تنتقل فى جيناتنا من جيل إلى آخر حاملة كل معلومات التخلف والتراث البائد منذ آلاف السنين.
لقد ولد آباؤنا وأمهاتنا فى بيئات متخلفة، ولست أقصد الفقر ولكن أعنى الاتكالية، وتجاهلنا تمامًا أن سنن الكون قائمة على التطور والعمل الدءوب على تغيير مرسوم الحياة وخريطة الأرض، ولكن انظر إلى حالنا الآن، وكأننا نعيش فى عصر المماليك فى البيوت فى الأسواق فى المدارس فى جميع نواحى حياتنا، وخليها على الله، إحنا متخلفين وأسأنا لدين العلم والنور والحرية لدين أعظم الخلق محمد صلى الله عليه وسلم وخليها على الله.
انظر إلى أثرياء هذا البلد، كيف أثروا، هل هناك فيهم أحد قد أتى بفكرة عبقرية وحقق اختراعا هز الأرض من تحت أقدامنا وأفاد الناس إبدا والله كلها عبارة عن أملاك وأراضى للدولة تم الحصول عليها بالبخس وبيعها بملايين أو شاليهات على البحر ومصانع شيبسى، أو رجال أعمال قتلوا الصناعة بالاستيراد من الصين وهلم. هل هذا هو السعى فى الأرص والتدير فى خلق الله والتطور؟ هذا والله هو قمة العجز وعدم القدرة على الابتكار.
انظر إلى أثرياء أمريكا تاريخ من الاختراعات وإفادة البشرية صناعيا وعلميا، أما نحن يا عم خليها على الله، وأهى ماشية، وربنا عايز كده، لا والله لم يأمرنا الخالق سبحانه بهذه الأنانية واحتكار مجموعة غنية غناء باطلا لا تستحقه لكل شيء.
إننا من سيئ إلى أسوأ؛ لأن ما يحدث أننا عاجبنا كده ومبسوطين وهو ده المقدر والمكتوب، يعنى نخلق الجهل والعجز والفقر فى عقولنا، ونجعله جزءا من كياناتنا وكأننا نعلم الغيب، ونعلم أن ربنا إرادته فى هذا الاتجاه، حاشا لله،  إنما هو فكرنا وعجزنا نحن.
لأن الحرية والقوة تخرجنا من هويتنا الكامنة فينا إلا وهى هوية الذل والخوف، وكأننا حَصَّنا أنفسنا داخل كهوف من الجهل والدونية، وصدقنا أن الخروج من هذا الظلام غير آمن،  فمن الأسلم أن نظل داخل قلاعنا مع أنها مظلمة لأن الخروج منها بعد هذه السنين الطويلة يعرص هويتنا للخطر والضياع، "يا أخى إحنا بنحب كده أنت زعلان ليه".
لا بد أن نخرج إلى نور الشمس إلى نور الله تعالى، وأن نعيد حسابتنا بالعقل والمنطق، وأن نعيد قراءة الدين من منظور عقول حرة وقلوب منفتحة للحب والخير وليست معبأة بالذنوب والإسقاطات وكره الناس والحياة، لا يمكن لمخلوق كان أن يحب أحدا على الإطلاق وهو لا يحب نفسه، وفى حالة دائمة من عدم الرضا عنها ولديه رغبة دائمة وملحة طوال الوقت لعقابها (الأنانية هى فى الأصل عقاب للنفس وليست حبا لها كما نعتقد لأن الأنانية لا تخلف إلا التعاسة والشقاء والشعور الدائم بالذنب).
ولنعلم أن الخروج للنور لن يتم بقانون تغرضه الدولة لأن النور يسطع من ثنايا القلب، وقوانين القلوب لا تعممها إلا القلوب، ولكل منا مفردان لقلبه لا يعرفها إلا هو فقط،  فلنسمع لقلوبنا، ولتأخذ حياتنا مسارها إلى ما نستحق إلى الأفضل، ونحن أمة محمد صلى الله عليه وسلم.