الأحد 22 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

رقابة الخوافين "26"

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
وقد حكمت على نفسى أن مسرحية «الكلمة الآن للدفاع» جيدة ووضعتها فى الدرج.. لكنى أعطيتها لأحد الناشرين ليطبعها فى كتاب.. وقررت أن أكتب أعمالا لا تتعارض مع المناخ الموجود إلى حد ما.. أى أن تكون كوميدية والكوميديا قد تكون أكثر قدرة على النقد وإثارة الأسئلة.. بل يمكن أن تحتوى على جوانب تراجيدية.
وكنت قد شرعت أكتب سهرة تليفزيونية باسم «مين قتل برعي» فوجدتنى أحولها إلى مسرحية خاصة لأنها تقع فى منظر واحد.. ولما كان صبحى يقرأ كل ما أكتبه فقد أخبرنى أنه تحدث عنها للفنان فؤاد المهندس الذى عمل معه فى دور صغير كالعادة ويطمح إلى دور أكبر فى مسرحيتى حيث كل الشخصيات مهمة لكن صبحى انشغل بأمر فطلب المهندس أن يلقانى.. وذهبت له وكان وحده فى المسرح تقريبا ولم آخذ النص معى لكنى حكيت له الفكرة.. وبعد قليل بدأ يهتم ووصل الأمر أن راح يمشى فى حجرته بالمسرح ويمثل الشخصية ملقيا بعض حوارها خلفى بطريقته فى حماس وقد اختار الدور الملائم له بدون أن أخبره ثم قرر بحماس إنتاجها وتمثيلها فوعدته أن أعطيه النص فى الغد.. وقبل أن أنهض سألنى عن اسمى لأنه لم يسمعه جيدا من صبحى ولما سمعه تغير وجهه وسألنى «هل سنكتب على واجهة مسرح الزمالك مسرحية تأليف لينين الرملي» قلت له بالتأكيد.. راح يكرر اسمى ثانية مفكرا ثم سكت.. وفجأة ترك غرفته بحجة أنه يطلب فنجانا من القهوة ففهمت أنه تهرب منى لأنه خاف من اسمى علاوة على أنه خجول بطبعه وقمت فورا وخرجت دون أن يرانى.
ورغم ذلك لم يفتر حماسى بل بدأت أكتب مسرحية أخرى باسم «امرأة بلا ماضى» فى عشرة أيام فقط ككتابة أولية.. وتختمر فى ذهنى مسرحية ثالثة.
وسمع عنى المخرج أحمد زكى من زميلى الممثل سامى فهمى الذى عمل معه فى مسرحية فطلب أن يلتقى بى وبالفعل تقابلنا فى منزله وحكيت له الموضوع فأعجبه وطلب النص فأرسلته له.. وأخبرنى بعدها أنه ذهب بها لفرقة «الريحانى» وقدمها لها وينتظر النتيجة.. وبعد أيام جاءتنى مكالمة من مدير فرقة الريحانى مبدع خيرى، ابن بديع خيرى، وطلب مقابلتى فدعوته لمنزلى.. جاء الرجل ولم أكن أعرفه لكنى أحببته من الوهلة الأولى وبادلنى نفس الشعور وأثنى على حبكة المسرحية الشيقة وأخبرنى بأنه يفكر جديا فى تقديمها ولكنه لا يريد الاستعجال فى القرار.. فقلت براحتك.. ورحنا ندردش فى كلام كثير.. ثم زارنى ثانية وسألنى هل أنت مصر أن يخرجها الأستاذ أحمد زكى؟ قلت لست مصرا ولكن إذا خطر لك مخرج آخر فلا بد أن أوافق عليه أولا.. فقال: بالتأكيد.
فى الزيارة الثالثة قال إنه يريد إنتاج المسرحية لكنه سيقترح اقتراحا ولى أن أوافق أو أرفض.. سألته ما هو؟ قال إنهم يعرفون بعض الظرفاء ليسوا من الممثلين لكنهم يجيدون التعليقات خفيفة الظل فهل توافق أن يحضروا البروفات ثم يقترحوا بعض النكات والقفشات المضحكة لتضاف للعمل؟ ضحكت بدورى وقلت له بالقطع لا فضحك هو أيضا قائلا كنت أتوقع منك هذا.. ولم أقل له إنه خائف من غرابة المسرحية.
لكنه استمر يتصل بى ويأتى للسمر معى دون أن نفتح الموضوع ثانية «ربما فكر أنى قد أتراجع عن موقفي».. ولكنى لم أفتح معه أمر المسرحية أبدا.. ولم أحاول إقناعه بأنها كوميديا لا تنتمى إلى الكتابة التقليدية المألوفة الذى تعود عليها.. فقد فهمت أنه خاف من الأسلوب الجديد فى كتابتى.. ولم يتصل بى المخرج أحمد زكى ثانية وقد أدرك أن فرقة «الريحانى» لا تريده.. وهكذا انقطعت أخباره عنى ثم عرفت أنه سافر ليعمل فى الكويت ولكنه أخفى عنى أنه أخذ معه نص مسرحيتى دون علمي.
وعرّفنى صبحى بمحمد عوض الذى عمل معه فى مسرحيات تجول الأقاليم وقرأت له «مين قتل برعى، وأيضا امرأة بلا ماضي» فكان مهذبا جدا.. لكنه لم ينجذب للمسرحيتين لخوفه من اختلافهما مع النمط السائد.. لكنه دعانى عدة مرات لشاليه كان يمتلكه فى منطقة الأهرام.. ثم قرر التليفزيون مشروعا لتقديم مسرحيات يتولى منتج معروف تقديمها وعرضها لتصويرها لصالح التليفزيون.. وطلب منى المخرج تقديمها وكان قد أخرج لى تمثيليتين للتليفزيون فأعطيته مسرحية «مين قتل برعي» لهذا المشروع وقرأها فراقت له وقدمها للتليفزيون.. وبعد أيام قليلة جاءت موافقة الرقابة ثم موافقة لجنة النصوص ثم أبدت اللجنة المكونة من رئيس التليفزيون وممدوح الليثى ويوسف الحطاب الإشادة بالعمل! وجاء المخرج لى بمنتج شاب وقعت معه على عقد المسرحية وأعطانى مائة جنيه كعربون من ثلاثمائة جنيه وتخيلت أن الفرج قد جاء أخيرا لأرى مسرحية لى يسجلها التليفزيون ويعرضها.. لكن سرعان ما توقف الفرج.