الأربعاء 08 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

من "نجاة" اليهودية إلى أمة محمد

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يمنية يهودية مهاجرة إلى إسرائيل وأعشق وطنى اليمن وأناهض العنصرية الصهيونية.. هذا أول الكلام.. والتانى:
يمنية يهوديــة ولدت فى صنعاء، اليمن بتاريخ ٢٨ مايو ١٩٨١م، ودرست فى مدرسة أروى حتى السادس الأساسى، وفى ١٩٩٣م هاجرت مع أسرتى إلى إسرائيل ضمن قافلة تضم عدة أسر يمنية يهودية أخرى.
لم أحب إسرائيل بسبب سياسة التمييز العنصرى التى وجدتها ضد يهود اليمن المهاجرين إليها. لذلك أكملت دراستى الجامعية فى جامعة القاهرة، الهندسة المعمارية، وتخرجت منها عام ٢٠٠٤م، وعدت إلى إسرائيل مجددا.
وفى ٢٠٠٧م تعاقدت معى شركة إنشاءات عالمية فى بيروت فانتقلت إليها وما زلت فيها، إلاّ أن المعاناة التى رأيتها فى إسرائيل والتمييز ضد اليهود اليمنيين على وجه الخصوص جعلتنى أمارس الكتابة وأشارك فى أنشطة عدد من مؤسسات المجتمع المدنى داخل إسرائيل وخارجها لمناهضة التمييز العنصرى والثقافة الصهيونية.
أنا لا أؤمن بأى دولة دينية وإنما أؤمن بأن من حق الجميع التمتع بحقوق مواطنة متساوية، مهما اختلفت معتقداتهم الدينية وانتماءاتهم العرقية والسياسية والفكرية.
وتكتب نجاة:
كيف يسلم «اليهودي» وهذا حال المسلمين..!؟
كثيرون وجهوا لى الدعوة للتخلى عن معتقدى اليهودى ودخول الإسلام، وكثيرون أيضًا يلعنوننى كل يوم ويصفوننى بالكافرة، ويقولون إن غير المسلمين مصيرهم إلى نار الله.
بعث لى أحد الأصدقاء قصة جميلة عن النبى محمد ويهودى كان يسكن جواره ويلحق به الأذى والنبى يصبر عليه، وعندما مرض اليهودى زاره النبى فخجل اليهودى من أخلاقه ودخل الإسلام. عندما قرأتها فهمت أن تصرفات وأخلاق النبى محمد كانت هى مقياس اليهودى للإعجاب بالإسلام واعتناقه قبل حتى أن يقرأ ما فى القرآن.. ولحظتها تساءلت مع نفسي: يا ترى المسلمون اليوم بماذا سيغرون اليهودى لدخول الإسلام..!؟
أرجو ألا تغضبكم صراحتى، فأنا أحاول أن أفهم الإسلام على طريقة اليهودى الذى أسلم بسبب تصرفات النبى قبل كلام القرآن.. وسأناقش الموضوع بثلاث نقاط:
((أولاً))- المسلمون اليوم مذاهب متعددة وكل مذهب يعتبر الآخر «كافرا» ويحلل قتله.. فلو أردت- كيهودية- دخول الإسلام فهل أدخله من باب «السنة» أم «الشيعة» أم المذاهب الأخرى؟ وأى منها أعيش فيه بسلام ولا يحلل قتلى أنصار مذاهب الإسلام الأخرى!؟
تحدثت لصديقتى المسلمة فى بيروت عن دعوات الأصدقاء لدخول الإسلام، وأثناء النقاش فوجئت أن المسلمين يرددون كلاما مقدسا للنبى محمد بأن المسلمين سيتفرقون إلى (٧٠) فرقة كلها سيعذبهم الله فى النار باستثناء فرقة واحدة ستدخل الجنة. فسألت صديقتى عن اسم هذه الفرقة فقالت إنها لا تعرفها ولا يوجد مسلم يعرفها لكن كل فرقة تدعى أنها هى المقصودة!!
تساءلت مع نفسي: يا ترى إذا أراد يهودى دخول الإسلام فعند أى فرقة يذهب ليتحول إلى مسلم؟ ومَن مِن علماء المسلمين يعطيه ضمانا أكيدا بأنه سينضم للفرقة الصحيحة التى لايعذبها الله؟! فهذه مغامرة كبيرة وخطيرة جدا.
((ثانيًا))- المسلمون اليوم يتقاتلون بينهم فى كل مكان، ويذبحون بعضهم البعض بطرق بشعة جدا.. فكيف يقتنع اليهودى بدخول الإسلام إذا وجد المسلم يقتل أخاه بسبب الدين نفسه، بينما لا يمكن أن يسمع أحدكم بأن اليهود يقتلون بعضهم البعض بسبب الدين، بل على العكس إسرائيل أقامت دولتها بسبب الدين.
قبل يومين قرأت تقريرا تم تقديمه للأمم المتحدة من دول عربية مسلمة يتحدث عن (٨٠) ألف مسلم تم قتلهم فى سوريا خلال سنتين فقط بأيدى المسلمين، سواء من النظام أو المعارضة. ورأيت مقطع فيديو لأحد مقاتلى المعارضة وهو يخرج قلب جندى ويأكله؛ أى مسلم يأكل قلب أخيه المسلم!!
كما كنت قرأت إحصائيات عن عدد القتلى فى العراق خلال الحرب الأهلية (المذهبية) تقدرهم بأكثر من ٢٨٠ ألف عراقى غالبيتهم العظمى مسلمون وقليل جدًا بينهم مسيحيون.
سأكتفى بهذين المثلين، وأترك لكم التفكير والتأمل والتساؤل كيف يمكن لليهودى أو المسيحى أن يقتنع ويطمئن قلبه لدخول الإسلام إذا كان هذا حال دول المسلمين؟ مع أنى واثقة كل الثقة أن ما يحدث ليس من تعاليم الإسلام لأن جميع الأديان السماوية تدعو للسلام.
((ثالثاً))- عندما دعا النبى محمد الناس للإسلام فإنه أغراهم بالحرية والعدل والخلاص من الظلم والجهل والفقر لذلك تبعه الناس. لكن اليوم عندما يدعو المسلمون اليهود لدخول الإسلام بماذا يغرونهم؟
لنكن صريحين وصادقين: فمعظم دولنا العربية الإسلامية يعمها الفقر والجهل والظلم وانتهاكات حقوق الإنسان، وتفتقر للتنمية والقوة الاقتصادية، ولولا ذلك لما قامت ثورات الربيع العربى. بينما الدول التى يديرها مسيحيون ويهود ممن يعتبرهم البعض (كفارا) أصبحت هى من تغرى المسلمين للهجرة اليها والعمل أو العيش فيها.. بل هى من تصنع للمسلمين حتى ملابسهم الداخلية.. وأرجو المعذرة لذلك فليس القصد السخرية وإنما اعتراف ومصارحة بالواقع الذى يعيشه العالم اليوم!
صحيح أنا يهودية لكننى أحترم الإسلام، وأجد فيما يحدثنى عنه المسلمون دستورًا عظيمًا للحياة الإنسانية، وتمسكى بعقيدتى ليس كفرًا كما يعتقد البعض، فقد بعث لى أحد الاصدقاء بنص من القرآن يؤكد أنه لم يكفر أصحاب الأديان، ويقول هذا النص ((ليسوا سواء من أهل الكتاب أمة قائمة يتلون آيات الله آناء الليل وهم يسجدون))!
لذلك بدأت أقرأ دراسات عن القرآن وكل يوم تزداد حيرتى أكثر وأبقى أسأل نفسي: لماذا إذن العالم الإسلامى وصل إلى هذا الحال رغم أنه لديه دستور دينى رائع ونبى عظيم، كان يجعل اليهودى يتبعه بسلوك صغير قبل معرفة ما فى القرآن، بينما اليوم ينظر غير المسلمين إلى المسلم بريبة وخوف؟!!
....
خلص الكلام يا مسلمين.