لا أعرف على وجه اليقين هل حدث هذا أم لا، لكنى استمعت إليه من راوٍ عليم، يقال إن أحدهم سأل الرئيس الإخوانى، محمد مرسى، ماذا سيحدث بعد ٣٠ يونيو؟ فرد ساخرًا: سيأتى ١ يوليو، كان المغيب لا يعرف جيدًا حالة الغضب التى يحملها المصريون فى غالبيتهم تجاهه، لم يكن يعرف أن قرارًا صدر من الجمعية العمومية للشعب بعزله، فقد رسب فى كل الاختبارات التى خاضها، ولم يعد له مكان فى وطن يريد أن يبنى مستقبله، بعيدًا عن حالة الهزل الإخوانية التى كان أصحابها يريدون مصادرة الوطن لحسابهم.
يحاول البعض تصوير الأمر الآن بشىء على هذه الصورة، وتحاول بعض الجهات الرسمية بلا مبرر أن تصنع حالة من الفزع غير المبررة.. فيحولون ٢٥ يناير إلى يوم موعود، يستعدون له بالحديد والنار، صحيح أن هناك حالة من الغضب تسيطر على البعض فى الشارع المصرى، لكنها ليست حالة عامة، وصحيح أن هناك تجاوزات نراها رأى العين، لا يمكن لمنصف أن يخطأها، ولا يكون جاحدًا، لكنها فى النهاية تجاوزات يمكن التعامل معها على الأرض، دون الإشارة إلى أن هناك من يخطط لثورة ثالثة، فحتى الغاضبين لأسباب اقتصادية يريدون أن تتحرك السفينة إلى الأمام، فلا أحد يريد أن ندخل فى مرحلة جديدة من الفوضى والخراب وتوقف الحياة، فلا أحد يملك شيئًا ليدفعه ثمن لمراهقات سياسية، وأعتقد أن الشارع المصرى هذه المرة لن يسمح بحالة سيولة ثورية جديدة، وليس أجهزة الأمن التى أعدت العدة لأى محاولات تخريبية.
تعجبت من بعض مسئولى المؤسسة الدينية الرسمية - لا أقول عليهم علماء، فهم لا يستحقون شيئًا من هذا الوصف - عندما أصدروا بيانات يحذرون من التظاهر فى ٢٥ يناير، وزير الأوقاف نفسه أفتى بأن التظاهر يوم ٢٥ يناير حرام، ولم يقل لنا مثلًا هل يكون التظاهر يوم ٢٤ أو ٢٦ يناير حلالًا؟، ثم لماذا يصر الوزير على التماهى مع شبكات التواصل التى يركبها الإخوان ومشردو ٢٥ يناير، فيتفاعل معهم معيدًا إلى الأذهان أجواء ما قبل ٢٥ يناير ٢٠١١، رغم أن الأوضاع مختلفة تمامًا؟.
فى ٢٠١١ كنا أمام شعب صاخب وغاضب ومحبط وعنيف ولديه رغبة فى تغيير جثم على صدره لما يقرب من ثلاثين عامًا، ونظام منهك تمامًا لا يقدر على أن يصلب طوله، ولذلك تفكك فى أيام قليلة، أما الآن فنحن أمام نظام قوى تتحرك الحيوية فى شرايينه، يمكن أن تكون لديه أخطاء البدايات، فهو بلا خبرة كافية، لكنه يمتلك أدواته، ويحظى بتأييد ضخم، البعض يؤيد مقتنعًا، والبعض يؤيد مضطرًا، لكنه فى النهاية يؤيد، وفى المقابل نجد جماعات شبابية منهكة تمامًا، ضربها الفشل والإحباط، لا تقدر على أن تحشد، ولو كانت قادرة على ذلك لتدخلت لتغيير تركيبة البرلمان الذى ترضاه، وتخيل أن القوى السياسية الغاضبة التى لم تقدر على إسقاط نائب فى انتخابات البرلمان، لأنها لا تريده، يمكن أن تسقط نظامًا، لديه رغبة فى العمل وإرادة حديدية لمقاومة الفوضى والتخريب.
المشهد هزلى ما فى ذلك شك، لا أقلل من حجم المخاطر بالطبع، فلدى معلومات كثيرة عن تحركات تقوم بها ذئاب ضالة، وهناك بؤر يمكن أن تثير صخبًا وإزعاجًا فى ذكرى الثورة الخامسة، لكنه ليس الصخب الذى يمكن أن يجعلنا نقلق أو نضطرب، فهؤلاء مقدور عليهم، فلن يسمح هذا الشعب البائس أن يسرق أحد أمنه وطعامه مرة أخرى بحجة التغيير.
ليس مطلوبًا من أجهزة الدولة أن تتهاون، عليها أن تعرف قدر المخاطر التى تتعرض لها الدولة، وتعمل حسابها لذلك تمامًا، لكن ليس عليها أن تثير فزعًا ليس مبررًا بالمرة، وليس عليها أن تضيف إلى صفوف الغاضبين وفودًا جديدة، تحت مسمى الإجراءات الاحترازية، فالنظام العاقل يجب أن ينزع فتيل الأزمة، لا أن يشعل فيه النيران، وعلى الغاضبين أن يتأملوا الصورة جيدا، وعليهم أن يتوقفوا عن المتاجرة بـ٢٥ يناير ويحولوها إلى بقرة مقدسة لا يجب المساس بها، وتنصيبها يوم تحل فيه البركة الثورية، فلم تكن ٢٥ يناير ملكًا خاصًا لهم، فهى ملك للشعب كله الذى ثار على مغتصبيه، ملك لمن خرجوا وهم يعرفون أنهم يمكن ألا يعودوا مرة أخرى إلى بيوتهم، فالأوطان لا تبنى بالغضب وحده، فأمامهم مساحات كثيرة للعمل إذا أرادوا.
غضب هؤلاء غير المبرر لن يقابل إلا بكل عنف من النظام، الذى سيكون عليه بناء سجون جديدة لاستيعاب غضب هؤلاء، وهو ما أعتبره مضيعة لوقت وجهد الوطن، فنحن لسنا بحاجة لسجون جديدة بقدر حاجتنا لمصانع جديدة ومشروعات جديدة وأراض مستصلحة جديدة وإنجازات جديدة، فلماذا يصر البعض على تحويل المواجهة إلى خيار واحد، وهو أن يفنى بعضنا البعض، لِمَ لا تتحول الصيغة التى تحكم المصريين، إلى صيغة باحثة عن بقاء الجميع.
لا أعتقد أن أمرًا جللًا يمكن أن يحدث فى ٢٥ يناير، رغم محاولات التسخين التى تبدو فى الأفق من الجميع، وأتمنى أن يمر اليوم بسلام، دون قتلى جدد، ومعتقلين جدد، فكفانا دماء وضحايا، فأرض الوطن لن تثمر عندما تشرب الدماء، لأن الأرض أصلًا لا تشرب الدماء، تظل لعنة على الجميع، وإذا كان مرسى قال ساخرًا إن ١ يوليو سيأتى بعد ٣٠ يونيو، وهو يسخر من غضب الشعب عليه، فلنجعل ٢٦ يناير يأتى بعد ٢٥ يناير دون أحزان، لأنه بالفعل يستحق أن يكون يومًا للفرح... وما أحوجنا جميعا إلى الفرح.
يحاول البعض تصوير الأمر الآن بشىء على هذه الصورة، وتحاول بعض الجهات الرسمية بلا مبرر أن تصنع حالة من الفزع غير المبررة.. فيحولون ٢٥ يناير إلى يوم موعود، يستعدون له بالحديد والنار، صحيح أن هناك حالة من الغضب تسيطر على البعض فى الشارع المصرى، لكنها ليست حالة عامة، وصحيح أن هناك تجاوزات نراها رأى العين، لا يمكن لمنصف أن يخطأها، ولا يكون جاحدًا، لكنها فى النهاية تجاوزات يمكن التعامل معها على الأرض، دون الإشارة إلى أن هناك من يخطط لثورة ثالثة، فحتى الغاضبين لأسباب اقتصادية يريدون أن تتحرك السفينة إلى الأمام، فلا أحد يريد أن ندخل فى مرحلة جديدة من الفوضى والخراب وتوقف الحياة، فلا أحد يملك شيئًا ليدفعه ثمن لمراهقات سياسية، وأعتقد أن الشارع المصرى هذه المرة لن يسمح بحالة سيولة ثورية جديدة، وليس أجهزة الأمن التى أعدت العدة لأى محاولات تخريبية.
تعجبت من بعض مسئولى المؤسسة الدينية الرسمية - لا أقول عليهم علماء، فهم لا يستحقون شيئًا من هذا الوصف - عندما أصدروا بيانات يحذرون من التظاهر فى ٢٥ يناير، وزير الأوقاف نفسه أفتى بأن التظاهر يوم ٢٥ يناير حرام، ولم يقل لنا مثلًا هل يكون التظاهر يوم ٢٤ أو ٢٦ يناير حلالًا؟، ثم لماذا يصر الوزير على التماهى مع شبكات التواصل التى يركبها الإخوان ومشردو ٢٥ يناير، فيتفاعل معهم معيدًا إلى الأذهان أجواء ما قبل ٢٥ يناير ٢٠١١، رغم أن الأوضاع مختلفة تمامًا؟.
فى ٢٠١١ كنا أمام شعب صاخب وغاضب ومحبط وعنيف ولديه رغبة فى تغيير جثم على صدره لما يقرب من ثلاثين عامًا، ونظام منهك تمامًا لا يقدر على أن يصلب طوله، ولذلك تفكك فى أيام قليلة، أما الآن فنحن أمام نظام قوى تتحرك الحيوية فى شرايينه، يمكن أن تكون لديه أخطاء البدايات، فهو بلا خبرة كافية، لكنه يمتلك أدواته، ويحظى بتأييد ضخم، البعض يؤيد مقتنعًا، والبعض يؤيد مضطرًا، لكنه فى النهاية يؤيد، وفى المقابل نجد جماعات شبابية منهكة تمامًا، ضربها الفشل والإحباط، لا تقدر على أن تحشد، ولو كانت قادرة على ذلك لتدخلت لتغيير تركيبة البرلمان الذى ترضاه، وتخيل أن القوى السياسية الغاضبة التى لم تقدر على إسقاط نائب فى انتخابات البرلمان، لأنها لا تريده، يمكن أن تسقط نظامًا، لديه رغبة فى العمل وإرادة حديدية لمقاومة الفوضى والتخريب.
المشهد هزلى ما فى ذلك شك، لا أقلل من حجم المخاطر بالطبع، فلدى معلومات كثيرة عن تحركات تقوم بها ذئاب ضالة، وهناك بؤر يمكن أن تثير صخبًا وإزعاجًا فى ذكرى الثورة الخامسة، لكنه ليس الصخب الذى يمكن أن يجعلنا نقلق أو نضطرب، فهؤلاء مقدور عليهم، فلن يسمح هذا الشعب البائس أن يسرق أحد أمنه وطعامه مرة أخرى بحجة التغيير.
ليس مطلوبًا من أجهزة الدولة أن تتهاون، عليها أن تعرف قدر المخاطر التى تتعرض لها الدولة، وتعمل حسابها لذلك تمامًا، لكن ليس عليها أن تثير فزعًا ليس مبررًا بالمرة، وليس عليها أن تضيف إلى صفوف الغاضبين وفودًا جديدة، تحت مسمى الإجراءات الاحترازية، فالنظام العاقل يجب أن ينزع فتيل الأزمة، لا أن يشعل فيه النيران، وعلى الغاضبين أن يتأملوا الصورة جيدا، وعليهم أن يتوقفوا عن المتاجرة بـ٢٥ يناير ويحولوها إلى بقرة مقدسة لا يجب المساس بها، وتنصيبها يوم تحل فيه البركة الثورية، فلم تكن ٢٥ يناير ملكًا خاصًا لهم، فهى ملك للشعب كله الذى ثار على مغتصبيه، ملك لمن خرجوا وهم يعرفون أنهم يمكن ألا يعودوا مرة أخرى إلى بيوتهم، فالأوطان لا تبنى بالغضب وحده، فأمامهم مساحات كثيرة للعمل إذا أرادوا.
غضب هؤلاء غير المبرر لن يقابل إلا بكل عنف من النظام، الذى سيكون عليه بناء سجون جديدة لاستيعاب غضب هؤلاء، وهو ما أعتبره مضيعة لوقت وجهد الوطن، فنحن لسنا بحاجة لسجون جديدة بقدر حاجتنا لمصانع جديدة ومشروعات جديدة وأراض مستصلحة جديدة وإنجازات جديدة، فلماذا يصر البعض على تحويل المواجهة إلى خيار واحد، وهو أن يفنى بعضنا البعض، لِمَ لا تتحول الصيغة التى تحكم المصريين، إلى صيغة باحثة عن بقاء الجميع.
لا أعتقد أن أمرًا جللًا يمكن أن يحدث فى ٢٥ يناير، رغم محاولات التسخين التى تبدو فى الأفق من الجميع، وأتمنى أن يمر اليوم بسلام، دون قتلى جدد، ومعتقلين جدد، فكفانا دماء وضحايا، فأرض الوطن لن تثمر عندما تشرب الدماء، لأن الأرض أصلًا لا تشرب الدماء، تظل لعنة على الجميع، وإذا كان مرسى قال ساخرًا إن ١ يوليو سيأتى بعد ٣٠ يونيو، وهو يسخر من غضب الشعب عليه، فلنجعل ٢٦ يناير يأتى بعد ٢٥ يناير دون أحزان، لأنه بالفعل يستحق أن يكون يومًا للفرح... وما أحوجنا جميعا إلى الفرح.