دعانى زميلى الدكتور عبدالهادى النجار الأستاذ المساعد بقسم الإعلام بكلية الآداب جامعة المنصورة، الصيف الماضى، لمناقشة رسالة ماجستير أعدها الطالب كاروان محمد صديق تحت إشرافه، فرحبت بذلك وأثنيت على دعم جامعة المنصورة بكلياتها المختلفة للطلاب العراقيين من ذوى الأصول الكردية، ولكن كان فى حلقى غصة استحيْيت أن أُصرح بها للزميل العزيز، وهى أننى شاهدت صورًا احتفالية على الـ«فيس بوك» لطالب عراقى من أصولٍ كردية لحصوله على درجة الماجستير من القسم ذاته، وهو يناقش رسالته ويضع وراءه علم إقليم كردستان، لذا فقد قررت بشكلٍ مسبق وغير معلن، ألا يحدث ذلك فى أثناء مناقشة أقوم برئاسة جلستها بصفتى أقدم الأساتذة المناقشين، ومن جوهر مهامى تنظيم العمل داخل قاعة المناقشة.
وبالفعل عندما انتهى الطالب من إلقاء موجزٍ لرسالته طالبته بإنزال العلم الكًردى الذى يرفعه خلفه، لأنه فى المقام الأول طالب عراقى يجب أن يرفع علم العراق، وليس علم إقليم من أقاليمها، وخاصة أنه يحمل الجنسية العراقية ومعه جواز سفر عراقى، وتم ابتعاثه إلى مصر بأموال الدولة العراقية الشقيقة، فقام زملاؤه بإنزال العلم على مضض بعدما حاولوا إثارة القلاقل داخل قاعة المناقشة، التى لا يحق التحدث فيها لأحدٍ من الحاضرين من الجمهور، وقد فوجئت بخطاب طائفى ممقوت من الطالب يعكس فيه أنهم- أى الأكراد- ما زالوا مع العراق- وكأنهم يسعون للانفصال بعد ساعات عن الدولة الأم التى أعيتها الحروب، فيحاولون أن يستغلوا ضعفها فيقيموا على أرضها دولة لهم، تدفع فاتورتها العراق من أراضيها، رغم أن لهم امتدادات فى دولٍ أخرى، ولكنها الطعنات التى يوجهها كل من له نزعة انفصالية فى ظهور الأوطان..!.
ورغم ملاحظاتى التى أبديتها للطالب العراقى من ذوى الأصول الكرديةُ، إلا أننى لم أتعامل مع الطالب إلا كحالةٍ فردية، لأننى أعلم أن هذا ليس موقف معظم الإخوة العراقيين من أصول كردية، الذين يؤمنون بالعراق الموحد، كما أننى ذكرت له، ولكى أهدئ من روعه، أن القائد صلاح الدين الأيوبى محرر بيت المقدس ومؤسس الدولة الأيوبية فى مصر كان من أصولٍ كردية، وهو ما عايرنى به الأكراد من أننى لا أعرف التاريخ، إلا أننى أضيف لهؤلاء الذين يدعون الثقافة أن صلاح الدين الأيوبى لم يكن انفصاليًا، بل كان قوميًا عربيًا، قام بتوحيد العرب والمسلمين ومصر من خلفه لكى يحرر بيت المقدس، وأننا نحن العرب عامة والمصريين خاصةً طالما استوعبنا التنوع الثقافى والدينى والعرقى داخل أمتنا العربية دون مشكلات.
وقد قمنا بتدشين الفيديو الخاص بمناقشة الطالب العراقى ذى الأصول الكردية منذ أيامٍ قليلة، وهو فيديو مقسم إلى ستة أجزاء يتناول كل جوانب المناقشة لإفادة باحثى الإعلام على مستوى الوطن العربى، وهذا دأبنا منذ عاميْن تقريبًا عندما أطلقنا قناة على موقع «يوتيوب» باسم «إسهامات أ. د. شريف درويش اللبان»، إلا أن المقطع الثالث من المناقشة الخاص بإنزال العلم الكًردى هو الذى لاقى اهتمامًا غير مسبوق من الأشقاء العرب والعراقيين داخل الوطن العربى، وفى كندا والولايات المتحدة وأوروبا، بمجموع مشاهدات قاربت المليونيْ مشاهدة فى ثلاثة أيامٍ فقط. فنحن لم نقصد ادعاء بطولة، ولم نسعَ وراء شهرة، ولكن مقاطع الفيديو جميعها كانت تسجل وقائع إحدى مناقشات الرسائل العلمية التى نناقشها ونشرف عليها فى مختلف الجامعات المصرية، وهو أمر معتاد بالنسبة لنا، ولو كان الطالب يرى غضاضة فى هذا المقطع الخاص بإنزال العلم الكُردى لكان حذفه عند المونتاج النهائى للفيديو الذى أهدانى نسخة منه بعد المناقشة، فمصدر هذا الفيديو- كما هو الحال فى المناقشات العلمية - هو الطالب نفسه الذى يحرص على إهداء الأساتذة نسخة من الصور والفيديو والرسالة العلمية المطبوعة بعد المناقشة.
المشكلة فى مقطع الفيديو الخاص بإنزال العلم الكُردى أنه أحدث ما يشبه الفتنة داخل العراق ما كنت أبغيها إيمانًا بالعراق الموحد، وهو ما أدى إلى أن ينتشر هذا الفيديو على شبكات التواصل الاجتماعى انتشار النار فى الهشيم، ويؤدى إلى عشرات الآلاف من الإعجابات والمشاركات ومئات الآلاف من المشاهدات، وعشرات الآلاف من المعلقين ما بين مؤيد ومعارض، ناهيك عن السُباب والشتائم التى لم تُفلح يومًا فى الدفاع عن عدالة قضية إن كان هناك وجه للعدالة فى هذه القضية..!
الأدهى من ذلك أن ابنة رئيس الجمهورية العراقية السيد فؤاد معصوم، دخلت على الخط مع الطالب العراقى تعليقًا على الفيديو الذى نشرته د. حنان الفتلاوى البرلمانية والسياسية العراقية المعروفة، ودافعت عن موقف الطالب الذى ينتمى إلى أصولها الكُردية، واتهمتنى بالشيفونية والتطرف فى قوميتى العربية، رغم أن أباها هو رئيس الجمهورية العراقية، وهنا أقول للرئيس العراقى: يا سيادة الرئيس يجب أن تُطلق مبادرة لنبذ الطائفية والنعرات القومية والنزعات الانفصالية، ولتبدأ ذلك من بيتك، ولتكن رئيسًا لكل العراقيين لا فرق بين مسلم ومسيحى، ما بين شيعى وسُنى، وما بين عرب وكرد وآشور وإيزيديين، فكل أولئك عراقيون يحيون على أرض العراق ويستظلون بسمائه ويرفرف فوقهم جميعًا علم العراق الذى كان، وسيظل قلعة من قلاع الوطن الذى ننتمى إليه جميعًا.
وفى النهاية، فإننى لست سياسيًا ولست عضوًا فى أى حزب سياسى ولا أنتمى لأى توجه أيديولوجى، ولكننى أكاديمى مصرى اتخذت موقفًا أملاه علىّ ضميرى وحسى الوطنى والعربى، وأعتقد أنه موقف كل المصريين من العراق الشقيق، والموقف الثابت للدولة المصرية مع كل الدول العربية التى نرفض مشروعات ومؤامرات تقسيمها.
وبالفعل عندما انتهى الطالب من إلقاء موجزٍ لرسالته طالبته بإنزال العلم الكًردى الذى يرفعه خلفه، لأنه فى المقام الأول طالب عراقى يجب أن يرفع علم العراق، وليس علم إقليم من أقاليمها، وخاصة أنه يحمل الجنسية العراقية ومعه جواز سفر عراقى، وتم ابتعاثه إلى مصر بأموال الدولة العراقية الشقيقة، فقام زملاؤه بإنزال العلم على مضض بعدما حاولوا إثارة القلاقل داخل قاعة المناقشة، التى لا يحق التحدث فيها لأحدٍ من الحاضرين من الجمهور، وقد فوجئت بخطاب طائفى ممقوت من الطالب يعكس فيه أنهم- أى الأكراد- ما زالوا مع العراق- وكأنهم يسعون للانفصال بعد ساعات عن الدولة الأم التى أعيتها الحروب، فيحاولون أن يستغلوا ضعفها فيقيموا على أرضها دولة لهم، تدفع فاتورتها العراق من أراضيها، رغم أن لهم امتدادات فى دولٍ أخرى، ولكنها الطعنات التى يوجهها كل من له نزعة انفصالية فى ظهور الأوطان..!.
ورغم ملاحظاتى التى أبديتها للطالب العراقى من ذوى الأصول الكرديةُ، إلا أننى لم أتعامل مع الطالب إلا كحالةٍ فردية، لأننى أعلم أن هذا ليس موقف معظم الإخوة العراقيين من أصول كردية، الذين يؤمنون بالعراق الموحد، كما أننى ذكرت له، ولكى أهدئ من روعه، أن القائد صلاح الدين الأيوبى محرر بيت المقدس ومؤسس الدولة الأيوبية فى مصر كان من أصولٍ كردية، وهو ما عايرنى به الأكراد من أننى لا أعرف التاريخ، إلا أننى أضيف لهؤلاء الذين يدعون الثقافة أن صلاح الدين الأيوبى لم يكن انفصاليًا، بل كان قوميًا عربيًا، قام بتوحيد العرب والمسلمين ومصر من خلفه لكى يحرر بيت المقدس، وأننا نحن العرب عامة والمصريين خاصةً طالما استوعبنا التنوع الثقافى والدينى والعرقى داخل أمتنا العربية دون مشكلات.
وقد قمنا بتدشين الفيديو الخاص بمناقشة الطالب العراقى ذى الأصول الكردية منذ أيامٍ قليلة، وهو فيديو مقسم إلى ستة أجزاء يتناول كل جوانب المناقشة لإفادة باحثى الإعلام على مستوى الوطن العربى، وهذا دأبنا منذ عاميْن تقريبًا عندما أطلقنا قناة على موقع «يوتيوب» باسم «إسهامات أ. د. شريف درويش اللبان»، إلا أن المقطع الثالث من المناقشة الخاص بإنزال العلم الكًردى هو الذى لاقى اهتمامًا غير مسبوق من الأشقاء العرب والعراقيين داخل الوطن العربى، وفى كندا والولايات المتحدة وأوروبا، بمجموع مشاهدات قاربت المليونيْ مشاهدة فى ثلاثة أيامٍ فقط. فنحن لم نقصد ادعاء بطولة، ولم نسعَ وراء شهرة، ولكن مقاطع الفيديو جميعها كانت تسجل وقائع إحدى مناقشات الرسائل العلمية التى نناقشها ونشرف عليها فى مختلف الجامعات المصرية، وهو أمر معتاد بالنسبة لنا، ولو كان الطالب يرى غضاضة فى هذا المقطع الخاص بإنزال العلم الكُردى لكان حذفه عند المونتاج النهائى للفيديو الذى أهدانى نسخة منه بعد المناقشة، فمصدر هذا الفيديو- كما هو الحال فى المناقشات العلمية - هو الطالب نفسه الذى يحرص على إهداء الأساتذة نسخة من الصور والفيديو والرسالة العلمية المطبوعة بعد المناقشة.
المشكلة فى مقطع الفيديو الخاص بإنزال العلم الكُردى أنه أحدث ما يشبه الفتنة داخل العراق ما كنت أبغيها إيمانًا بالعراق الموحد، وهو ما أدى إلى أن ينتشر هذا الفيديو على شبكات التواصل الاجتماعى انتشار النار فى الهشيم، ويؤدى إلى عشرات الآلاف من الإعجابات والمشاركات ومئات الآلاف من المشاهدات، وعشرات الآلاف من المعلقين ما بين مؤيد ومعارض، ناهيك عن السُباب والشتائم التى لم تُفلح يومًا فى الدفاع عن عدالة قضية إن كان هناك وجه للعدالة فى هذه القضية..!
الأدهى من ذلك أن ابنة رئيس الجمهورية العراقية السيد فؤاد معصوم، دخلت على الخط مع الطالب العراقى تعليقًا على الفيديو الذى نشرته د. حنان الفتلاوى البرلمانية والسياسية العراقية المعروفة، ودافعت عن موقف الطالب الذى ينتمى إلى أصولها الكُردية، واتهمتنى بالشيفونية والتطرف فى قوميتى العربية، رغم أن أباها هو رئيس الجمهورية العراقية، وهنا أقول للرئيس العراقى: يا سيادة الرئيس يجب أن تُطلق مبادرة لنبذ الطائفية والنعرات القومية والنزعات الانفصالية، ولتبدأ ذلك من بيتك، ولتكن رئيسًا لكل العراقيين لا فرق بين مسلم ومسيحى، ما بين شيعى وسُنى، وما بين عرب وكرد وآشور وإيزيديين، فكل أولئك عراقيون يحيون على أرض العراق ويستظلون بسمائه ويرفرف فوقهم جميعًا علم العراق الذى كان، وسيظل قلعة من قلاع الوطن الذى ننتمى إليه جميعًا.
وفى النهاية، فإننى لست سياسيًا ولست عضوًا فى أى حزب سياسى ولا أنتمى لأى توجه أيديولوجى، ولكننى أكاديمى مصرى اتخذت موقفًا أملاه علىّ ضميرى وحسى الوطنى والعربى، وأعتقد أنه موقف كل المصريين من العراق الشقيق، والموقف الثابت للدولة المصرية مع كل الدول العربية التى نرفض مشروعات ومؤامرات تقسيمها.