السبت 23 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

ابدأ بنفسك وفتش داخلك

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كثير من الأحكام نصدرها على غيرنا، ونبنى عليها طريقة معاملتنا، فكل منا داخله قاض غير عادل، وكثير منا يكتفى فقط بما يراه فى الظاهر، ولا يكلف نفسه أى مجهود، ليحاول أن يعرف ما فى باطن الأمور، ويبدأ فى استمداد أحكامه لما رآه من أول نظرة، ويبنى على تلك النظرة كثيرا من الأحكام، ويضع الحدود ويحلل الآخرين، ويفترض الفروض، وهو فى أساس الأمر لا يعلم أى شىء عن ذلك الشخص الذى أقنع نفسه بأن خبرته جعلت منه أستاذا ورئيس قسم تحليلات البشر.
فى الواقع أننا عندما نشير إلى شخص بإصبعنا، فإننا نشير إلى أنفسنا بثلاثة أصابع أخرى بنفس اليد، فكل منا لو نظر ليده وهى تشير إلى أحد، فسنجد السبابة تشير إلى الشخص، بينما الوسطى والخنصر والبنصر بلا إرادة تعمل شكل القوس لتشير إليك مرة أخرى.
وهذا الشعور اللا إرادى ما هو إلا أنك لن تلاحظ فى أى شخص إلا ما هو موجود عندك من الأساس، وبلا وعى تجد نفسك تشير إلى عيوب الناس التى تراها من وجهة نظرك أنها ظاهرة لك، وتراها بوضوح فيما لو فتشت بداخلك، ستجد أن كل ما تراه ما هو إلا عيوبا موجودة بك وترفض من داخلك أن تعترف بها، وربما لا تريد أن تعترف بوجودها أصلًا.
من هنا كانت مقولة ابدأ بنفسك لتغير من بحولك.
فكل منا لو تمعن داخل نفسه، وبدأ بالإصلاح الداخلى ستتغير نظرته لمن هم حوله بلا شك، وسيبدأ عهدًا جديدًا بعين جديدة ربما لم ينظر بها من قبل، وربما يكون إبصارها أكثر جودة، وحدة، وفائدة.
ملاحظتنا على الآخرين تجعلنا نقلل من حجم استفادتنا من التعاون معهم، فأحيانًا نحكم على العلاقة بأنها منتهية من قبل أن تبدأ، وأحيانا أخرى نضع حدودًا، فنحكم على تلك العلاقة بأنها مفيدة فى نواحٍ معينة، وغير مفيدة فى باقى النواحى، وأحيانًا نرى أن كل الفائدة سوف تأتى من تلك العلاقة.
كالعادة، ينعكس ذلك على كل شىء فى حياتنا، فبعد عدة كلمات نقرأها فى أى موضوع نبدأ فى توقع باقى التفاصيل، وربما لا نكمل قراءة لتوقعنا المضمون.
وأحيانًا أخرى من مجرد تعريف صغير بشخص نبنى قلاعًا من التوقعات ونضع سياجًا للحدود.
وهنا نتذكر قصة المسافر الذى أبهره الرجل المجنون بتفكيره.. رجل أراد السفر برًا من مدينة إلى مدينة أخرى وفى الطريق، وبسبب السرعة فقد السيطرة على سيارته، وكان على وشك الانقلاب، إلا أنه تمكن من السيطرة على سيارته، لكن مع الأسف فقد إحدى إطارات السيارة فقد انفصل الإطار تمامًا، ليست مشكلة، فالبديل موجود، ولكنه فقد مع الأسف المسامير التى يربط بها الإطار «أسقط فى يده»، ولم يعرف كيف يتصرف وتوقف يفكر برهة، فشاهد على مقربة منه مبنى كتب عليه مستشفى الصحة النفسية، يطل منه رجل شاهد كل ما حدث، فذهب لطلب المساعدة منه، فقال الرجل الذى فى المبنى مشكلتك بسيطة يا أخى، خذ مسمارا من كل إطار واربط به الإطار الرابع، أعجب الرجل من الفكرة، فقال الرجل المصاب للآخر أأنت طبيب هنا؟ قال الرجل بل نزيل، فتعجب الرجل، وقال «سبحان الله.. مجنون؟» فقال: نعم مجنون، ولكن لست غـبيا!